عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

قطر تلتزم الصمت بعد انسحاب أمريكا من الإتفاق النووي.. الدوحة في صدمة بعد اعتمادها على إيران.. تحاول مسك العصا من المنتصف.. وخسرت الرهان أمام السعودية على الفرس

تحيا مصر


قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، والذي لم يكن مفاجئا للجميع، نزل كالصاعقة على النظام القطري، الذي التزم الصمت حياله حتى الساعة، وهو ما سيجعله برأي مراقبين في مرمى الاجراءات الأمريكية التي توعدت حلفاء إيران، في إشارة لا تخطئ حكام الدوحة.

قطر التي خذلتها المواقف الدولية الواحد تلو الآخر منذ أزمتها مع جيرانها الخليجيين، وهي التي طالما تغنت بالضغوط الدولية لكسب معركة “صلابة مواقف” الدول المقاطعة، تبدو اليوم في موقف أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه “محرج للغاية”.

صمت الدوحة عن تسجيل موقف معلن من قرار ترامب، يشي بالصدمة التي تجرعها حكامها وهم الذين استبدلوا الأدنى بالذي هو خير حينما احتموا بنظام الملالي وباتوا تحت حراسته من هواجس ما تسميه قطر “غدر الأخوة”، والذي دفعها لوصف إيران بـ”الشريفة”، فهل جنت قطر على إيران بهذه التسمية؟.

محللون خليجيون وعرب، قرأوا في الصمت القطري نوعا من محاولة مسك العصا من النصف، ولو في الوقت الضائع، في لحظة تاريخية لا توجد فيها منطقة وسطى ما بين التأييد والرفض للقرار الأمريكي، وإن حاولت الماكينية الإعلامية لقطر تصويرها وكأنها المدافع الأول عن الاحتفاظ بالاتفاق النووي.. غير أن صمت قطر “مريب وغير مفهوم” هذه المرة.

حرب عصرية
العارفون بخفايا المواقف السياسية، قالوا إن عدم تأييد قطر لانسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الايراني سيضعها أمام إجراءات أمريكية، قد تكون قاسية، لكن التقارير عن دور “محتمل” لبعض الدول الخليجية في القرار الأمريكي، أعمى نظاما قطريا لا يريد أن يرى نجاحات جيرانه، وينظر إلى الحضور الدبلوماسي السعودي اللافت بأعين مقلوبة.

ويرى محللون، أن الدوحة خسرت رهان المواقف الدولية أمام السعودية والإمارات في مواطن كثيرة منذ أزمتها الحالية، وأن الحملات الإعلامية التي استهدف بها الإعلام القطري حكام الإمارات والسعودية، وتحديدا ولي العهد السعودي جاءت بنتائج عسكية أضرت بالدوحة، وأنصفت من أرادت الإساءة إليهم.

وقال أمجه طه، الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، معلقا على الصمت القطري، “اعطني دول كالسعودية وأنا احطم لك كل جيوش الإرهاب كإيران”.

وتابع في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”،” الرياض تخوض حرب عصرية لدحر طهران وحلفائها كنظام قطر، وهذه الحرب هي ان تجعل عدوك يهلك نفسه بنفسه بدلاً من ان تكلف نفسك مشقة هلاكه..لذا على جماعات كحزب الله الإبتعاد عن غرف النوم والبحث عن غرف الاستيقاظ!”.

وفي تغريدة ثانية، قال أمجد، “رسمياً : من قال سننقل المعركة لداخل إيران فعل حقاً..ونجح في ذلك ..والآن نحن في مرحلة كون مع السعودية تسلم وتنتصر وتزدهر بلادك أو كون مع الآخر كـ إيران وتركيا ونظام قطر والنتيجة ستكون كـ #ترمب_ينسحب_من_الاتفاق_النووي فأتعضوا يا صغار.

واعتبر مغرد يدعي “رافع”، أن قطر قد خسرت الرهان قائلا “لست سياسيا محنكا ولا دارس سياسة اصلا مع هذا مسألة الاتفاق النووي كانت بالنسبة لي واضحة وضوح الشمس واستطعت ان اتنباء بمصير الاتفاق النووي، بينما المستشار عزمي بدا له الأمر في غاية الصعوبة وكانت قراءته للمشهد خاطئه 100% وراهن الرهان الخاسر، وهذا مايتكرر الآن مع موضوع قطر و الخليج”.

فرد عليه آخر، ” جزيرة قطر تسوق القوة الوهمية لإيران و تعيش حالة اضطراب كبير حيث لا تستطيع ذم قرار ترامب و لا زعل ايران التي تحمي أميرها بقصره”.

الخاسر الأكبر
ويذهب متابعون للشأن السياسي، إلى الجزم بأن حكام قطر خسروا غالبية المعارك الدولية ضد دول المقاطعة، فبعد عام من أزمة قطر، ها هي تبدوا اليوم كمتضرر أول من أي عقوبات ستفرض على طهران بعد الانسحاب الأمريكي.

وكتب مغرد يدعى فهد الظيط، “خسائر قطر بعد اسحاب امريكا من الاتفاق النووي: سوف لن يكون هناك تبادلات تجارية بين قطر و شريفة.. لن تستطيع ايران مساعدة قطر على اتام بناء الملاعب التي ستستظيف كأس العالم.. سوف تنتهي الشراكة التجارية في حقل الغاز بين قطر و ايران”.

وعلق مغرد يقول، “هذا يحصل في دول هشة مثل قطر، لكن الانسحاب من الاتفاق الايراني المدعوم قطريا يكون لتدمير الارهاب ومنع تملك السلاح النووي”.

وتابع في تغريدة، ” ما فعلته المقاطعة خلال سنة دمرت القناع القطري وأصبح جلياً ان قطر تدعم ملالي ايران. شكرا محمد بن سلمان”.

“شريفة”.. ومسلوبة السلاح
الموقف القطري “المريب” من الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع إيران، فتح المجال لحالة من التندر على حكام قطر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا وأن قطر وإعلامها حاولوا منذ اندلاع الأزمة تصوير إيران وتركيا، على أنهما طوق نجاة للدوحة، وقد يملآن الفراغ الذي تركه قرار المقاطعة.

ولأن النشطاء، لن يفوتوا فرصة كهذه للسخرية من قطر التي منحت نظام الملالي كشهادة من درجة “شريفة”، وهو ما استحضره المغرد عبدالله البشري، قائلا “شهادة دويلة قطر لإيران بأنها شريفة جنت عليها و صارت شريفة ومسلوبة السلاح”.
تابع موقع تحيا مصر علي