عاجل
الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

تعيين الرئيس الأمريكي لمايك بومبيو وزيراً للخارجية يقوض إيران والاتفاق النووي.. المرشح الجديد لا يتمتع بالخبرة الدبلوماسية الكافية.. يتفق مع ترامب في كل القضايا.. متشدد جدا ويشكل خطرا على طهران

تحيا مصر

رأى الصحفي جو شيدلي أن تعيين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مايك بومبيو وزيراً للخارجية قد يقوض إيران والاتفاق النووي؛ خاصةً لأن بومبيو، أحد الصقور المتشددين إزاء إيران، أدان الحرب التي تشنها الأخيرة بالوكالة ضد السعودية في اليمن، ولدعمها لنظام بشار الأسد في سوريا.

ويشير شيدلي في مقال بصحيفة "فايننشال بوست" الأمريكية إلى أن ثمة خلافات حول قضايا جوهرية بين الرئيس ترامب وفريقه أدت إلى استقالة غاري كوهن المستشار الاقتصادي لترامب أخيراً، وكذلك الإطاحة بوزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون بسبب اختلاف وجهات النظر حول إيران وروسيا وبعض الأمور الأخرى.

واختار ترامب تعيين مايك بومبيو، الذي كان مدير الاستخبارات الأمريكية سابقاً، في منصب وزير الخارجية، رغم أنه يفتقر إلى الخبرة الدبلوماسية الكافية، ولكنه يتفق مع ترامب في جميع القضايا تقريباً.

بومبيو أكثر تشدداً
ويشير كاتب المقال إلى أن استقالة كوهن وإقالة تيلرسون كان لهما تأثير على انخفاض عائدات السندات المالية وتراجع المؤشرات الرئيسية في الأسواق المالية ولو بشكل طفيف، بيد أن الأكثر أهمية هو أن هذه المستجدات تضيف عنصراً آخر إلى الاستقرار في المشهد الجيوسياسي، وعلى أقل تقدير يزيل رحيل تيلرسون حاجزاً آخر أمام الدوافع والأحكام المسبقة التي يروجها عادة الرئيس ترامب.

ويعتبر الكاتب أن بومبيو قد يكون أكثر تشدداً في السياسة الخارجية من ترامب.

وبصفته مديراً للاستخبارات الأمريكية لا يشارك بومبيو ترامب في موقفه من روسيا، ولكنه يتناغم مع ترامب في كل القضايا الأخرى.

وكان بومبيو صرح أخيراً بأن الصين تشكل تهديداً للمصالح الأمريكية مثل روسيا، كما أدان بومبيو الحرب التي تشنها إيران بالوكالة ضد السعودية في اليمن، والدعم الإيراني لنظام الأسد في سوريا.

الاتفاق النووي
وعلى الأرجح، حسب الكاتب، ستكون إيران، وتحديداً الاتفاق النووي الذي أبرمته الأخيرة مع القوى الغربية لوقف برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، أول نقطة خلاف للاتجاه الجديد لوزارة الخارجية الأمريكية، فرغم آراء المراقبين الدوليين بأن إيران تمتثل لتنفيذ الاتفاق، ينتقد بومبيو الاتفاق مثله مثل ترامب.

وعلى النقيض من ذلك، أعلن كان تيلرسون للصحفيين يوم الثلاثاء الماضي أن "الأمور على ما يرام" بالنسبة للاتفاق النووي بينما وصف ترامب الاتفاق بأنه "أمر فظيع".

وبعد تولي صقر متشدد ضد إيران منصب وزير الخارجية، فإن الحواجز التي تحول دون قيام ترامب بما يريده فعلاً للاتفاق النووي الإيراني، باتت تتضاءل، وستتوفر لديه الفرصة في مايو لإفساد الصفقة أو على الأقل "القيام بشيء ما".

وكان ترامب قد وافق على مضض في يناير على التنازل عن العقوبات، ولكن لا يمكن المراهنة على أن ترامب سيكرر ذلك في المراجعة القادمة للاتفاق.

تقويض صناعة النفط الإيراني
ويلفت كاتب المقال إلى أنه إذا انسحب ترامب من الاتفاق النووي، فإن صناعة النفط الإيرانية، التي إحياها أخيراً رفع العقوبات الدولية في يناير 2016 ووصلت الصادرات الإيرانية إلى مليار برميل في العام الماضي، ستكون في خطر، ما من شأنه أن يقود إلى تراجع العرض العالمي وزيادة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وارتفاع أسعار النفط التي ارتفعت فعلاً بعد إقالة تيلرسون.

ولا يتوقف الأمر عن هذا الحد، لأن الاتفاق النووي مع إيران لم توقعه الولايات المتحدة وحدها، ولكن وقعه أيضاً الاتحاد الأوروبي، والصين وروسيا وألمانيا والمملكة المتحدة.

وتتفق هذه البلدان بشكل عام مع آراء الخبراء بأن الاتفاق يحقق الغرض منه وهو الحد من قدرات إيران النووية، وإذا انسحب ترامب من الاتفاق، وعلى افتراض أنه حصل على تأييد بومبيو الكامل لذلك، فإن الولايات المتحدة ستنعزل عن ثلاثة حلفاء، فضلاً عن تفاقم التوتر مع روسيا والصين.

لعبة خطرة
ويضيف كاتب المقال أن الاتفاق النووي قد يظل قائماً بين إيران وبقية المجتمع الدولي، وحتى دون التوصل إلى اتفاق، فإن الانتاج الإيراني من النفط لن يتضرر كثيراً على الأرجح، لأن قرابة 60% من صادرات إيران النفطية تذهب إلى آسيا، والنسبة الباقية تسوق إلى أوروبا، ولذلك سيواجه ترامب صعوبةً في معاقبة إيران اقتصادياً إذا رفضت الدول الموقعة للاتفاق النووي إعادة فرض العقوبات، ولكن بالطبع سيكون هناك تأثير بسيط، على الأقل بشكل مباشر، على العرض العالمي للنفط والأسعار.

ويختتم الكاتب قائلاً: "ورغم ما سبق، فإن مصير الصفقة الإيرانية ليس إلا جزءاً من الخطر، حيث أنه من الصعب قياس التداعيات الأكبر لزعزعة استقرار الاتجاهات الأمريكية المتفردة لشؤون السياسة الخارجية. وحتى مع وجود فريق من الموالين لترامب، قد يجد الأخير أن مواجهة العالم ستكون لعبة وحيدة وخطيرة للغاية".
تابع موقع تحيا مصر علي