عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

زيارة سرية لرئيس السودان واجتماع مغلق مع نظيره السوري تثير الشكوك.. توقعات بترتيب فلاديمير بوتين اللقاء.. القائدان أكدا ضرورة إيجاد مقاربات جديدة.. ووعد سوداني بمساعدة الشام على التعافي

تحيا مصر

أحدثت الزيارة السرية “الخاطفة” للرئيس السوداني عمر البشير وعقده لاجتماع “مغلق”، مع نظيره السوري بشار الأسد في دمشق يوم الأحد، استغرابًا في البلدين، باعتبار أن البشير أول رئيس عربي يزور سوريا منذ اندلاع الثورة السورية.

ويبدو أن هذه الزيارة لم تكن مفاجئة، كما وصفها الإعلام السوري، وإنما تم التخطيط لها جيدًا ووضعت لها أجندة خاصة أبرزها الاجتماع “المغلق” الذي عقده البشير مع نظيره الأسد، ما يثير الشكوك بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حليف الأسد هو من رتب لهذا الأمر، حتى أن الطائرة التي أقلت البشير إلى دمشق روسية.

وهذه الطائرة الروسية كانت مثيرة للاهتمام، خاصة وأن معظم الزيارات الخارجية للرئيس السوداني، منذ توليه الحكم في بلاده قبل ثلاثيين عامًا، كان يستخدم فيها طائرات الرئاسة السودانية، وليس أي دولة أخرى.

الخرطوم ربما لم تكن تريد الكشف عن هذه الزيارة، واضطرت للإعلان عنها في وقت متأخر من مساء الأحد، بعدما نشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، خبرًا يتضمن عودة البشير إلى الخرطوم بعد زيارته لدمشق.

ولم تنشر وكالة الأنباء السودانية الرسمية، خبر مغادرة البشير والوفد المرافق له إلى سوريا في وقته، كما كانت تفعل في كل زياراته الخارجية، واكتفت بنشر عودته من دمشق ونتائج هذه الزيارة التي وصفتها بـ”الناجحة”.

وقال الوكالة: “إنه عاد إلى البلاد مساء اليوم الأحد، رئيس الجمهورية عمر البشير، بعد زيارة للجمهورية العربية السورية استمرت يومًا واحدًا حيث كان في وداعه الرئيس السوري بشار الأسد وعدد من أعضاء حكومته”.

وتطرقت الوكالة، إلى ما قام به البشير ووفده من نشاط خلال هذه الزيارة الخاطفة، كاشفة أن الرئيس البشير عقد اجتماعًا وصفته بـ”المغلق” مع الرئيس بشار الأسد ومباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين.

وتحدثت الوكالة أيضًا، عن ما دار بين الرئيسين، مشيرة إلى أنهما أكدا على أن الظروف والأزمات التي تمر بها العديد من الدول العربية تتطلب إيجاد “مقاربات جديدة” للعمل العربي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية مما يقود لتحسين العلاقات العربية لخدمة مصلحة الشعب العربي.

وقال الرئيسان، وهما صديقان لبوتين، إن التطورات في المنطقة خاصة في الدول العربية تؤكد ضرورة استثمار كل الطاقات والجهود خدمة للقضايا العربية وتصديًا للمخططات التي تتعارض مع مصالح دول المنطقة وشعوبها، بحسب الوكالة السودانية.

وأبلغ البشير في الاجتماع المغلق، الأسد أن السودان سيستمر في بذل الجهود حتى تستعيد سوريا عافيتها وتعود إلى حضن الأمة العربية، بحسب تعبيره.

واعتبر الرئيس السوداني، أن سوريا دولة مواجهة وأن إضعافها يعني إضعافًا للقضايا العربية، مؤكدًا حرص بلاده على استقرارها وأمنها ووحدة أراضيها بقيادتها الشرعية والحوار السلمي بين كافة مكونات شعبها والحكومة الشرعية.

من جانبه، أعرب الرئيس الأسد عن شكره للبشير على زيارته لسوريا، معتبرًا أن زيارة الرئيس السوداني لدمشق، تشكل دفعة قوية لتفعيل العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أن بلاده ظلت مؤمنة بالعروبة ومتمسكة بها، بحسب تعبيره.

وبعيدًا عن الأحاديث البروتوكولية التي تتناقلها وكالات الأنباء الرسمية أثارت الخطوة ردودًا واسعة بمواقع التواصل بين المحللين والمتابعين العرب، الذين هاجم معظمهم موقف البشير ومبادرته بزيارة الأسد، معتبرين أن في ذلك تنكرًا لدماء الشعب السوري.

بينما رأى فيها البعض بداية لتحول جديد في المواقف العربية تجاه إعادة تأهيل الأسد ليعيد منظومة ما يسمى “العمل العربي المشترك”، وهو أمر ألمح إليه في وقت سابق أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالقول إن “هنالك تسرعًا قد حصل في إقصاء سوريا عن مقعدها في الجامعة العربية.”
تابع موقع تحيا مصر علي