عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

80 % من مقاتلي بشار الأسد أجانب.. باحثان يؤكدان أن جميعهم شيعة.. تتنوع جنسياتهم من لبنانيين وعراقيين ومقاتلين من جنوب آسيا.. الأفغانيون ينتمون للواء فاطميون

تحيا مصر

مطلع ديسمبر الماضي، حذر مسؤولون كبار بإدارة ترامب من أن قرابة 80% من قوات الرئيس السوري بشار الأسد التي تقاتل المعارضة في الحرب الأهلية السورية تتشكل من مقاتلين أجانب من خارج البلاد يتم تدريبهم وتسليحهم من قبل إيران؛ أكبر مؤيد لنظام الأسد.

يلفت الباحثان كولين كلارك وفيليب سميث، في مقال بمجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، إلى أن هؤلاء المقاتلين الأجانب (جميعهم تقريباً من الشيعة)، ليسوا فقط من اللبنانيين أو العراقيين، ولكنهم يشملون أيضاً مقاتلين من جنوب آسيا، وبخاصة أفغانستان وباكستان، الأمر الذي يضيف بعداً جديداً إلى الحرب الأهلية الدائرة في سوريا التي تدخل الآن في عامها السابع.

لواء فاطميون
وبسبب الخسائر التي لحقت بجيش الأسد مع استمرار الحرب الأهلية سواء من جراء الفرار أو القتل أو الإصابات في المعارك، لجأ نظام الأسد إلى طلب مساعدة إيران في تجنيد مقاتلين جدد، واستفادت الأخيرة من الطبيعة الطائفية للصراع السوري في حشد الأفغان اللاجئين الذين يعيشون في أراضيها، والبالغ عددهم حوالي ثلاثة ملايين نسمة.

ويوضح الباحثان أن المقاتلين الأفغان ينتمون إلى فيلق معروف باسم "لواء فاطميون" تابع للحرس الثوري الإيراني، وتتراوح أعدادهم بحسب المصادر الإيرانية الرسمية بين 10 و 12 ألف مقاتل، وقد انخرط الكثيرون منهم في معارك كبرى في حلب ودرعا ودمشق واللاذقية ومنطقة القلمون. وتفيد بعض التقارير أن مئات منهم قد لقوا مصرعهم في القتال بسوريا.

وتختلف دوافع الميليشات الأفغانية المتورطة في الحرب السورية؛ إذ إن بعضهم من المرتزقة الذين يحفزهم المال، بينما يشارك البعض الآخر من أجل وعود الحصول على الإقامة القانونية لأسرهم في إيران. وهناك آخرون لديهم دافع ديني لحماية الأضرحة الشيعية المقدسة في سوريا، بما في ذلك ضريح السيدة زينب. وعلاوة على ذلك، تضم قوات النظام السوري هذه الميليشيات والمجرمين والأشخاص غير المرغوب فيهم ويتم إرسالهم إلى الخطوط الأمامية للحرب في سوريا.

لواء زينبيون
ويشير الباحثان إلى أنه إلى جانب الأفغان، فإن مقاتلين شيعة باكستانيين يحاربون الآن في وحدتهم الخاصة في سوريا والمعروفة باسم "لواء زينبيون"، ويمثل ذلك تطوراً كبيراً من المراحل الأولى للصراع التي كان فيها الشيعة الباكستانيون ينخرطون مع وحدات أخرى لافتقارهم إلى الإعداد والتدريب اللازمين لساحة المعركة. ولكن منذ بداية 2013، توافدت إلى سوريا أعداد كبيرة من الشيعة الباكستانيين؛ إذ انتشرت مواقع إلكترونية وصفحات باللغة الكردية على مواقع التواصل الاجتماعي تحض الشيعة الباكستانيين على الانضمام إلى شبكة المقاتلين الأجانب في سوريا للدفاع عن نظام الأسد.

وتميل غالبية التحليلات الغربية إلى التركيز على التهديد الذي يشكله الجهاديون السنة الذين ينتمون إلى داعش والقاعدة، ولكن بحسب الباحثين، فإن نمو الشبكة الإيرانية للمقاتلين الشيعة الأجانب يمثل أيضاً تحدياً كبيراً للمجتمع الدولي، وربما يشكل، في الوقت نفسه، عائقاً طويل الأمد لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط؛ حيث يقوم كل من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي بتدريب الشيعة الأفغان والباكستانيين على أسلحة الحرب والحركة التكتيكية وحتى حرب الدبابات. ومن ثم فإن هذه الميليشيات تطورت إلى قوات مدربة جيداً اكتسبت مهارات قتالية تؤهلها للانتشار في جميع أنحاء سوريا لتعزيز نظام الأسد.

خطوط حمراء لإيران
وينوه الباحثان إلى تزايد القلق من عودة هذه الميليشيات إلى ديارها وإثارة الفوضى في أفغانستان وباكستان بعد انتهاء الحرب في سوريا، أو حتى إرسالهم من إيران إلى ساحات قتال أخرى مثل العراق واليمن حيث تسعى طهران إلى توسيع نفوذها الإقليمي. وثمة مخاوف رئيسية من استخدام هذه الميليشيات في مساعدة إيران على التواجد بشكل أكبر خارج الشرق الأوسط والامتداد إلى جنوب آسيا لتعزيز طموحاتها القديمة من أجل النفوذ.

ويحض الباحثان الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة على وضع استراتيجية متماسكة لمواجهة وتقويض شبكة التهديد التي تزرعها إيران في المنطقة من خلال وحدات الميليشيات الشيعية الأجنبية، واستخدام نفوذ الولايات المتحدة وحلفائها وعمقهم الإستراتيجي في وضع "خطوط حمر" لإبلاغ إيران بالحدود التي لا يمكن التسامح معها؛ لاسيما أن التخاذل في اتخاذ مثل هذا الموقف القوي سيقود إلى تزايد الوجود الإيراني في كل أنحاء الشرق الأوسط، الأمر الذي يقوض احتمالات إنهاء الصراع المستمر.
تابع موقع تحيا مصر علي