عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

ترامب يوصي بممارسة ضغوط مشددة على أعلى المستويات على الحكومة التركية للإفراج عن القس برونسون.. أعضاء الكونغرس لا يجدون فائدة من الضغط.. توقعات بفرض عقوبات على أنقرة. والتعاون العسكري والإقتصاد يتضرران

تحيا مصر

رفعت اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية، في تقريرها السنوي لعام 2018، توصية سياسية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بممارسة ضغوط مشددة على أعلى المستويات على الحكومة التركية، لتحرير القس الأمريكي آندرو برونسون على الفور، ودون أية شروط.

وتقول كانسو جامليبيل، كاتبة رأي في صحيفة "حريت" التركية، أن الرئيس الأمريكي ونائبه، مايك بينس، ضغطا، منذ توليهما السلطة، بشدة على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل إطلاق سراح برونسون. ولم يتحدث ترامب وأردوغان مرة من دون أن يذكر الرئيس الأمريكي اسم برونسون. ولم يتردد ترامب عند مثول برونسون لأول مرة أمام المحكمة، بعد 16 شهراً من اعتقاله، للإشارة إلى اتهام برونسون بـ"التجسس العسكري والسياسي"، إذ كتب على تويتر: "أنا جاسوس أكثر منه".

ضغط بلا نتيجة
ورغم ذلك، تقول جامليبيل، إنه ليست لدى أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي قناعة بأن ضغطاً يمارس على أنقره قد أثمر، رغم مشاركة البيت الأبيض مباشرة في الأمر. فقد بعث 66 من أعضاء مجلس الشيوخ من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس، الأسبوع الماضي رسالة إلى أردوغان. وقد وصف النواب الأمريكيون الاتهامات الموجهة ضد برونسون بأنها "مجموعة من الاتهامات الباطلة المجهولة المصدر، والأقاويل العشوائية". وقد لوح النواب باحتمال اتخاذ إجراءات أخرى بهدف ضمان احترام تركيا لحق الأمريكيين والعاملين في مؤسساتهم في الإقامة والعمل في تركيا دون خوف من التعرض للاعتقال أو الاضطهاد.

عقوبات جديدة
وبعد بضعة أيام، أطل السناتور الجمهوري جيمس لانكفورد وزميلته عن الحزب الديموقراطي جيان شاهين، على شاشة قناة فوكس المفضلة لدى ترامب، ولوحا بأنهما يعملان على طرح رزمة من العقوبات لمعاقبة الحكومة التركية بسبب احتجازها أمريكيين وأشخاصاً آخرين كرهائن في معتقلات تركية بغرض المساومة السياسية. وقال السناتور لانكفيلد إنهما يسعيان بجدية لفرض عقوبات مباشرة ضد أتراك من بينهم محققون وقضاة، أو حتى مسؤولين منتخبين من الذين يحتمل تورطهم في اعتقال برونسون.

القس بونسون
وتلفت كاتبة المقال إلى أنه حتى وقت قريب سعت وزارة الخارجية الأمريكية لمنع فرض أية عقوبات محتملة ضد تركيا، بحجة أنها سوف تعيد القس برونسون إلى أمريكا عبر الديبلوماسية الهادئة. ولكن، ضمن أحاديث خاصة، يقر ديبلوماسيون أمريكيون بأنهم قد يصبحوا قريباً عاجزين عن التحرك في ذلك الاتجاه. وفي الواقع، هناك مؤشرات على أن وزارة الخارجية الأمريكية بدأت في التنسيق مع الكونغرس لأجل اتخاذ الخطوات التالية.وحسب جامليبيل، فيما تنتظر أنقرة بلهفة لقاء مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي الجديد، لحل الأزمة العالقة بين البلدين، يحتمل أن يدعو الكونغرس الأمريكي لفرض عقوبات جديدة ضد تركيا. وقد اتخذت الخطوة الأولى في ذلك الاتجاه في 26 إبريل، عندما قدم أعضاء في مجلس الشيوخ، لانكفورد وشاهين وتيليس، مشروع قانون لمنع نقل طائرات F-35 المقاتلة إلى تركيا، وحيث يزعمون أنها سوف تهدد أمن حلفاء في الناتو بسبب شراء تركيا لأنظمة الدفاع الصاروخي الروسي،S-400.

حشر في زاوية
ولا شك، برأي كاتبة المقال، قد ينفع مشروع القانون في حشر أنقرة في زاوية استباقاً للجلسة الثانية في محاكمة برونسون، في 7 مايو عبر إظهار استعداد الجانب الأمريكي لاتخاذ إجراءات قد تضر بالتعاون العسكري بين البلدين وصولاً للإضرار بالاقتصاد التركي. وإن توصلت واشنطن لقناعة بأنه لن يكون هناك نور في نهاية النفق مع برونسون، فقد يمضي الكونغرس قدماً في التصويت على مشروع لفرض عقوبات جديدة بعد انتخابات 24 يونيو في تركيا.
تابع موقع تحيا مصر علي