عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

هاجس الدرجات

تحيا مصر

فتاة دخلت الثانوية العامة بمجموع عالِ ولكنها لم تفعل ذلك رغبة الوصول لحلم ما كـ دكتوراه او ما شبه ولكنها فعلت ذلك نكاية بأصدقائها الذين كانوا يوازونها فى المستوي وارادت ان تثبت لهم انها أذكي منهم ومرت اعوام و ادمنت شعور الانتصار فا اصبحت تحاول جاهدة ان تنجح فى الثانوية ايضا لتكون هى الاولي فقط الاولي علي الجميع ويقال إسمها علي كل الالسن كان الجميع يمدح بها مما يزيدها غروراً وإصراراً علي تكملة مسيرتها التنافسية.

و بالفعل حصلت علي مجموع 102% بالثانوية العامة شعبة الادبي والتحقت بكلية السياسة والإقتصاد كل ذلك بلا ادنى رغبة فقط الرغبة فى التنافس والحصول علي إعجاب الجميع بتفوقها !

ومر عامين فى الكلية وكانت تحصل علي درجات عالية ايضاً ف هى بارعة فى الحفظ والتلقين ولكنها تنظر حولها لا تجد من يلتفت تجد المئات يحصلون ع درجات عالية ايضاً ولكن لا ثناء علي ذلك !

اين نظرات الاعجاب ؟؟ اين المديح علي صنعي! ..

تعود لتري صديقاتها القدامى لعلها تجد فى نظراتهم ما يريح بالها ويرضي غرورها او لعلها تتشفي من نظرات الحقد بهم بإنها التحقت بأعلي الكليات وإنها أكثرهم براعة , ولكنها وجدت عكس المتوقع تماماً وجدت ما يزيدها حسرة والماً علي وصلت اليه من حال .
هذه حققت حلمها وأصبحت كاتبة صحفية فى جريدة مشهورة رغم عدم تفوقها الدراسي.. هذه اصبحت رسامة لها لوحات تعتز بها ..و تلك معلمة اطفال كما كانت تطمح ! ..

مر الزمان ونضج الجميع واصبح يفتش عن احلامه اما هى فلا حلم لها ولا رغبة , رغبتها الوحيدة هى التفوق التفوق وحسب ! ولكن الساحة إتسعت من حولها وكبر الجميع وكبرت طموحاتهم معهم وجري كل منهم يسعي فى تحقيق احلامه ولم يعد يشغلهم هاجس الدرجات كما كان لم تعد هى الاحسن حالاً من بينهم لم يعد إجتياز الاختبارت الدراسية بتفوق يميزها عن غيرها , بل إجتاز الجميع إختبارات الحياه والرضي بها بإمتياز وهى لا تزال مكانها لا تستطيع حتى الحصول علي مقبول .

يعيش الناس علي قدر احلامهم بغض النظر عن حقيقتهم , فمن يكون حلمه صغير يعيش حجمه صغير لانه يتوقف عند تحقيق هذا الحلم , اما من يكون حلمه كبير فقيمته تزداد حجماً مع حلمه حتى وإن لم يحققه , ليس بالضرورة ان تكون عظيماً لكى تحلم , ولكن يكفى ان تحلم لكي تكون عظيماً.
تابع موقع تحيا مصر علي