عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

مواقع التواصل الإجتماعي تحولت لساحات حروب.. القصة بدأت في تونس ومصر أيام ثورات الربيع العربي.. ظهور الفوضى وداعش قضى على مكاسب الديموقراطية.. تجنيد المقاتلين أصبح سهلا على السوشيال ميديا

تحيا مصر

عرض غابي دوتيش، محرر لدى موقع "أتلانتيك"، ملخصاً لكتاب جديد يكشف كيف يستغل إرهابيون ودول شبكة الانترنت لشن حروب، بعدما استخدم ناشطون ينادون بالحريات وسائل التواصل الاجتماعي للتغيير السياسي.

ويلفت دوتيش إلى ما حصل قبل سبع سنوات أثناء ما سمي بالربيع العربي، عندما تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى قوة رئيسية لإحداث تغيير سياسي، وشاع استخدام هذه الوسيلة عبر العالم.
ولجأ محتجون يطالبون بالديمقراطية يومها إلى تويتر وفيس بوك، لمساعدتهم في نشر أفكارهم وتنظيم مظاهرات، على أمل تحرير أنفسهم، في نهاية المطاف، من أنظمة دكتاتورية.

وجه آخر
ولكن، كما يشير الكاتب، سرعان ما تلاشت مكاسب ديمقراطية حققها متظاهرون بعدما حلت مكانها اضطرابات وفوضى، وظهر وجه آخر للتكنولوجيا، وظهر داعش، بعد بضع سنوات، وبدأ في استخدام الانترنت لتجنيد مقاتلين، ونشر بروباغندا، وتشجيع أنصاره على تنفيذ هجمات في الولايات المتحدة وفي مناطق أخرى.
ومن ثم وقع هجوم فعلي على الأرض الأمريكية، ونُفذ عبر توجيهات بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي.
سليح السوشيال ميديا
وقدم مولفا كتاب "مثل الحرب: تسليح السوشيال ميديا"، بي سينغر وإميرسون بروكين، الخبيران في الأمن القومي، خلاصة بحث مطول لقادة في الجيش الأمريكي وأجهزة الاستخبارات والكونغرس.
وينقل كاتب المقال عن سينغر: "بدأنا العمل في مشروعنا منذ سنوات، وبحثنا في كيفية استخدام السوشيل ميديا في ساحات معارك حول العالم. وسرعان ما أدركنا كيف أن الأمر لم يقتصر على توسع وانتشار الترويج للقتال في تلك المناطق الحربية، بل شمل كيفية استخدام ذات التكتيكات وظهور نفس اللاعبين في مجالات أخرى، بدءاً من السياسات وحتى نشرات الأخبار".
وبالفعل "بدأ داعش في استخدام هذه التقنيات لتنفيذ هجمات، ولتجنيد مقاتلين في الولايات المتحدة وأوروبا ودفعهم لتأسيس فروع للتنظيم في أوطانهم". ويضيف سنغر: "أدركنا أن تلك حكاية لا تقتصر على الحرب، ولا على السياسات، بل هي حكاية تغيير أوسع وأشمل".
أخبار مزيفة أم حقيقية؟
ويلفت سنغر إلى تمكن جيل الشباب من استخدام أحدث التقنيات، ولكن ذلك لم يحمهم من مخاطر التأثر بإرهابيين ومجرمين. ولذلك بحث المؤلف عن دراسات تظهر كيف يمكن لمتصفحي الانترنت التمييز بين أخبار مزيفة وأخرى حقيقية، وإذا كان بعضهم عرضة للاستغلال، وأي الفئات العمرية أكثر قابلية للانسياق وراء إرهابيين.
ويقول سنغر إن "الجيش الأمريكي يدرس حالياً هذه الظاهرة، ويتعلم منها. ولاحظنا صدمة ودهشة الجيش أمام براعة داعش في استخدام هذه الوسيلة، أو ما وصفناه بعبارة: تسليح السوشيال ميديا. إذ راقب الجيش الأمريكي وتعلم، ومن ثم تغير أسلوبه في التعامل مع داعش وسواه من الإرهابيين".
مشكلة
ويلفت سنغر ى وقعت فيه أجهزة الاستخبارات الأمريكية عندما كانت تتعامل فقط مع أسرار بينما كان داعش يبث ويكشف عملياته وهجماته الإرهابية. كما كانت هناك مشكلة خاصة بشركات التكنولوجيا.
فعلى سبيل المثال، يتوفر لدى فيس بوك أفضل فرق الأمن السيبراني في العالم، ولكنهم كانوا يركزون، في 2016، على قراصنة يتسللون إلى حسابات فردية، وليس عشاق موسيقى الجاز الروسية الذين يشترون الإعلانات، ويتظاهرون بأنهم مشتركون عاديون. كانت تلك الشركات، وبمشاركة أجهزة استخبارات، تبحث في المكان الخاطئ.
وتجري حالياً عملية التعلم هذه في كل مكان، من داخل وخارج شركات تقنية وصولاً لأجهزة استخبارات كبرى.
تابع موقع تحيا مصر علي