عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

إنكار "يناير" له عواقب وخيمة على "يونيو"

تحيا مصر

لم أتصور أبدا أن اجد برلمان بلدى على هذا الشكل والمضمون الذى رأيناه ، صحيح كنت أتوقع صورة ليست ناصعة البياض ، لكننى لم أتوقع أبدا أن تكون بهذه القتامة ، ولم أكن اتوقع أن أجد نائبا يتحدث عن منتقدى النواب من الاعلاميين بهذه الطريقة ، حيث وصفهم بـ "الصيع" ، وهددهم بضرب الجزمة ، وأنكر ثورة يناير برغم ان ديباجة الدستور تؤكد عليها ، ويبدو أن ما أبداه يروق لمهندسى اللعبة السياسية الذين أفسحوا المجال له ولأمثاله لدخول البرلمان .

ما حدث يستوجب على الرئيس السيسى وحكومته التقدم بمشروع قانون ، أو دعم أحد النواب للتقدم به لمجلس النواب ، لتجريم الإساءة إلى ثورة 25 يناير و30 يونية ، فهذا المقترح سيكشف خريطة مجلس النواب ، وسيعلم الشعب بواسطته من مع 25 يناير ومن ضدها ، وسيتحدد من خلال المناقشات بشأنه ماهية ثورة 30 يونيو ، مضادة لـ 25 يناير ، أم مكملة لها .

وربما يتهمنى أحد [أننى بهذا المقترح أسكب الزيت على النار ، وهذا إتهام باطل ، فأنا لم أبغ سوى المصلحة العامة ، فالتناسق والتواصل بين الثورتين فيهما استقرار للوطن والتنازع بينهما فيه عدم استقرار واشاعة للفوضى ، فالخناقات داخل برلمان الشعب حول ثورة 25 يناير تعمق الانقسام الشعبى خارجه ، بشكل يستفيد منه رافضو ثورة 30 يونيو ، وهم ليسو الاخوان فقط ، وإنما المتعصبون فى تأييدهم لمبارك ونجله جمال مبارك ، و تغريدات ومنشورات مواقع التواصل الاجتماعى خير شاهد على ذلك .

وبعيدا عن المقترح ، أود أن ألفت إنتباه الجميع إلى نقطة غاية فى الأهمية ، وهى أن فعاليات البرلمان سوف تكشف بوضوح الرأى الحقيقى لأغلبية نوابه فى ثورة 25 يناير ، فهى ثورة أهدافها معروفة للجميع ، ولا يختلف عليها سوى من ينكرها ويعاديها ويرى ان 30 يونيو ثورة مضادها لها ، بزريعة أنها كانت مؤامرة على مصر لها أطراف داخلية وخارجية .

لذا فإننى أرى أن كل حريص على ثورة 30 يونيو يجب أن يعمل فى إتجاه إحترام ثورة يناير وثوارها ، لأن عدم احترامها سيكون له عواقب وخيمة على الجميع ، وهذا ما أتمنى أن يدركه القائمون على أمر مؤسسات الحكم فى مصر.
تابع موقع تحيا مصر علي