عاجل
الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

حتى لا نضيع فى أروقة مجمع التحرير

تحيا مصر


الزواج بين الدولة المصرية والبيروقراطية الإدارية هو زواج كاثوليكي لا طلاق فيه وهذه للأسف حقيقة تدعو إلى الحزن واليأس، ما ان تذهب يا صديقي الي اي مصلحة حكومية علي مستوي القطر المصري حتي تجد هذه الحقيقة الصادمة تقف امامك عارية كاشفة لنا عن عجزنا وقلة حيلتنا.
لقد ساقتني الاقدار يوما الي مكتب البريد لإرسال خطاب الي جهة ما، دخلت المكتب وتوجهت الي الموظف المختص واخبرته بطلبى فرد علي بوجه متجهم ان اذهب لشراء "مظروف" خطاب وأشار إلى "كشك" يقف وحيدا ذهبت اليه وابتعت المظروف وكلي حسرة على الثمن الباهظ الذي انقدته للبائع ثمنا للمظروف فضربت كف بكف وقلت في نفسي ان للاحتكار وجوه كثيرة.
أعتقد أن ما من شخص منا لم يتردد يوما ما علي مجمع التحرير ذلك المبنى المهيب الذي يعد علامة مميزة من معالم القاهرة العاصمة والذي يبدو شكله من الخارج رائعا هادئا، جرب ان تدخل اروقته من الداخل وستفاجأ فى البداية بوجود طابورين طويلين كثعبان مشوه يقفن في إنتظار المصعد الذي لا يأتى ابدا فتضطر كاسف البال علي ان تصعد عدة طوابق علي قدميك وسط زحام لا ينتهي ورائحة كريهة لا تعرف لها مصدرا ولا تعرف لها خلاصا لتفاجأ بعد انقطاع انفاسك ان "مدام عفاف" الموظفة المختصة لم تأتي اليوم او ان "الاستاذ سعيد" أخفي الخاتم فى درج مكتبه وذهب ليصلي الظهر منذ ساعة ونصف.
لقد سقت لك يا صديقي هذه الأمثلة البسيطة والتي نمر بها يوميا وتعودنا عليها حتي نري كم هي المأساه التي تحيط بنا والتى تجعل المواطن صاحب المصلحة مستعدا لبذل الغالى والنفيس من اجل اتمام مصالحه.
في الزيارة التي قام بها مؤخرا الرئيس عبد الفتاح السيسى الي محافظة الفيوم وفي إطار تصريحاته التي ادلي بها هناك انه خاطب المسئولين اصحاب الايدي المرتعشة من انه سيوقع بنفسه على تلك القرارات التي يتخوف المسئولين من التوقيع عليها بهدف القضاء على البيروقراطية الإدارية، وهذا ولا شك سعي حميد من الرئيس ولكن سيدي الرئيس الامور لا تأخذ هكذا الواقع يختلف كثيرا عن التنظير والدراسات المكتبية، "الاستاذ سعيد ومدام عفاف" لا يعترفون الا بقرار الرئيس المباشر والرئيس المباشر يتبع الرئيس الاعلي ثم وكيل الوزارة ثم وثم في سلسلة لا تنتهي من التدرج البغيض في دولاب العمل والذي يوصلنا في النهاية الي تلك الحالة من تذمر المواطنين، وتكون الجملة الاقرب من لسان المواطنين قولهم "الوزرا في التكييف وسايبنا احنا نتبهدل" ويبقى الوضع على ما هو عليه.
سيدي الرئيس لابد من عمل منظومة متكاملة هدفها الاول والاخير القضاء على الروتين والبيروقراطية يأتي ذلك بإجراء تعديل لقوانين الإدارة في مصر فهناك قوانين مازالت تحكمنا منذ العهد الملكي وتقر بتوقيع غرامات تصل الي القرش والقرشين!!
في بدايه مدتك الرئاسية تداولت الصحف اخبار عن تشكيلك لجنة قانونية لتنقيح القوانين المتضاربة ومنذ ذلك الوقت اختفت اخبار تلك اللجنة من الصحف وطواها النسيان، على علماء وفقهاء الإدارة في جامعات مصر المختلفة العمل سويا علي تقديم شكل جديد للإدارة في مصر يليق ببلد قامت فيها ثورتين عظيمتين فى اقل من خمس سنوات كان هدفهم الاول العدل الاجتماعي والقضاء على الوساطة والمحسوبية والفساد الادارى.
تابع موقع تحيا مصر علي