عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

بوتين يحقق حلمه بتقسيم سوريا.. يعلن خروج جميع القوات الأجنبية بما فيها إيران.. موقفه يؤكد خلافات بين موسكو وحلفائها بشأن مستقبل سوريا.. ويرضخ للنشاط العسكري التركي والإسرائيلي لصالح السنة

تحيا مصر

رأى جوناثان سباير في مقال كتبه في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن سوريا تتجه على ما يبدو نحو تقسيم فعلي مترافق مع عمليات عسكرية على مستوى منخفض وذات دور وظيفي، مع بطء سياسي- يمكن أن يُطلق عليه توصيف النزاع المجمد. وربما كان هذا الهدف الذي طالما سعى إليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي سبق له أن أطلق نزاعات مماثلة وأدارها في مناطق أخرى بينها جورجيا وأوكرانيا.

واعتبر الباحث أن لاعبين مهمين آخرين في سوريا، بينهم إسرائيل، الولايات المتحدة، تركيا، وما تبقى من الثوار العرب السنّة، قد يكتشفون أنهم سيكونون راضين عن هذا الواقع الجديد. وفي المقابل، سيكون الخاسران الأكبران نظام الأسد وإيران.

مؤشرات نزاع مجمد
أما عن مؤشرات سير سوريا نحو نزاع مجمد، فقال: "لنأخذ في الاعتبار الزيارة الأخيرة للأسد لروسيا حيث التقى بوتين. وفي المؤتمر الصحافي الذي أعقب الاجتماع، قال بوتين للصحافيين: بعد النجاحات الملحوظة للجيش السوري في قتال الإرهاب، وتفعيل العملية السياسية، فإن القوات الأجنبية المتمركزة في سوريا ستبدأ في الإنسحاب من هذا البلد". وبدت تلك ملاحظة مفادها أن الرئيس الروسي غير مهتم بمساعدة نظام الأسد على إعادة غزو كامل سوريا. وفي غياب دعم سلاح الجو الروسي، الذي اعتمد عليه الجيش السوري في عمليات قتالية أساسية(بما في ذلك حصار حلب وتدمير الغوطة الشرقية) فإن عملية إعادة غزو ستبدو مستحيلة".

وتكهن البعض بأن بوتين كان يقصد فقط انسحاب القوات الأجنبية المعارضة للنظام. وكانت روسيا ميّزت بين وجوده الخاص في سوريا(بناء على دعوة من الحكومة السورية "الشرعية") ووجود عناصر أجنبية أخرى لم تُوجه إليها الدعوة رسمياً. وفي هذا الشأن، أوضح المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف أن بوتين كان يقصد "كل القوات المسلحة الأجنبية المتمركزة في سوريا، بما في ذلك الأمريكيون والأتراك وحزب الله والقوات الإيرانية". وتلا الموقف الروسي رد غاضب من طهران. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي قائلاً: "لا أحد يمكنه إرغام إيران على فعل شيء...وطالما أن الإرهاب موجود والحكومة السورية راغبة، فإن إيران ستحتفظ بوجود في سوريا".

خلافات
ولفت الباحث إلى أن هذه المواقف الخلافية هي فقط مؤشر واحد من بين مؤشرات أخرى على الخلافات بين موسكو وبعض حلفائها في سوريا حول مستقبل سوريا. كذلك لوحظ رضوخ روسي لنشاط سلاح الجو الإسرائيلي ضد أهداف إيرانية في سوريا، وتصريح روسي واضح لتركيا بإنشاء جيب مهم في شمال غرب سوريا. وفي الوقت نفسه رفض الأسد الخطة الروسية لصياغة دستور جديد يتضمن حداً لصلاحياته.

أوكرانيا
ولفت إلى أن نموذج موسكو في السلوك حيال أماكن اخرى، يوحي بأن هناك ارتياحاً للحفاظ على صراعات بلا حلٍ، بكلفة قليلة نسبياً. ففي أوكرانيا مثلاً لا يزال الحل بعيداً في النزاع حول منطقة دونباس. لكن من خلال الإمساك بأجزاء من إقليمي دونتسك ولوغانسك، فإن روسيا تضمن قدرتها على تعطيل الشؤون الداخلية لأوكرانيا إذا أرادت.

وقال إنه في سوريا، تدعم روسيا الحكومة، عوض عن دعم تمرد من صنعها، كما هو الحال في أوكرانيا. لكن موسكو أكدت بوضوح أن مصالحها لا تتطابق كلياً مع مصالح الأسد.
تابع موقع تحيا مصر علي