"حمضك النووي".. سبب فقرك أو ثروتك

كشفت دراسة أجراها باحثون من كلية الطب بجامعة ديوك في دورهام بولاية نورث كارولينا، أن الحراك الاجتماعي متضمَّن في الجينات البشرية، ومسؤول عن كون الشخص ناجحًا أو ذا دخل مرتفع.

وأجرى الفريق البحثي دراسته على أكثر من 20 ألف شخص، وتوصل إلى أن من لديهم اختلافات جينية معينة كسبوا مزيدًا من المال، وحصلوا على وظائف أفضل وعلى مزيد من التعليم.

واعتمدت الدراسة على تقنية "GWAS" التي ترتكز على التغيرات الجينية في العديد من الأفراد، لدى أكثر من 20 ألف فرد من بريطانيا ونيوزيلندا والولايات المتحدة الأمريكية، وتمت متابعتهم من مرحلة الطفولة وحتى مرحلة البلوغ.

وبحثت التقنية عن الآلاف من المتغيرات الصغيرة في الشفرة الوراثية لدى أولئك الذين ربطتهم دراسات سابقة بالنجاح المدرسي.

وتبين أن الذين لديهم "جينات من أجل التعليم"، أو درجات عالية من الجينات الوراثية، كانوا أكاديميين أفضل، كما أن الجينات نفسها ساعدت في جعل شخص ما يرتقي.

كما وجدت الدراسة أن من لديهم درجات عالية من الجينات، كانوا أفضل من حيث التعليم والثروة مقارنة بوالديهم وأشقائهم، بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية الأسرية للأطفال.

ويقول معدو الدراسة، إن جيناتنا تفسر حوالي 4% فقط من اختلافات الحراك الاجتماعي، وبإمكان النتائج الجينية للأم أن تتنبأ بإنجاز طفلها التعليمي، ما يوحي بأن جينات شخص ما يمكن أن تحسن من نجاح الجيل التالي بتغيير سلوكه.

ومن تفسيرات علم الوراثة المرتبط بالتعليم والطبقة الاجتماعية، أنه يؤثر على تطور السلوكيات التي تساهم في النجاح، كما يمكن لذلك العلم أن يؤثر على نمو المخ بطرق تؤثر على السلوك، ما يؤدي إلى اختلافات في التحصيل بالمدرسة وخارجها.