عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

الدبلوماسية بين إسرائيل وفلسطين ليس لها معنى.. الوسطاء يهرعون إلى حل الهدنة عند إندلاع أعمال عنف.. حماس وتل أبيب يتحاوران بشكل غير مباشر لفك الحصار عن غزة.. والكيان الصهيوني يشعر بالتفاوض تحت ضغط

تحيا مصر

غالبا ما ينتقد ديبلوماسيون الإسرائيليين والفلسطينيين لأنهم لا يتواصلون ولا يتحاورون، مجلة "إيكونوميست" البريطانية ترفض هذه المقولة، وخصوصاً قي ظل تنقل المبعوثين بين القدس ورام الله وغزة، وعواصم عربية بدءاً من القاهرة وصولاً إلى الخليج، وسط ثلاثة مسارات من المفاوضات.

وتتركز أول تلك المسارات على تجنب نشوب حرب بين إسرائيل وحماس، والثاني تحقيق مصالحة بين حماس ومنافستها، منظمة فتح، التي تحكم الضفة الغربية، والثالث تنفيذ مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعروف بـ" صفقة القرن" بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

أهم المسارات
وبرأي المجلة أهم تلك المسارات هو ما يتعلق بهدنة بين إسرائيل وحماس. فقد أوشك الجانبان على خوض أقوى معركة بينهما منذ 2014. وقد تصاعدت توترات في مارس ، عندما نظم نشطاء في غزة احتجاجات ضد حصار عشر سنوات فرضته على القطاع إسرائيل . وشارك في تلك الاحتجاجات عشرات الآلاف، وردت قوات إسرائيلية بقتل 50 منهم في يوم واحد في مايو. وتوقفت حماس عن تشجيع متظاهرين خشية أن تخرج الأمور عن سيطرتها.

تصاعد عنف
وتلفت المجلة لتوقف الاحتجاجات، ولكن عوضاً عن تسيير مظاهرات سلمية، يسجل اليوم تصعيد للعنف. فقد أحرق شباب غزاويون حرائق في آلاف الدونمات الإسرائيلية، عبر إطلاق بالونات وطائرات ورقية مشتعلة عبر الحدود. كما أطلقت جماعات متشددة مئات الصواريخ ضد إسرائيل، وقصف الجيش الإسرائيلي غزة بمئات القذائف. وفي كل مرة يندلع فيها العنف، يهرع ديبلوماسيون سعياً وراء هدنة.

حوار غير مباشر
وتقول المجلة إن حواراً غير مباشر يجري بين إسرائيل وحماس بهدف التوصل إلى صفقة طويلة الأمد، تقوم على توقف حماس عن إطلاق "ألعاب نارية" في مقابل مزيد من حرية تنقل السلع والأشخاص. وقال زعيم حماس، إسماعيل هنية لأهل غزة: "نسير نحو إنهاء الحصار".

وبرأي "الإكونوميست" ربما يخيب أمل سكان غزة لأن إسرائيل ومصر خففتا قيودهما عند الحدود. ومنذ مايو استخدم قرابة 33 ألف فلسطيني معبر رفح لدخول مصر، بزيادة قدرها عشرة أضعاف مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي. ويعتبر هذا تطور هام، ولكنه بالكاد يكفي لحرية حركة مليوني شخص يعيشون في القطاع. كما لن يعيد انفتاح اقتصاد غزة على العالم.

تفاوض تحت الضغط
وتلفت المجلة لحقيقة أنه حتى هذه الهدنة الهشة تعد نقطة ضعف بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو الذي قد يدعو في الربيع المقبل لانتخابات مبكرة. ويشعر أنصاره من الجناح اليميني بأن إسرائيل تفاوض وهي تتعرض لضغوط.
من جهة أخرى، ليس الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أسعد حالاً فقد التقى مساعدوه مسؤولين عن حماس في القاهرة للبحث في صفقة تقود لتخلي حماس عن سيطرتها على غزة. وقد وقعوا اتفاقاً مشابهاً في أكتوبر، لكنه لم ينفذ. وتخلت حماس عن شؤون بيروقراطية، وسلمت إلى فتح مهمة توفير الخدمات في القطاع. ولكن حركة حماس رفضت نزع سلاح ميليشياتها، ما دفع عباس لفرض عقوباته الخاصة على غزة لأجل الضغط على الحركة. وما يدعو للدهشة اليوم، إلحاح إسرائيل على عباس لرفع إجراءاته ضد غزة، لأنها تخشى أن تؤدي لتعقيد جهودها من أجل التوصل إلى اتفاق مع حماس.
انعدام ثقة
وتشير المجلة إلى تعامل عدد من المفاوضين العتيدين مع الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي على أنه مشكلة تواصل. لكن المشكلة ليست في قلة التحاور، بل في انعدام الثقة.
وقد تثمر صفقة بين إسرائيل وحماس عن تهدئة عند الحدود. كما سوف تؤدي لإضعاف عباس، وستكون حماس أقل رغبة بتحقيق مصالحة حقيقية. كما في حال لم يوضح الرئيس الأمريكي ماهية "صفقة القرن" التي يسعى لتحقيقها، فهو لن يلقى دعماً كافياً، خاصة من حلفائه في المنطقة.
تابع موقع تحيا مصر علي