عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

"حرض المؤمنين" مشروع "القاعدة" الجديد.. انضمام "حراس الدين" و"أنصار الدين" للتنظيم الإرهابي.. يستهدفون قوات الأسد وحلفائه.. وخلافات داخلية تهدد مستقبل التشكيل الجديد

تحيا مصر

شكّلت حديثاً غرفة عمليات للجهاديين من أجل استهداف قوات الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه. وقد روجت قنوات ومواقع تواصل اجتماعي تابعة للقاعدة للمشروع العسكري الجديد، والذي حمل اسم "وحرّض المؤمنين"، عبر نشر بيانات وصور حول المشروع.

ولفت ثوماس جوسلين، زميل بارز لدى معهد الدفاع عن الديمقراطيات، لتأكيد بعض تلك المصادر الإلكترونية أن غرفة العمليات مكونة من مجموعتين مرتبطتين بالقاعدة: حراس الدين، وأنصار الدين.

وكتب جوسلين، في موقع "لونغ وور"، حول مشروع "وحرض المؤمنين" المشترك، مشيراً لإعلان صدر في 17 نوفمبر، يؤكد فيه تنظيما حراس الدين وأنصار الدين أنهما يعملان فعلياً تحت مظلة القاعدة، فضلاً عن جماعة ثالثة تحمل اسم "أنصار الإسلام".

بيان غامض
ويشير جوسلين لمباشرة تنفيذ مشروع "وحرّض المؤمنين" بعدما توصلت روسيا وتركيا لاتفاق قاد لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في شمال غرب محافظة إدلب. وقد رفض كلا تنظيمي "حراس الدين وأنصار الدين" الاتفاق. وفي الوقت نفسه، صدر عن هيئة تحرير الشام، أكبر تنظيم جهادي في إدلب، بيان غامض بشأن عرف باسم اتفاق سوتشي.

وحسب كاتب المقال، فمنذ الإعلان عن مشروع "وحرض المؤمنين" بدأ مسؤولون عن تنفيذه إطلاق هجماتهم ضد قوات الأسد وحلفائه. وكانت آخر عملية ادعوا تنفيذها هجوماً تم في 18 نوفمبر، ويشاع أنه استهدف "تحصينات الجيش النصيري"( إشارة لمقاتلي الأسد)، بواسطة قذائف آر بي جي بالقرب من تل علوش في الريف الشمالي لحلب. ومن ثم أصدر فريق إعلامي تابع للمشروع شريطاً مسجلاً للهجوم.

ويلفت جوسلين إلى تنفيذ هجمات أخرى في حماة وخان طومان( في محافظة حلب)، واللاذقية ومناطق أخرى. كما ادعى الجهاديون بتاريخ 16 نوفمبر أنهم قتلوا 18 جندياً سورياً، فيما استولوا على" أسلحة خفيفة ومتوسطة" في منطقة جبال الأكراد.
وشجعت غرفة عمليات "وحرض المؤمنين" فصائل عسكرية أخرى للانضمام إليها. وفي 10 نوفمبر، قدمت الغرفة تعازيها لجيش العزة بعدما فقد عشرة من مقاتليه.

قتال داخلي
وحسب كاتب المقال، ساعد قتال وخلافات داخلية شديدة على الزعامة في تشكيل "وحرض المؤمنين". وانتقد جهاديون هيئة تحرير الشام( HTS) وقائدها "أبو محمد الجولاني". وردت الهيئة باعتقال مجموعة من الشخصيات النافذة، واصطدمت مراراً مع فصائل أخرى. وكان الجولاني زعيماً لجبهة النصرة، فرع القاعدة الرسمي في سوريا، حتى منتصف 2016. ومن ثم عدلت جبهة النصرة اسمها ليصبح HTS، واتهم بعض منتقدي الجولاني بنقض بيعته لأيمن الظواهري. وما زالت الولايات المتحدة والأمم المتحدة تعتبران HTS فرعاً للقاعدة.
ويلفت جوسلين لتشكل تنظيم "حراس الدين" في نهاية فبراير( شباط)، على إثر خلافات نشأت بشأن HTS. ويعتقد أن عدداً من قدماء مقاتلي القاعدة موجودون في قيادته.
تراجع زخم
وفي بداية العام الحالي، شكل تنظيما "حراس الدين" و" أنصار التوحيد" مشروعاً مشتركاً سمي "حلف نصرة الإسلام". ويعتقد أن أنصار التوحيد انبثق عن جند الأقصى، والذي ما يزال فرعاً آخر للقاعدة في سوريا.
وقد صادق عدد من منظري الجهاد في الداخل السوري على مشروع "وحرض المؤمنين". وفي 18 نوفمبر، صدر عن الشيخ عبد الله المحيسني، داعية مرتبط بالقاعدة أدرج اسمه على القائمة الأمريكية للإرهاب، بيان أعرب فيه عن دعمه للمشروع الجهادي الجديد.
ويختم جوسلين رأيه بالإشارة لفقدان الجهاديين زخمهم في سوريا، بعدما توقفت حربهم التي هددت يوماً نظام الأسد. ويعتقد أن مشروعهم الجديد ليس إلا شرارة لإعادة إشعال تمردهم. إنه في الواقع بمثابة إنذار للجهود العالمية الساعية لإحباط جهودهم إلى الأبد.
تابع موقع تحيا مصر علي