عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

لماذا لا تدين كندا وضع العمال المستَعْبدين في قطر؟.. وزيرة الخارجية الكندية تنتقد السعودية بعد توقيف مدافعات عن حقوق المرأة.. تغض النظر عن الدوحة بسبب فضل استثماراتها وشرائها للغاز الكندي

تحيا مصر

شرحت الصحفية سعاد سباعي أبعاد الخلاف الذي طرأ مؤخراً بين السعودية وكندا مؤخراً لافتة النظر في صحيفة "لا نووفا بوسولا كوتيديانا" الإيطالية إلى وجوب مقاربة المسألة وفق الأحداث الإقليمية التي استجدّ الخلاف في إطارها.

بدأت الأزمة بعدما عبّرت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند على تويتر عن قلقها لتوقيف السعودية مدافعات عن حقوق المرأة أواخر يوليو الماضي، قبل أن يعيد حسابا وزارة الخارجية وسفارة أوتاوا في الرياض تكرار إثارة الموضوع نفسه.
أبدت الرياض غضبها من هذا السلوك: فإلى جانب قطع العلاقات الديبلوماسية واستدعاء سفيرها، أوقفت جميع الاستثمارات المباشرة في كندا وعلّقت الرحلات الجوية بين الدولتين. وسيغادر جميع الطلاب والمرضى السعوديون الأراضي الكندية في وقت قريب.
تذكروا من هو مهندس الإصلاحات
رأى الخبراء والمعلقون الغربيون رد الفعل السعودي على أنه رسالة تهديدية من الأمير الشاب محمد بن سلمان وجّهها إلى المنظمات العالمية والدول الأخرى وخصوصاً في أوروبا عنوانها: لا تتجرأوا على تحدي السعودية لأنّه لن يتم التسامح مع أي انتقاد وسيتم اعتباره على أنّه تدخل في الشؤون الداخلية للمملكة. تشير سباعي إلى أنّ هذه القراءة خاطئة لأنها لا تأخذ بالاعتبار التطورات الحالية التي تشهدها السعودية ولا الإطار الإقليمي الأوسع والأكثر تعقيداً الذي نشبت الأزمة بين الرياض وأوتاوا ضمنه.
إنّ رفع الحظر عن قيادة المرأة السعودية للسيارات ودمج النساء السعوديات تدريجياً في قطاع العمل هما خطوتان تاريخيتان في مجتمع معروف عنه بأنه محافظ جداً. إنّ مهندس انطلاقة مسار الانفتاح والإصلاحات هو الأمير محمد بن سلمان نفسه. لقد طالب الناشطون السعوديون والمجتمع الدولي بهذه الخطوات وستكون تدريجية بشكل محتم لأنها تتطلب الصبر والدعم.
لماذا غض النظر الكندي عن قطر؟
من جهة ثانية، ينبغي على رئيس الوزراء الكندي "التقدمي" جاستن ترودو الذي دعم موقف وزيرة الخارجية، أن يشرح لماذا عمدت دولته التي "تواصل الدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم" إلى عدم التعبير عن قلقها بشأن آلاف العمال الأجانب الذين تستغلهم قطر كعبيد من أجل بناء ملاعب بطولة كأس العالم 2022 في كرة القدم.
يكمن التفسير ربما في العلاقات المميزة مع هيئة الاستثمار القطرية وفي نسب الغاز الكندي الطبيعي التي تشتريها الدوحة والبالغة مليار دولار كما في ضخ قطر الأموال الهائلة في النظام المصرفي الكندي. وهذا هو جزء فقط من علاقة "الأعمال كما العادة" في محور أوتاوا-الدوحة. وطالبت سباعي الحكومة الكندية بالتوقف عن وضع نفسها في خدمة نظام عائلة آل ثاني في سياق مواجهته للرباعي العربي المكافح للإرهاب والذي تترأسه السعودية.
الرياض رأت يد تميم
تطرقت سباعي إلى ازدواجية معايير حقوق الإنسان لدى ترودو وحكومته، هذه الازدواجية الواضحة والتي لا تتعاطى مع هذا الموضوع إلا في اتجاه واحد ومحدد. من هنا، يمكن تفسير رد الفعل الغاضب من الرياض التي لا بدّ وأنها رأت يد تميم بن حمد آل ثاني خلف تغريدات وزيرة الخارجية الكندية وجهازها الديبلوماسي. ما فعلته كندا هو أنها لم تحافظ على المسافة المتساوية التي حافظ عليها الغرب حتى الآن في الأزمة الخليجية التي اندلعت منذ اكثر من سنة بسبب دعم قطر للإرهاب الدولي وتطرف الإخوان المسلمين. وتشكل هذه المسافة المتساوية نفسها واجهة مضللة بما أنّ دولاً مثل إيطاليا وفرنسا لا تزال تبدي تفضيلها لقطر التي تواصل شراء كل شيء وكل شخص.
بالرغم من ذلك، لم تتصرف دولة واحدة حتى اللحظة كأداة هجوم بين أيدي الدوحة. ومن هنا، "ربّما تكون كندا قد شكلت سابقة في هذا الموضوع، فمن سيكون التالي؟"
تابع موقع تحيا مصر علي