عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

تفاصيل تجنيد فنان لبناني لصالح الموساد عبر فاتنة إسرائيلية

تحيا مصر

كشفت التحقيقات مع الممثل اللبناني زياد عيتاني، المتهم بالتعامل مع الموساد الإسرائيلي، أن فتاة بيضاء طويلة ذات شعر أسود وعينين خضراوين تُدعى كوليت أغوته بالتعارف ثم أغرته بالتعامل.

توقيف عيتاني
وأوضحت المديرية العامة لأمن الدولة في لبنان، اليوم السبت، ملابسات توقيف المسرحي زياد عيتاني، يوم الخميس الماضي، وتحدثت عن "إنجاز عملية نوعية استباقية في مجال التجسس المضاد"، بعدما تمكنت فتاة إسرائيلية من إغوائه وتجنيده.

وأوقفت مديرية أمن الدولة اللبناني الفنان زياد أحمد عيتاني، وهو ممثل ومخرج وكاتب مسرحي، من مواليد بيروت عام 1975، بجرم التخابر والتواصل والتعامل مع الموساد الإسرائيلي.

فتاة ثلاثينية حسناء
وتبين أن فتاة ثلاثينية حسناء جذّابة، وصفها المتهم خلال التحقيقات بأنّها بيضاء طويلة ذات شعر أسود وعينين خضراوين تُدعى كوليت فيانفي. هكذا عرّفته عن اسمها الحقيقي، بعدما تعارفا عبر موقع فيس بوك عام 2014 وتبادلا الرسائل الغرامية، ظنًّا منه أنّها سويدية. وقال إنها بادرت بالاتصال به وإغرائه بإرسال صور حميمية لها عبر بريده الإلكتروني.

مواقع التواصل الاجتماعي
واستمرّت العلاقة لغاية عام 2015، عبر بريد موقع فيس بوك، قبل أن يزوّدها برقم هاتفه وعنوانه في بيروت. في البداية، كانت أحاديثهما تقتصر على علاقتهما الغرامية والشخصية والأوضاع العامة في لبنان والعالم. إلا أن هذه العلاقة لم تبقَ في هذا الإطار، بل تطورت في أوائل عام 2016، بعدما نجحت الفتاة السويدية التي اتّضح أنّها ضابط استخبارات إسرائيلي في تجنيد الفنان عيتاني للعمل لمصلحتها ومصلحة الجهاز الأمني الذي يشغلها.

واختلفت طريقة الاتصال بين الصديقين لتعتمد على "ماسنجر"، وتطبيقَي "واتس آب" و"جي مايل". الرسائل بين عيتاني والضابطة الإسرائيلية، كانت مشفّرة، ومقسّمة إلى ثلاثة أقسام، يُرسَل كل منها عبر تطبيق مستقل، أو تُبعث الرسالة المشفرة عبر أحد التطبيقات، وفك التشفير على تطبيق آخر. وكان الحساب الشخصي للفاتنة الإسرائيلية يُلغى كل ثلاثة أسابيع ليفتح بعدها بوقت قليل حساب آخر جديد باسم مغاير يقوم مجددًا بالاتصال بحساب زياد.

الشفرة السرية
وبحسب محاضر التحقيق، كان زياد يعرف أنّها المتّصلة، كونهما متفقين على جملة تعريف خاصة بينهما هي: «HI IT’S ME»، على أن تُكتب العبارة بالأحرف الكبيرة. كذلك كانت تطمئن عليه يوميًا، فقد ذكر عيتاني للمحققين أنها اتفقت معه على أن يفتح فيس بوك والواتس آب يوميًا عند الثانية بعد الظهر، لتعلم مشغّلته أنّه لم يتم إلقاء القبض عليه.

كذلك ذكرت محاضر التحقيق أنّ عيتاني كان يتلقّى اتصالات هاتفية متعددة من رموز اتصال تابعة لعدة بلدان، منها السويد وبلجيكا وفلسطين المحتلة وتركيا وقطر، علمًا بأنّها كانت تستعمل أرقامًا هاتفية جديدة في كل مرة. وبيّنت التحقيقات، ودائمًا بحسب المحاضر وإفادة الموقوف عيتاني، أنّه التقى بكوليت شخصيًا لأول مرة في أغسطس الماضي في تركيا.

ألف دولار شهريا
طلبت كوليت من عيتاني العمل ليكون شخصية عامة فاعلة وذات علاقات متميّزة، وأن يعمل على تطوير علاقاته الاجتماعية. وأبلغته أنّ عليه الاهتمام بمظهره الخارجي كي يتمكن من الانخراط في بيئات معينة. ولهذه الغاية كانت تُرسل له شهريًا منذ عام 2016 مبلغًا من المال مخصص للملابس والأحذية والإكسسوارات يتراوح بين 500 دولار و1000 دولار أمريكي عبر "ويسترن يونيون" تحت اسم مستعار هو "عارف مرعي"، حيث كان يستلم المبلغ من مكتب الشركة المذكورة المقابل لبيته.

النخبة اللبنانية
ومقابل ذلك، طلبت منه الاتصال بالشخصيات السياسية المؤثرة عبر مستشاريهم المقرّبين والإعلاميين الذين يدورون في فلكهم. وأبلغته أنّ عليه اختيار أهدافه على أساس توجهاتهم اللاعنفية وأن يكونوا متحررين وليبراليين وداعمين السلام في الشرق الأوسط. أما الغاية فكانت جمعهم في تيار سياسي وإعلامي فاعل يروّج للسلام والحل على أساس إقامة دولة فلسطينية، ولاحقًا التطبيع مع إسرائيل. كانت مهمته في البداية استشفاف آراء الأهداف وتوجهاتهم إذا ما كانت داعمة للفكرة أعلاه قبل مفاتحتهم بأيّ موضوع.

وذكرت المحاضر أنّ مشغّلته كانت ترسل له رسائل مشفّرة تتضمن لوائح اسمية لإعلاميين، وتسأله عمّا إذا كان يعرفهم أو يعرف توجهاتهم، ومنهم كاتبان معروفان تقرر أن تستدعيهما مديرية أمن الدولة للاستماع إلى إفادتيهما، بصفتهما شاهدين، اليوم السبت.

وزير الداخلية اللبناني
كذلك تبين أنّها أرسلت له لائحة بأسماء 29 وزيرًا، باستثناء رئيس الحكومة سعد الحريري، وسألته عمّن يعرف بينهم. وقد أجاب عيتاني عن هذا السؤال بأنّه مقرّب جدًا من مستشار وزير الداخلية نهاد المشنوق، محمد بركات، فطلبت منه إفادتها بعنوان سكن الوزير المشنوق وأبلغته بضرورة التقرّب منه وتمتين العلاقة مع بركات.

كذلك أبلغها أنّه يعرف وزير الدفاع السابق عبد الرحيم مراد وابنه وآخرين، وأفادها بكل ما يعرفه عنهم. فسألته مجددًا عن عناوين منازل من يذكرهم وتحركاتهم. كذلك سألت عن الوضع الأمني في الجنوب وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وعن الحالة العامة بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، وعمّا إذا كان يعتقد أنها مناورة أم حقيقية. واستفسرت منه عن "التغيير الديمغرافي في لبنان".

وبدا لافتًا ما ورد في إفادة عيتاني عن أنّه كان يطلع "مشغّلته"، على كل التفاصيل في كل مرة يلتقي بها أحد السياسيين أو مستشاريهم أو أحد الصحافيين، وعلى كل ما دار بينهما من حديث. وقد أرسل لها تقارير عن مضمون لقاءاته بكل من طوني أبي نجم وأسعد بشارة ومحمد بركات ونادر الحريري، ووزير العدل اللبناني السابق أشرف ريفي.

الاتصال الأخير
يوم الأحد الماضي، اتصلت كوليت بصديقها عيتاني عبر الواتس آب، لتعلمه بأنها ستزور لبنان بتاريخ 2/12/2017، حيث ستمكث في فندق في برمانا. وقررا أن يجتمعا هناك. وأبلغ عيتاني المحققين أنها اتصلت به قبل يومين، أي يوم الجمعة في 17 من الشهر الجاري، وأخبرته أنّها ستزور لبنان للاجتماع به بشكل طارئ، وأنه خاف من الفكرة.

وذكر لها حرف D قولًا أثناء المكالمة، ومعناه delay، أي تأجيل اللقاء. وأبلغ المحققين أنّهما متفقان لدى استعمال هذه العبارة على أن يتم وقف الاتصال لمدة 30 يومًا، مشيرًا إلى أنّها خالفت البروتوكول حينما اتصلت به الأحد لتبلغه أنها ستقوم بحجز إقامة في فندق البستان لتنزل في الثاني من شهر ديسمبر بمعية شخص سيقوم بمساعدته وتدريبه وتطوير مهاراته الأمنية.. والاجتماعية.

المهام الموكلة له
وأثناء التحقيق معه من قبل الأجهزة الأمنية، و"بمواجهته بالأدلة والبراهين، اعترف بما نسب إليه، وأقرّ بالمهام التي كلف بتنفيذها في لبنان، ونذكر بعضا" منها :

رصد مجموعة من الشخصّيات السياسّية رفيعة المستوى، وتوطيد العلاقات مع معاونيهم المقرّبين، بغية الحصول منهم على أكبر كمّ من التفاصيل المتعلّقة بحياتهم ووظائفهم والتركيز على تحركاتهم.

تزويدهم بمعلومات موسعة عن شخصيتين سياسيتين بارزتين، سيتم الكشف عن هويتهما في بياناتنا اللاحقة.

العمل على تأسيس نواة لبنانية تمهّد لتمرير مبدأ التطبيع مع إسرائيل، والترويج للفكر الصهيوني بين المثقفين.

تزويدهم بتقارير حول ردود أفعال الشارع اللبناني بجميع أطيافه بعد التطورات السياسية التي طرأَت خلال الأسبوعين الفائتين على الساحة اللبنانية.
وأشارت المديرية العامة لأمن الدولة أن ملف الموقوف يشرف عليه القضاء المختص.
تابع موقع تحيا مصر علي