عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

"لا رضاعة".. مشهد جديد من معاناة نساء الروهينغا

تحيا مصر


لا تزال أزمة الروهينغا تصدم العالم بمشاهدها وتداعياتها، وسط إدانات دولية لممارسات سلطات ميانمار وغضها الطرف عن عمليات القتل والإبادة التي تضاعف عمليات النزوح إلى الدول المجاورة.

وسلطت صحيفة “الغارديان” البريطانية، الضوء على معاناة نساء وأطفال مسلمي الروهينغا بعد النزوح إلى بنغلاديش هربًا من انتهاكات جيش ميانمار.

وبدأت الصحيفة تقريرها بحالة سيدة تُدعى نظيمة بيغوم، هرعت برضيعها أتور رحمن، البالغ من العمر 7 أشهر، إلى مركز العيادات الخارجية في مدينة “كوكس بازار” في بنغلاديش بعد تدهور صحته لتوقفها عن إرضاعه إثر إصابتها بصدمة نفسية أثناء رحلة النزوح.

قصص مؤلمة

وبحسب الصحيفة، فإن حالة الرضيع دخلت مرحلة الخطر، وكان من الممكن أن يُتوفى في غضون أسبوع إذا لم يُنقل إلى المستشفى؛ إذ يبلغ محيط ذراعه 85 ملم، ويزن 4.2 كيلوغرام، ويبلغ طوله 60 سم فقط، وذلك بسبب سوء التغذية الحاد.

وكانت منظمة الصحة العالمية قدرت أن متوسط الوزن للأطفال الرضع في عمره هو 8 كيلوغرامات، أما متوسط الطول فيصل إلى 69 سم.

وقالت بيغوم للفريق الطبي، إنها تجد صعوبة في تغذية رضيعها أتور منذ وصولها بنغلاديش في سبتمبر/ أيلول الماضي، لعدم قدرة ثدييها على إنتاج ما يكفي من الحليب، مؤكدةً:”لا أملك الآن سوى كمية صغيرة جدًا”.

ونوَّهت الصحيفة إلى أن مشكلة بيغوم أصبحت شائعة بين نساء الروهينغا اللاتي يترددن على مركز “العمل ضد الجوع” في مخيم “هاكيمبارا” المؤقت والذي افتتح العام الماضي بعد نزوح ما يقرب من 700 ألف روهينغي من ميانمار في أغسطس/ آب الماضي.

كما نقلت جمليبة ابنتها ريماس، التي تبلغ من العمر 12 شهرًا، إلى المركز بعدما أُصيبت بإسهال لبضعة أيام، ويُخشى إصابتها بسوء التغذية الحاد، لافتةً إلى تراجع كمية حليب ثدييها على مدى الشهر الماضي.

تحذيرات أممية

وحذّرت منظمة “اليونيسيف” التابعة للأمم المتحدة، في نوفمبر/ تشرين الثاني، من أن طفلًا من بين كل 4 أطفال بأقلية الروهينغا في بنغلاديش يعانون من سوء التغذية الحاد.

وأوصت منظمة الصحة العالمية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالرضاعة الطبيعية خلال الشهور الستة الأولى من حياة الطفل على الأقل لضمان نموه بشكل سليم، ثم تستمر الرضاعة الطبيعية مع إدخال الأطعمة الصلبة حتى يبلغ عامه الثاني.

ولكن أثناء الأزمات، عندما تصبح الرضاعة الطبيعية مهمة للأطفال أكثر من أي وقت آخر، يمكن أن تجد الأمهات صعوبة في إنتاج ما يكفي من الحليب لعدة أسباب منها عدم حصولهن على التغذية السليمة والكافية، أو صعوبة عثورهن على مكان خاص لإتمام عملية الرضاعة، أو إصابتهن بصدمة نفسية مثل ما حدث مع الروهينغا بسبب النزوح.

بدورها، قالت سوكلا ساركار، مشرفة في منظمة “العمل ضد الجوع”: “خلال شهر، رأينا 15 سيدة تقريبًا يجدن صعوبة في إرضاع أطفالهن بسبب الصدمات النفسية، وحتى إذا كانت الأم تعاني من سوء التغذية، أو تتناول القليل من الطعام، يجب أن تكون قادرة على إنتاج الحليب لإطعام طفلها”.

وترتبط غالبية الحالات التي مرت بها ساركار بمشاكل أسرية، حيث لم تعد الأمهات قادرات على التواصل مع أطفالهن، أو حتى العناية بأنفسهن.

ولدعم نساء الروهينغا، تقدم منظمة “العمل ضد الجوع” جلسات استشارية للأمهات اللاتي يعانين من مشاكل في الرضاعة الطبيعية، وإقناعهن باللجوء إلى بدائل مثل الحليب الصناعي.

وتخضع السيدات للكشف الطبي أولًا في غرفة منفصلة بمخيم “هاكيمبارا” لمعرفة ما إذا كانت هناك أسباب أخرى لتوقفهن عن الرضاعة، مثل انسداد في قناة اللبنية، وإذا لم يعثر على شيء، تحضر الأمهات جلسات أسبوعية مع استشاريين لتدريبهن على التواصل مرة أخرى مع أطفالهن.
تابع موقع تحيا مصر علي