عاجل
الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

التابلت المدرسي يهدد العاملين بطباعة الكتب للطلاب

تحيا مصر

تسعى وزارة التربية والتعليم، إلى تعميم منظومة “التابلت” على جميع المراحل الدراسية، رغم عدم الاستقرار على أسس واضحة للعمل بها إلا أن الوزارة بدأت بالفعل تطبيق المنظومة وشراء الأجهزة؛ الأمر الذي تبعه وقف شركات طباعة الكتب المدرسية تعاقداتها بخاصة تلك التي تتعامل مع المدارس الدولية والخاصة.

كان لقرار التحول للاعتماد على التابلت في المنظومة الدراسية أثر في انسحاب عدة شركات دولية لطباعة الكتب من مصر، وتسريح جميع العاملين فيها، خاصة مع ارتفاع تكلفة ورق الطباعة تماشيًا مع موجة زيادة الأسعار، وهو ما اعتبره القائمون على الصناعة نذيرًا بتقلص حجمها بل وقد يصل لاختفائها تدريجيًا.

ويروي “ر.ع”، أحد العاملين بشركة دولية لصناعة المجلدات والكتب التعليمية لمراحل دراسية مختلفة، أن “العاملين بالشركة فوجئوا منذ أكثر من ثلاثة أشهر بالإدارة تبلغهم بقرار الاستغناء عنهم؛ لرغبة الشركة في نقل عملها من مصر“.

وقال إنه “وعدد من أصدقائه المفصولين عن العمل هم من أسسوا فرع الشركة في مصر؛ نظرًا لأنها تمتلك فروعًا على مستوى العالم، لكن بعد العمل معهم لأكثر من 11 عامًا فوجئوا بقرار تسريحهم رغبة من الشركة في إغلاق فرعها؛ بسبب وقف التعاقدات معها من قبل المدارس الأجنبية والحكومية”، متسائلًا: “إلى أين سيتجه هو وزملاؤه في العمل بعد ذلك، خاصة أن فرص العمل أصبحت محدودة للغاية؛ نظرًا لتوجه الوزارة إلى تقليص حجم الكتب والتوجه للبديل الإلكتروني، وهو ما أدى لتفكير أكثر من 45 شركة توزيع وطباعة كتب دولية في الخروج من مصر.

العاملون بالمطابع

قال “ب.ح”، الذي يعمل في مطبعة تدخل سنويًا في مناقصة وزارة التربية والتعليم للكتب، إن “الاعتماد على الكتب الدراسية في طريقه للاختفاء، وإن العاملين في مجال الطباعة قد لا يجدوا قوت يومهم بعد قرارات التوسع في الاعتماد على التابلت المدرسي”.

وأضاف أن “الوزارة كانت تجري سنويًا مناقصة لطباعة الكتب يشارك بها ما يقرب من 80 مطبعة خاصة، لا تزال في انتظار تحديد مصيرها بعد بدء توزيع التابلت على المدارس الذي قد ينتهي لإلغاء الكتاب المدرسي تمامًا”.

من جانبه، أفاد وليد السيد نائب رئيس غرفة الطباعة باتحاد الصناعات المصري سابقًا، بأن “عددًا من الشركات العاملة في مجال الطباعة وقعت بالفعل اتفاقات مع دول أفريقية لاتزال تستخدم الكتاب المدرسي لتورد لها احتياجاتها، بعد إعلان وزارة التربية والتعليم اتجاهها للاعتماد على التابلت”.


وقال السيد، إن “المناقصات التي تجريها الوزارة سنويًا لا تزال تتم كما هي، وإن العاملين في المجال يتوقعون تأثر السوق خلال الفترة المقبلة ويستعدون لتغير أنشطتهم من طباعة الكتب إلى أشياء أخرى”، مشيرًا إلى أن “اتحاد الصناعات يحضر معارض تسويقية في عدد من الدول لكي يتمكن من التعاقد على عمليات للطباعة تعويضًا عن ما ستخلفه السوق المصرية من خسائر لكل العاملين في الطباعة”.

وكان وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، قد نشر في سبتمبر الماضي، فيديو يظهر تسلم الوزارة 100 ألف جهاز “تابلت”، من إجمالي 708 ألف جهاز، تعاقدت الوزارة عليها كأول دفعة مقرر توزيعها على طلاب الصف الأول الثانوي، في إطار تطبيق نظام الثانوية العامة المعدل، اعتبارًا من العام الدراسي 2018/2019.

وتسعى مصر لتطبيق التحول الإلكتروني في المنظومة التعليمية الذي جاءت أولى خطواته عبر استخدام “التابلت” بديلًا عن الكتب الدراسية المطبوعة، وهو المشروع الذي وجهت له العديد من الانتقادات من قبل خبراء تعليم، أبرزها تعطله باستمرار وسقوط المناهج من الجهاز كل فترة.
تابع موقع تحيا مصر علي