عاجل
الأربعاء 17 أبريل 2024 الموافق 08 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

تطبيق "تلجرام" يساعد ويهدد الحكومة الإيرانية.. حسن روحاني مدين له في انتخابه مرة ثانية.. قد يكون بعد عام سبب في سقوطه بسبب مناقشات تدهور الريال الإيراني. وتجار العملة يستخدمون التطبيق في السوق السودا

تحيا مصر

تواصل التطبيقات ومواقع التواصل تهديد الحكومات والأنظمة مثلما فعل "فيسبوك" أثناء ثورات الربيع العربي.. وكتب روح الله فقيهي في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني مدين في انتخابه لولاية رئاسية ثانية، لتلغرام. ففي الانتخابات الرئاسية التي دارت في 2017 ، اعتمد الإيرانيون على هذا التطبيق مصدراً للإخبار غير الخاضعة للرقابة لمعرفة تطورات السباق الرئاسي، الذي كان فيه روحاني المرشح المفضل لدى المتشددين.

ولكن بعد عام واحد فقط، يُمكن أن يتحول تيلغرام إلى سببٍ في سقوط روحاني. فالتطبيق يقع في خضم عملية تدهور العملة الإيرانية. وكان الريال الإيراني مستقراً حتى مايو الماضي، عندما انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي.
وقبل الانسحاب الأمريكي، كان الدولار يساوي 37 ألف ريال، وبعد ذلك، قفز الدولار إلى 44 ألف ريال. واستمرت العملة الإيرانية بعد ذلك في الانخفاض، ليصل الدولار إلى 50 ألف ريال، ثم إلى 80 ألف ريال وإلى 190 ألف ريال خلال إلقاء روحاني خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر ، أما الآن، فيساوي الدولار 120.500 ريال.

تلغرام
ولاحظ فقيهي أن العقوبات الأمريكية ليست وحدها التي تساهم في السقوط الحر للعملة الإيرانية، ذلك أنه عائد أيضاً إلى سلسلة من الأخبار الكاذبة والشائعات التي تنتشر عبر تطبيق تيلجرام، من قبل تجار العملة الإيرانية والوسطاء من أجل الربح.
وبمجرد تأكد أن الولايات المتحدة ستعاود فرض العقوبات، شعر الكثير من الإيرانيين المنتمين إلى الطبقة الوسطى والميسورين، بميل إلى الانخراط في تجارة العملة، خاصةً بعدما استنتجوا أن قمية العملة ستتدنى.
وبالنسبة إلى هؤلاء الإيرانيين كان هدفهم شراء الدولار. وعمد بعض الإيرانيين إلى بيع منازلهم وتحويل ثمنها إلى دولارات للحفاظ على قيمتها، أو ببساطة من أجل الربح.
وساهم التخلص من الريال الإيراني في إضعاف العملة الإيرانية أكثر، وسعت الحكومة الإيرانية إلى لجم التدهور بحظر بيع العملة الأجنبية. لكن ذلك لم يساهم إلا في جعل الاتجار بالعملة الإيرانية أقل شفافية، وأكثر استغلالاً.
جهل وخوف
وأوضح فقيهي أنه كانت هناك دائماً فجوة بين تجار العملة الأكثر حرفية وأولئك الذين يجرفهم الجهل والخوف، لكن وجود السوق غير الرسمية ساعد في توسيع هذه الفجوة.
وذكر أنه شاهد عجوزاً في ساحة فردوسي، تأتي بما يوازي دخلها السنوي الكامل وتبادله عند سعر 170 ألف ريال للدولار الواحد، وتعرض أقل مما كان يساويه الريال، في الوقت الذي كان هناك إجماع على أن العملة الإيرانية ستتدهور أكثر.
ولم يكن الريال ضعف بعد إلى درجة أن رهان المرأة سيأتي ثماره.
السوق السوداء
ولفت إلى أن تجار العملة المحترفين يستخدمون تطبيق تلغرام بشكل متزايد لاستغلال حاجة السوق السوداء إلى الشفافية، لتحقيق أقصى الأرباح، على حساب زبائنهم، ما يزيد في تعاسة الحكومة الإيرانية.
وباعتباره واحداً من عدد قليل من تطبيقات التواصل الإجتماعي التي لا تراقبها الحكومة الإيرانية، فإن تلغرام يتغذى بالأخبار عن طريق قناته، التي تتيح توزيع المنشورات لأي شخص يسجل في التطبيق.
وهكذا يصبح تيلغرام أحد أكثر وسائل الإعلاما الموثوقة لدى الإيرانيين، ويحل محل وسائل الإعلام الرسمية وحتى الصحف المستقلة.
تابع موقع تحيا مصر علي