عاجل
الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

نيويورك تايمز تشمت في أردوغان: فشل في الإستفادة من مقتل خاشقجي لإخضاع السعودية.. حاول أن يكون حليفًا لواشنطن في الشرق الأوسط بدل الرياض.. والمكسب الوحيد من الأزمة هو بناء رصيد سياسي في بلاد العم سام

تحيا مصر

كشف تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عن الأهداف والمكاسب التي حاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن يجنيها من وراء توظيف حادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مؤكدة أنه ناور على محورين، أحدهما النيل من مكانة ولي العهد السعودي، والثاني محاولة التقرّب من ترامب لتقديم بلاده كحليف لأمريكا في الشرق الأوسط بدل الرياض.

وقالت الصحيفة الأمريكية، إن “الرئيس ترامب عطل بموقفه الواضح والحازم من العلاقة مع السعودية، ما سعى أردوغان لتحقيقه على مدار أسابيع من التسريبات الإعلامية بتتابع مخابراتي، والتي كان الهدف منها النيل من مكانة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأخذ مكان السعودية في التحالف مع الولايات المتحدة بالشرق الأوسط”.

وأشار تقرير “نيويورك تايمز”، إلى أن “أردوغان لم يحصّل كلّ ما كان يأمل به، لكن موقفه تحسن، خصوصًا أن خطته كانت تقوم على هدفين: الضغط على السعوية للنيل من مكانة ولي عهدها، والضغط على ترامب، وهو ما حصد جزءًا منه”.

مكسب يتيم
وأضافت الصحيفة، أن “أردوغان استطاع خلال اشتغاله بقضية خاشقجي أن يفتح بابًا مع الكونغرس الأمريكي، وأن يُلطّف الأجواء مع مجاميع كبيرة من السياسيين والتشريعيين الأمريكان الذين يأخذون على تركيا، وهي عضو بحلف الأطلسي، تراجع الحياة الديمقراطية فيها، وتذبذب مواقفها وهي تتحول إلى روسيا لشراء نظم مضادة للصواريخ”.

ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسي التركي السابق، رئيس مركز الدراسات الاقتصادية في إسطنبول “سنان اولغين”، أن المكسب الوحيد الذي خرج به أردوغان من هذه اللعبة، هو “بناء رصيد سياسي” في واشنطن.

وأضاف اولغين، أن “فشل الرئيس التركي في إحداث تغيير بالسياسة الأمريكية في الشرق الأسط، لا يعني أنه سيتوقف عن استخدام ورقة خاشقجي في الضغط على القيادة السعودية، بدعاوى طلب لجنة تحقيق دولية”.

وقالت التايمز، إن “أوراق أردوغان الدولية الآن أقوى منها قبل أن يدخل خاشقجي مبنى القنصلية السعودية يوم الـ2 من اكتوبر الماضي”، وهو الذي كان يتعرَّض لحملة دولية بسبب ما فعله من اعتقالات وتنكيل بحوالي 100 ألف مواطن في دولته منذ المحاولة الانقلابية قبل عامين.

تغيير التحالفات
صحيفة نيويورك تايمز، أشارت إلى أن المسؤولين الأتراك كانوا يركزون، في ذروة التسريبات المخابراتية، على إحداث تغيير في تحالفات الإدارة الأمريكية بالشرق الأوسط، على أمل أن تبتعد واشنطن عن السعودية والإمارات ومصر.

واستذكرت أن تركيا كانت تشتبك مع السياسة السعودية في بضع جبهات منها المقاطعة العربية الرباعية لقطر، فضلًا عن معارضة حكومة أردوغان للنهج الأمريكي – السعودي في مواجهة الأطماع الإيرانية بالمنطقة.

ونقلت الصحيفة عن “سنان أولغين”، أنه كان يُفترض بالبرغماتية التركية، أن تعي سلفًا أن ترامب لن يتخلى عن ابن سلمان. لكن المحللة السياسية “ايدنتاشباش” خالفت هذا الرأي بالقول، إن “أردوغان ذكي وكان يعرف سلفًا أن ترامب لن يتخلى عن تحالفه مع السعودية، ولذلك كان أردوغان يريد فقط إحراز بضع نقاط في استعادة علاقته مع واشنطن، وهو ما تحقق له بالتوافق بينه وبين ترامب”.

بنود المقايضة
وأعطت “ايدنتاشباش” شواهد على المقايضات التي حصّلها أردوغان من الإدارة الأمريكية في لعبة توظيفه لقضية خاشقجي، مشيرة إلى “الإفراج عن القس الأمريكي اندرو برونسن في مقابل وعد من الإدارة الأمريكية بأن تعيد قراءة ملف المعارض التركي فتح الله غولن الموجود في بنسلفانيا، كما بدأت أنقرة وواشنطن دوريات مشتركة في منبج بشمال سوريا”.

وسجلت نيويورك تايمز، أن وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو عمَّم الثلاثاء الماضي، وللمرة الأولى، رسالة مفادها بأن تركيا تقبل استمرار التحالف الأمريكي السعودي، وإن أرفق هذه الرسالة بتكرار القول إن بلاده متمسكة بموقفها من ملف الصحفي السعودي.

وفي عرضها لبنود المقايضة التي أجرتها تركيا مع الولايات المتحدة من وراء ملف خاشقجي، قالت نيويورك تايمز، إن وزير الخارجية التركي أثناء وجوده في واشنطن، الأسبوع الماضي، أجرى مفاوضات على مجموعة من القضايا العالقة، بينهما معالجة الأحكام القضائية التي صدرت بشأن “بنك خلق” التركي في قضية تبييض مئات ملايين الدولارت من الأموال الإيرانية.

استغلال الضحية
يشار إلى أن دعاوى داخل تركيا وخارجها بدأت خلال الأيام القليلة الماضية تتساءل عن الطريقة المخابراتية التي حصلت بها تركيا على تسجيلات مقتل خاشقجي، كذلك عن الأسباب السياسية والأخلاقية التي جعلت القيادة التركية، وهي تعرف سلفًا بما ينتظر خاشقجي في القنصلية، لا تحذّره وتوقف قتله، بل تركته يلاقي مصيره لتوظف القضية كلها في لعبة سياسية.
تابع موقع تحيا مصر علي