عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

السلام بين إثيوبيا وإريتريا فرصة أمام ترامب.. يسمح بزيادة الاستقرار ما يعزز الصادرات الامريكية.. يفرض تحديا أمام الهيمنة الصينية.. وأوباما أثبت فشله

تحيا مصر

في معهد "غايتستون إنستيتيوت" الأمريكي، تطرق عضو إدارة "المجلس الأطلسي" أحمد شراعي إلى توقيع إثيوبيا وإريتريا مؤخراً إعلان نهاية الحرب بينهما، مذكراً كيف خاض البلدان حرباً من سنة 1998 وحتى سنة 2000 بسبب خلافات حدودية وقد خلّفت حوالي 80 ألف قتيل.

وقّع البلدان اتفاق سلام منذ 18 سنة، لكنّ الإثيوبيين لم يقبلوا مطلقاً بنتائج لجنة ترسيم الحدود التي أنشأها الاتفاق، فبقيت الحدود نقطة خلاف قاتلة منذ ذلك الحين.
إنّ تحسن العلاقات بين الدولتين يمكن أن يعيد إحياء اقتصاد القرن الأفريقي. تشكل إريتريا وإثيوبيا شريكين اقتصاديين طبيعيين. سيخلق السلام إمكانية الوصول إلى الموانئ وعلاقات تجارية عابرة للحدود إضافة إلى الوظائف. لكنّ إنشاء سلام مستدام لن يكون مرتبطاً فقط بنسج علاقات ديبلوماسية بين أديس أبابا وأسمرا. سيكون متعلقاً أيضاً بنزع الألغام والسلاح من الحدود وإعادة إحياء المجتمعات التي عاشت لفترة طويلة إلى جانب بعضها البعض.
فرصة أمام ترامب
سيكون السلام فرصة جيدة للولايات المتحدة طالما أنّه سيسمح بزيادة الاستقرار. ويمكن لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تحاول التخلي عن السياسات القديمة وتنطلق في بداية جديدة. لدى ترامب فرصة تاريخية لتصحيح المسار وبطريقة متناسقة مع الأهداف التي وضعتها إدارته. من خلال إعادة التفاوض على قانون النمو والفرص في أفريقيا، يمكن له أن يعزز الصادرات الأمريكية وأن يخلق وظائف جديدة متعلقة بالتصدير وأن يسرّع الاستثمار المخصص للتنمية في تلك القارّة. ومن خلال إصلاح المساعدات الأمريكية إلى أفريقيا، يمكنه أن يخفف بشكل ملحوظ من الهدر البيروقراطي ويزيد المساعدات بطريقة فعّالة من دون زيادة الكلفة.
في هذا الوقت، يجب على التزام ترامب بتعزيز قدرات الجيش الأمريكي أن يتضمن الانتباه إلى قيادة القوات الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم". إنّ إجراءات تفيد الأمريكيين وتفوز بقلوب الأفارقة وتعزز الإمكانات العسكرية الأمريكية في المنطقة ستعطي واشنطن مزيداً من النفوذ لتفرض تحدياً على الهيمنة الصينية في أفريقيا.
استفادة من علاقتها مع الإمارات
يمكن للولايات المتّحدة أن تستفيد أيضاً من العلاقات الوثيقة بينها وبين واحد من أكبر حلفائها في المنطقة، ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. ويتمتع الشيخ بن زايد بعلاقات قوية مع العديد من الزعماء الأفارقة إضافة إلى كونه قد أدّى دوراً مهماً خلال المفاوضات المختلفة بين إثيوبيا وإريتريا. لقد رحّب وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، بإعادة العلاقات الودية بين الدولتين مشدداً على أنّ اتفاقاً كهذا سينعكس إيجاباً على تعزيز الأمن والاستقرار في كلا البلدين وفي القرن الأفريقي ومنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وعبّر الشيخ عبدالله عن أمل الإمارات باستتباب السلام الدائم بين الدولتين.

الجهود الإماراتية تؤتي ثمارها
قال وزير الخارجية الإثيوبي وركنه جيبيهو إنّ الاتفاق التاريخي بين دولته وإريتريا جاء نتيجة الجهود المكثفة التي بذلها ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وشكره على الدور الأساسي الذي أداه للوصول إلى الحل الديبلوماسي. وأشار وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش إلى أنّ الإمارات أصبحت شريكاً مقدراً في القرن الأفريقي ومتصدرة الحضور العربي في هذه المنطقة المهمّة. وفي سلسلة تغريدات قال قرقاش: "التواصل السياسي مع القرن الأفريقي يحمل في طياته المخاطر والفرص ولكنّه أساسي لارتباط المنطقة بأمن وازدهار عالمنا العربي. والتعامل الجاد والنفس الطويل لسياسة الإمارات يحظى بالاحترام في القرن ودولياً".

فرصة ترامب بالتفوّق على أوباما
يستغرب شراعي أن يكون باراك أوباما، أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية، قد غضّ الطرف عن القارة التي أبصر والده النور فيها. لدى ترامب مجدداً الفرصة لنشر السلام والازدهار وتهدئة موجات العنف. إنّ جعل أمريكا عظيمة ثانية بحسب شعار ترامب في حملته الانتخابية، يعني مساعدة أفريقيا على الاستقرار والنمو. سيجد الرئيس ترامب أنّ مساعدة الأفارقة على تحقيق حلمهم هي قضية تكمل بطريقة بنّاءة خططه وأهدافه في تحقيق مصالح الولايات المتحدة.
تابع موقع تحيا مصر علي