عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

بالفيديو:حصاد عمومية "المحامين".. تعتيم ممنهج وضرب مبرح وتهديدات ضد الصحفيين‎

جانب من اعتداء المحامين
جانب من اعتداء المحامين على الصحفيين


وَثَّق مرصد "صحفيون ضد التعذيب" 22 انتهاكًا ضد 15 صحفيًا تم ارتكابها يوم الأحد الماضي، خلال تغطية للجمعية العمومية الأخيرة لنقابة المحامين، وذلك بحسب الشهادات المُوثَّقة لضحايا وشهود عيان على الواقعة، وقد جاءت جميع الانتهاكات ضد صحف خاصة وشبكات إخبارية، عدا انتهاك وحيد تعرض له صحفي بجريدة "أخبار اليوم" الحكومية.

وقد شهدت نقابة المحامين الأحد، حضورًا مكثفًا من مراسلي ومصوري وسائل إعلام مختلفة لنقل ما يجري على الأرض بغض النظر عن سياق الحدث نفسه وما سيؤول إليه خلال انعقاد الجمعية العمومية الطارئة، التي دعت لها جبهة "لا يمثلني" لسحب الثقة من سامح عاشور نقيب المحامين، ولكن قُوبل ذلك بحاجز من التعتيم المُمنهج والضرب المُبرح والتهديدات وسط انتهاكات بالجملة من قِبَل المحامين - وتحديدًا أنصار النقيب الحالي- ضد الصحفيين، وذلك وفقًا للنمط العام الذي تطابق لدى الشهادات المُوثقة، والتي لخصها محرر "أخبار اليوم" المُعتدى عليه بأنها كانت أشبه بـ "خناقات القهوة البلدي"، فيما وصفها بيان جماعي للمجني عليهم بـ"أعمال البلطجة".

تجاوز الأمر ذلك الحد، ووصل إلى مطاردة الصحفيين على سلالم نقابتهم كما يظهر بوضوح في فيديو رئيس قسم صحافة الفيديو بشبكة "أخبار بلدنا"، الذي صوّره وأرسل نسخة منه للمرصد، ولكن تحت الضغوط تم عقد لقاء في اليوم التالي بين نقيب المحامين والمجني عليهم من الصحفيين والذي وصفوه في بيان مُوَّقع لهم بأنه جاء "مخيبًا للآمال".

بداية الواقعة.. فرض التعتيم أثناء عمليات التصويت وتوزيع الوجبات الجاهزة على الأنصار

بدأت الأحداث بمنع مصور جريدة "الفجر" محمد صلاح من دخول نقابة المحامين في الصباح الباكر مع توجيه سيل من السباب والشتائم ومحاولة طرده رغم حيازته تصريح بتغطية عمليات التصويت، ثم تم السماح له لاحقًا بتصوير محدود لما يجرى داخل لجان التصويت فقط دون غيرها، وهو شيء مشابه لما حدث باكرًا مع مراسلة موقع "أهل مصر" داليا محمود، وبعد وصول المحامي منتصر الزيات للنقابة حدثت احتكاكات ومشادات بين المؤيدين والمعارضين من المحامين، وعندما حاول المصورون تغطية ذلك تم التعدي عليهم بالقول والضرب، وذلك بحسب شهادة داليا التي تطابقت بذات التفاصيل مع شهادة المصور إبراهيم سعيد الذي تمزقت ملابسه وحدث "شرخ" في كاميرته الخاصة.

وأثناء الاستراحة، قام بعض أنصار سامح عاشور بالنقابة العامة بتوزيع عدد من الوجبات الجاهزة على مؤيديه، وعندما حاول أبانوب نبيل - المصور بموقع "صوت الأمة"- تغطية ذلك في إطار تصوير أجواء وكواليس الانتخابات، اعترض المحامون وقاموا بالتعدي عليه ضربًا وسبابًا كما حاولوا الاستيلاء على كاميرته الخاصة، فيما تم إتلاف "لاب توب" الخاص به حسب نص شهادته للمرصد، وهو ذات الذي حدث مع عبد الوهاب ربيع - صحفي جريدة "التحرير"- وسط محاولات لكسر الهاتف المحمول الخاص به الذي حاول استخدامه في تغطية الحدث.

تطور الاحتكاكات والتعديات الممنهجة

وعلى مدار اليوم، تعرض حسن سند - المصور بجريدة "النبأ"- عدة مرات لتعديات ومنع من التصوير وطرد من محيط الأحداث، حتى تم صفعه على وجهه مرتين، وحدد حسن وفقًا لشهادته انتماء الطرف المعتدي بكونهم من أنصار النقيب سامح عاشور بسبب ارتدائهم "بادجات" تحمل اسمه.

وبعد صفع مصور "النبأ"، توجهت إيمان أحمد - مصورة البوابة نيوز- إلى منطقة تواجد المحامين لمعرفة المحامي المعتدي وتصويره تمهيدًا لتقديم بلاغ ضده، فحدثت مشاجرات واحتكاكات كان الجانب الرئيسي المُشارك فيها هم أنصار النقيب بحسب قولها، وحينما رفعت إيمان الكاميرا لتصوير تلك المشاجرات؛ قفز أحدهم محاولًا خطف الكاميرا وتعدّى عليها جسديًا ودفعها محاولاً إخراجها من النقابة، فيما قام آخر بركلها بقدمه، فدخلت في حالة هيستيريا وصراخ.

أثناء التعدي الجسدي على "إيمان"، تجمهر زملاؤها الصحفيون محاولين حمايتها وإنقاذها، وخلال ذلك تكالب المحامون عليهم وحدثت تعديات وتجاوزات عديدة بالضرب والقول والتهديد، فتعرض شادي محمد - صحفي جريدة "أخبار اليوم"- للضرب بمقعد على رأسه وعصا على كتفه، كما تم الاستيلاء على كاميرا وعدسات مؤمن شبيطة - المصور بجريدة "الفجر"، فضلًا عن محاولة الاستيلاء على هاتف نورهان حافظ - مراسلة "صوت الأمة" ودفعها جسديًا، وكذلك التعدي اللفظي بالسباب على أسامة همام مصور جريدة "الوطن"، في حين أصيب محمد عدلي - مصور جريدة "الفجر"- بنزيف في فمه جراء لكمة قوية على وجهه من محامٍ، كما تم التعدي على ميسون أبو الحسن - صحفية جريدة "الفجر"- التي حاولت مساعدة عدلي.

اعتداء المحامين على الصحفيين

تطورت المشاجرات والتعديات، وهرع الصحفيون المجني عليهم إلى نقابتهم الملاصقة لنقابة المحامين وحاولوا اللجوء إليها احتماءًا بها، فطاردهم عدد من المحامين محاولين اقتحامها ليصبح الصحفيون في مرمى الملاحقة والاستهداف المباشر، وذلك بحسب شهادة محررة جريدة "صوت الأمة" آية عبد الرؤوف وآخرين، حيث تتضح حالة التحفز والاستهداف ضد الصحفيين في الفيديو المصور بواسطة أشرف رمضان رئيس قسم صحافة الفيديو بشبكة "أخبار بلدنا"، والذي حرص على توثيق تلك اللحظة التي اعتبرها "إهانة لكرامة الصحفي" - على حد تعبيره - فيما تعرض إسلام أسامة - مصور "اليوم السابع"- لإصابة سطحية بالرقبة بعد التعدي عليه ومحاولة الاستيلاء على كاميرته.

وقد تلقى فريق الرصد والتوثيق بلاغات عديدة منذ بداية انعقاد الجمعية العمومية، وقام بفتح قنوات الاتصال المباشر مع الأطراف المتواجدة في محيط الحدث من ضحايا وشهود عيان ومسؤولين بوسائل إعلامية عديدة من أجل محاولة الوصول إلى الحقيقة والتدقيق في توثيق ونقل ما تم دون انحياز.



البحث عن حل للأزمة

أدانت نقابة الصحفيين وقائع الانتهاكات في بيان رسمي لها، مطالبة بسرعة اتخاذ الإجراءات النقابية ضد المعتدين، وفي اليوم التالي عُقد لقاء لعدد من الصحفيين الذين تعرضوا لتلك الانتهاكات مع نقيب المحامين سامح عاشور، الذي أعلن قبلها عن فتحه لتحقيق عاجل بشأن تلك التعديات مناشداً تقديم الأدلة على ذلك، ولكنه خلال اللقاء رفض تقديم الاعتذار أو التعويض عما بدر من بعض المحامين وأفراد حملته داخل حيز النقابة من اعتداءات واستيلاء على المعدات الصحفية والمتعلقات الشخصية ومحاولة اقتحام نقابة الصحفيين، كما ورد على لسان آية عبد الرؤوف، بينما وصفها الصحفيون في بيان جماعي لهم بأن الجلسة كانت كـ"مسكنات تهدئة" في ظل عدم وجود رغبة حقيقة لحل الأزمة من جانب النقابة، فيما قدمت حملة "ادعم نقيبك" الداعمة لاستمرار نقيب المحامين وغير الممثَّلة نقابيًا اعتذارًا للصحفيين على خلفية الأحداث، بينما حاول نقيب الصحفيين تهدئة الأجواء في حوار صحفي لاحق.

تابع موقع تحيا مصر علي