عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

"أبوعمر المصري" يفتح خزانة أسراره بعد الغاء "الإقامة الجبرية"

تحيا مصر

نشر موقع 24 الإماراتي بأول حوار مع أسامة مصطفى حسن نصر، إمام مسجد ميلانو، المكنى بـ"أبوعمر المصري"، عقب قرار الأجهزة الأمنية المصرية برفع "الإقامة الجيرية" عنه، حيث باح بالكثير من الأسرار التي عاشها خلال سنوات التحفظ عنه عام 2007.

بداية اعترف "أبوعمر المصري"، من داخل منزله بمنطقة محرم بك، في الإسكندرية، بأن مشايخ التيار السلفي، مجرد تجار دين، لا يعنيهم سوى مصالحهم الخاصة، وأنه التقى الكثير منهم في مراحل شبابه لاسيما مرجعيات الدعوة السلفية بالأسكندرية، أمثال الشيخ ياسر برهامي، ومحمد عبد العظيم، وأحمد حطيبة، بجانب الشيخ أحمد المحلاوي، والشيخ وجدي غنيم.

لم يتردد "أبوعمر المصري"، في حواره لـ 24، أن يكشف عن أخطر قضية تم اتهامه فيها، داخل البانيا عام 1995، وهي محاولة اغتيال وزير الخارجية المصري، عمرو موسى، بعد أن كشفت خيوطها المخابرات الأمريكية المركزية بالتنسيق مع المخابرات الألبانية.

أضاف"أبوعمر المصري"، أن الأجهزة الأمنية رصدت وقتها، خلية خططت لعملية الإغتيال، وتكونت من 13 عضوا تابعين للجماعة الإسلامية بالقاهرة، وتنظيم الجهاد المصري.

وأن الخيوط الأولى كانت نتيجة قلق المخابرات الأمريكية المركزية، من زيادة عدد المتشددين الإسلاميين داخل ألبانيا، ومحاولة اخترقهم لأوروبا، وخلال عملية المتابعة تم رصد الخلية بكامل عناصرها.

وأوضح"أبوعمر المصري"، أن المخابرات الأمريكية المركزية، قدمت للأجهزة الأمنية بالبانيا قائمة بأسماء هذه الخلية، وأرقام ثلاث سيارات "لاند روفر" تابعة لجمعية خيرية إسلامية، يديرها المتحدث الإعلامي للجماعة الإسلامية أسامة رشدي، تسمى "وكالة الإغاثة الإنسانية والتعمير"، كان من المرجح استخدامها خلال عملية اغتيال عمرو موسى.

وأشار "أبوعمر المصري"، إلى أن المخابرات الألبانية عثرت على سيارة من السيارات الثلاث، وعند البحث في دفاتر المرور، تبين أنها مقيدة باسمه، رغم أنه لم يكن مدرجاً على القائمة التي قدمتها المخابرات الأمريكية المركزية.

ولفت "أبوعمر المصري"، أن قوة من المخابرات الألبانية توجهت إلى منزله واعتقلته في أحد سجون العاصمة، وقامت باستجوايه، وعندما تأكدت من برائته من الإنضمام للخلية أفرجت عنه .

أفاد "أبوعمر المصري"، أن المخابرات الألبانية طالبته بالتعاون معها ليكون عينا لهم على نشاط المتشددين داخل البانيا، بعد حجم المعلومات التي كشفها عن نشاط الجماعة الإسلامية في البانيا، مؤكدا أنه لم يكن محسوبا عليهم إطلاقا.

وأشار "أبوعمر المصري"، إلى أن الجماعة الإسلامية كانت السبب الرئيسي في هروبه من مصر إلى الأردن ومنها إلى اليمن وأفغانستان، ثم إلى البانيا وايطاليا، بعد أن حاولت قيادات التنظيم استقطابه، عن طريق محمد مختار مصطفى جمعة المقرئ، الشهير بــ "كشك الصعيد"، حيث تم على إثرها القاء القبض عليه.

نوه "أبوعمر المصري"، أنه عقب محاولة المخابرات الألبانية استمالته للعمل معها، هرب ألي المانيا، وطلب اللجوء السياسي لكنه قوبل بالرفض، ليضطر لدخول روما عن طريق القطار، ويستقر به الحال في ميلانو بعض منحه اللجوء السياسي خلال عام 2001.

انتقل "أبوعمر المصري"، خلال حواره مع 24، إلى أهم مرحلة عاشها على الجبهة الأفغانية، حيث تم استقباله في "معسكر الخلافة" التابعة للجماعة الإسلامية بحكم تقربه منهم خلال مرحلة الثمانينات من القرن الماضي والتقائه بالكثير من قياداتها داخل السجون المصرية عام 1988.

كشف "أبوعمر المصري"، أن تلقى الكثير من الدورات التدريبة والتأهلية على استخدام السلاح والمتفجرات، وصناعة المدقات المفخخة، خلال تواجده في مدينة جلال أباد ومدينة غوست بأفغانستان.

وفقا لـ"أبوعمر المصري"، فإنه شاهد الكثير من قيادات الجناح المسلح للجماعة الإسلامية في "معسكر الخلافة"، أمثال رفاعي أحمد طه المكنى بـ"أبو ياسر المصري"، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية بالخارج، ومسؤول الجناح العسكري بها، ومصطفي حمزة، املتهم الرئيس في عملية اغتيال الرئيس مبارك في أديس أبابا.

نوه"أبوعمر المصري"، أن معسكرات القتال خلال الحرب الأفغانية لاسيما "معسكر الخلافة"التابعة للجماعة الإسلامية المصرية، تلقت ملايين الدولارات من أموال المخابرات الإيرانية، وكان الوسيط في جمع هذه الأموال، محمد شوقي الإسلامبولي، بصفته شقيق خالد الإسلامبولي.

عقب وصول "أبوعمر المصري"، إلى ميلانو انضم لصفوف العاملين بالمركز الإسلامي، برئاسة الحسيني حلمى عرمان، المكنى بـ"أبوعماد المصري"، أحد قيادات الجماعة الإسلامية في الخارج، وشارك في إصدار مجلة "صوت الحق"، وتولي نشرها بين المسلمين العرب، وتوجه لعقد الدورات الشرعية والفكرية داخل ايطاليا بالكامل، على حد زعمه.

النشاط المتزايد لـ"أبوعمر المصري"، داخل ميلانو، دفع المخابرات الإيطالية، بالتنسيق معه المخابرات الأمريكية المركزية، لوضعه تحت المراقبة، والتنصت على مكالماته الهاتفية، بوضع جهاز تسجيل في شقته، لرصد نشاط الإسلاميين المتشددين في روما.

وفقا لحديث "أبوعمر المصري"، فإن المخابرات الإيطالية، قامت باقتحام منزله، وغرفة مكتبه بالمركز الإسلامي، أكثر من مرة، وزرعت بهما كاميرات دقيقة، كما تمت مراقبة تحركاته بشكل مستمر.

يوم 17فبراير2003، توجهت قوة من المخابرات الإيطالية والأمريكية، لخطف "أبوعمر المصري"، اثناء توجهه للصلاة بمسجد المركز الإسلامي، واصطحابوه إلى قاعدة "أفيانو" العسكرية الأمريكية في شمال شرق إيطاليا، ونقل جوا إلى قاعدة أمريكية في ألمانيا، ومنها إلى القاهرة.

عقب تسلم الأجهزة الأمنية المصرية "أبوعمر المصري"، وفقاً لكلامه، تم استجوابه بخصوص الاتهامات الموجهة له بعلاقته بتنظيم "القاعدة"، وتشكيل خلايا بهدف تنفيذ عمليات مسلحة في أوروبا.

اختطاف "أبوعمر المصري"، أثار ضجة في إيطاليا، وتولت سلطات التحقيق إثبات عكس ذلك، لكنها توثقت من المعلومة عقب اتصال أجره "أبوعمر المصري"، بزوجته، إبان الإفراج عنه من قبل جهاز أمن الدولة المصري، في إبريل(نيسان) 2004.

وبناء عليها تحركات السلطات الإيطالية، وكشفت عن عدد من المكالمات المرتبطة بعناصر استخباراتية أمريكية داخل ايطاليا، قريبة الصلة بالقضية.

أمر القضاء الإيطالي في يونيو 2005، بالقبض على 22 أمريكياً، وإيطاليين لتورطهم في القضية، ما تسبب في أزمة سياسية بين روما وواشنطن.

وفي نوفمبر 2009، قضت المحكمة الإيطالية غيابيا بالسجن على 22 عنصراً من المخابرات الأمريكية، وضابط في القوات الجوية الأمريكية غيابياً بالسجن بين 7 سنوات و9 سنوات، الذين شاركوا في عملية الاختطاف، بدعوى أنه قرار غير شرعي انتهك سيادة القانون الدولي الإيطالي.

في ديسمبر (كانون الأول) 2013، أصدرت المحكمة الإيطالية غيابيا بالسجن لمدة 6 سنوات، على "أبوعمر المصري"، وأدانته في اتهامات تورطه بتجنيد إرهابيين، وإرسالهم بصورة غير شرعية إلى مخيمات التدريب المسلح خارج إيطاليا.

حاول "أبوعمر المصري"، في يوليو 2015، المثول أمام القضاء الايطالي لإثبات براءته، لكنه لم يستطع نظراً للإقامة الجبرية المفروضة عليه في مصر.

في فبراير 2016، أدانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، إيطاليا لدورها في خطف وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "أبوعمر المصري"، عام 2003 بموجب برنامج أمريكي لاحتجاز واستجواب الأشخاص تحت مسمى "التسليم الاستثنائي".

وأمرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، إيطاليا بدفع 70 ألف يورو لـ"أبوعمر المصري"، ودفع 15 ألف يورو لزوجته، تسلمها في أكتوبر 2016.
تابع موقع تحيا مصر علي