عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

“جمعة الكوشوك” تبدأ بمناوشات.. وإسرائيل ماضية في سياسة “الخطوط الحمراء”

تحيا مصر

اندلعت مواجهات اليوم الجمعة بين مئات المتظاهرين الفلسطينيين الذين أشعلوا عشرات إطارات السيارات “الكوشوك” وقوات الجيش الإسرائيلي الذي شرع بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع قرب السياج الحدودي الذي يفصل بين إسرائيل وقطاع غزة.

وتجمع المتظاهرون شرق مدينة غزة على بعد عشرات الأمتار من السياج الحدودي، وقاموا بإشعال إطارات السيارات وبرشق الجنود الإسرائيليين بالحجارة.

تأهب
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن أنه أنهى جميع الاستعدادت لمواجهة التظاهرات الفلسطينية التي ستنطلق اليوم الجمعة تحت عنوان “جمعة الكوشوك”، والتي تعد امتدادًا لاحتجاجات “يوم الأرض” التي انطلقت الجمعة الماضي، عند السياج الأمني بين قطاع غزة وإسرائيل، تحت عنوان “مسيرة العودة الكبرى”، والتي شهدت سقوط 20 شهيدًا فلسطينيا إضافة لمئات المصابين.

وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية، أنه تم الدفع بتعزيزات ضخمة ووسائل خاصة للتعامل مع التظاهرات، والتي يفترض أن تشهد قيام المتظاهرين الفلسطينيين بإشعال آلاف الإطارات واستخدام مرايا عاكسة لتشويش رؤية قناصة جيش الاحتلال، والذين كانوا قد تلقو أوامر باستخدام الذخيرة الحية والتصويب المباشر صوب المتظاهرين.

ويطالب الفلسطينيون بفك الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007، كما يطالبون بعودة اللاجئين الفلسطينيين، فضلاً عن إعلان رفضهم للمحاولات الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية، لكن مطالب جديدة انضمت إلى تلك القائمة، وعلى رأسها تشكيل لجنة دولية للتحقيق في الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحقهم الجمعة الماضي.

ليبرمان يوجه

وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الجمعة، عبر موقعها الإلكتروني، إلى اجتماع أخير عقد بالأمس بوزارة الدفاع الإسرائيلية، لتقييم الأوضاع قبيل انطلاق المظاهرات الفلسطينية، بمشاركة وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، ورئيس هيئة الأركان العامة غادي أيزنكوت، وقادة جيش الاحتلال.

ونوهت إلى أن الاجتماع دعا إلى الالتزام بعدم السماح بانتهاك السيادة الإسرائيلية، ما يعني أن جيش الاحتلال ماض في سياسة “الخطوط الحمراء” التي تتمثل في إطلاق النار صوب كل من يحاول الاقتراب من السياج الأمني.

وذكر الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، العميد رونين مانليس: أن “الجيش غير معني بالتدخل بشأن أية تظاهرات فلسطينية داخل عمق قطاع غزة”، مضيفًا: “لو أشعلوا عشرات الآلاف من الإطارات، فإن الدخان المنبعث لن يغير الوضع، نحن جاهزون.. لقد فشلت حماس من النواحي الميدانية، وهي تعمل من أجل إثارة ردود فعل دولية لتستخدمها غطاءً لمواصلة عملياتها”، على حد قوله.

وفيما يتعلق باحتمالات التصعيد الإسرائيلي المتعلق باستخدام القوة المفرطة والذخيرة الحية بحق المتظاهرين الفلسطينيين، أشار مانليس إلى أن رئيس هيئة الأركان العامة أيزنكوت أجرى زيارة لقيادة الجبهة الجنوبية، حيث أجريت تحقيقات داخلية حول أحداث الجمعة الماضي، مضيفًا: “القول الأساس هو أن أيزنكوت يمنح قوات الجبهة الجنوبية غطاءً، ويشيد بشدة بأدائهم وتنفيذهم للمهام الملقاة على عاتقهم”.

إحتواء الموقف

في غضون ذلك، زعم موقع “ديبكا” الإسرائيلي، أن مسئولا كبيرا بالمخابرات العامة المصرية قام بزيارة قصيرة إلى إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية، والتقى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجديد اللواء تامير هايمان، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شابات.

ووفقًا لما أورده الموقع، جاءت الزيارة بناء على طلب إسرائيل، التي أرادت أن تبحث مع القاهرة ما يحدث في قطاع غزة عشية ما أسماها “الموجة الثانية من الفوضى التي تجهز لها حماس”، أي ما يتعلق بمظاهرات “جمعة الكوشوك”.

وذكر الموقع، أن إسرائيل طلبت من القاهرة التدخل من أجل وقف ما تقوم به حماس، على أساس أنها تمتلك تأثيرًا عليها، ولا يمكنها تجاهل ما يحدث حاليًا عند السياج الأمني، مضيفًا، أن الرسالة تضمنت طلبًا بأن تتدخل القاهرة لدى الحركة لوقف هذه الاحتجاجات.

وأفادت مصادر إسرائيلية في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأن القاهرة تجري اتصالات من وراء الكواليس مع كل من تل أبيب وحركة حماس، بغية منع حدوث تصعيد جديد، بعد الأحداث التي شهدها يوم الجمعة الماضي، مضيفة أن القاهرة بدأت العمل على الساحتين الإقليمية والدولية بهدف تهدئة الأوضاع، وقامت في هذا الإطار بإجراء محادثات مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والسلطة الفلسطينية، وكذلك حركة الجهاد الإسلامي، وحركة حماس.

دعوة أممية

حث مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إسرائيل اليوم الجمعة على ضمان عدم استخدام قوات الأمن القوة المفرطة مع المحتجين الفلسطينيين عند الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.

وقالت المتحدثة باسم المكتب إليزابيث ثروسل في إفادة صحفية إنه ينبغي عدم استخدام الأسلحة النارية إلا كملاذ أخير وإن اللجوء غير المبرر لاستخدامها قد يصل لمستوى قتل المدنيين عمدا وانتهاك معاهدة جنيف الرابعة.

وقال مسؤولو وزارة الصحة إن فلسطينيا توفي اليوم الجمعة متأثرا بإصابته قبل أسبوع أثناء احتجاجات على حدود القطاع. وبهذا ارتفع عدد القتلى إلى 20 في المواجهات التي بدأت يوم 30 مارس آذار مع جنود إسرائيليين.

تابع موقع تحيا مصر علي