عاجل
الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

صفقة غبية بين ترامب وبوتين.. واشنطن بوست: رئيس أمريكا يقدم تنازلات لا مبرر لها.. وقد يعترف بضم القرم والتنازل عن سوريا.. وتتهم الدب الروسي بعد الوفاء بالوعود السابقة والمقبلة

تحيا مصر

أبدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحيتها عن القلق الذي يشعر به الكثيرون إزاء احتمالية تقديم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنازلات لا مبرر لها لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في القمة المرتقبة التي ستنعقد يوم الاثنين في هلنسكي.
وأشارت الافتتاحية إلى تلميحات ترامب بأنه قد يعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم أو خفض عمليات حلف الناتو في دول البلطيق، ولكن على الأرجح، بحسب ستكون سوريا هي الصفقة المحتملة لاسترضاء روسيا؛ إذ تطمح الأخيرة للهيمنة على سوريا، وذلك على حساب المصالح الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه يبدو أن ترامب يميل إلى التخلى عنها.
انهيار وقف إطلاق النار
وترى الصحيفة الأمريكية أنه كان الأحرى بترامب أن يكون غاضباً من بوتين بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا الذي أبرمه الرجلان عندما التقيا من قبل عام. وكان بوتين قد تعهد احترام وقف إطلاق النار في الركن الجنوبي الغربي من سوريا بالقرب من إسرائيل حيث تتمركز المعارضة المدعومة أمريكياً، وكرّر وعده بعدم انتهاك الاتفاق في اجتماعه الأخير مع ترامب في نوفمبر الماضي.
ولكن خلال الشهر الماضي، دعمت روسيا هجوما من قبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد في المنطقة، وتجاهلت تحذيرات وزارة الخارجية الأمريكية من "تداعيات خطيرة"، وكانت النتيجة أنه تم إجبار قوات المعارضة على الاستسلام لقوات الأسد باستخدام التكتيكات الوحشية المعتادة لنظام الأسد مثل قصف المستشفيات.
وعود فارغة
وتقول الصحيفة: "على الرغم من ذلك، أصر ترامب على المضي قدماً في عقد القمة مع بوتين، وطلب وقتاً منفرداً معه، والأدهى أنه تكهن في مؤتمر صحفي يوم الخميس الماضي بأن بوتين قد يصبح من أصدقائه المقربين. وعلى عكس قادة الدول الحليفة للولايات المتحدة، من الواضح أن بوتين ليس قلقاً من أن الرئيس الأمريكي قد ينقلب ضده لتجاهله الوفاء بالالتزامات المتفق عليها".

وتحذر الصحيفة الأمريكية في افتتاحيتها من خطورة قبول ترامب بالمزيد من الوعود الفارغة لبوتين في مقابل التخلي عن المواقع الأمريكية المتبقية في سوريا، بما في ذلك السيطرة على التحالف الكردي العربي في تلك المنطقة الغنية بالنفط الواقعة إلى الشرق من نهر الفرات. وقد سيطرت الولايات المتحدة على تلك المنطقة من خلال استعادتها من داعش وطرد قواته منها، ويوفر ذلك للولايات المتحدة نفوذاً مهماً في تحديد النتيجة النهائية للحرب الأهلية السورية، لا سيما أنه على الرغم من سلسلة الانتصارات التي حققها الأسد (بدعم روسيا وإيران)، فإن الصراع لا يزال بعيد كل البعد عن الحل؛ وبخاصة لأن استمرار الأسد في السلطة لن يسفر إلا عن مزيد من المقاومة، بما في ذلك من القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية.
صفقة حمقاء
وتلفت "واشنطن بوست" إلى أن ترامب يميل إلى انسحاب القوات العسكرية الأمريكية من شرق سوريا، وذلك على عكس نصيحة فريقه للأمن القومي. وفي الوقت نفسه، يحض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الرئيس ترامب على دعم الجهود الإسرائيلية في حشد مساعدة بوتين في إخراج القوات المدعومة إيرانياً من سوريا، أو على الأقل إبعادها عن المناطق القريبة من الحدود الإسرائيلية.
وتشير الصحيفة إلى ما ذكره مؤخراً الصحفي ديفيد اغناثيوس بشأن الصفقة المحتملة التي بموجبها يتخلى ترامب عن المطالب الأمريكية الطويلة الأمد بإجراء انتقال سياسي في سوريا وتسهيل تسليم المناطق الشرقية إلى حكومة الأسد في مقابل وعد روسيا بكبح جماح إيران.

وتعتبر الصحيفة أن تلك الصفقة ستكون "حمقاء"، وعلى الرغم من أن بوتين قد يقدم مثل هذا الوعد (كما فعل قبل عام)، فإن الفرص تبدو ضئيلة للوفاء به، حيث لو أرادت روسيا القيام بذلك، فإنها تفتقر إلى القدرة اللازمة لطرد إيران من سوريا.
وتخلص الصحيفة الأمريكية إلى أن موافقة ترامب على التخلى عن الموقف الأمريكي في سوريا وقبول بقاء نظام الأسد يعني ضمان أن سوريا ستظل أرضاً خصبة للإرهاب، وبدلاً من السعى إلى صداقة بوتين، ينبغي على ترامب تجنب الوقوع في مكائده.
تابع موقع تحيا مصر علي