عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024 الموافق 09 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

2019 عام الصحة للمصريين

تحيا مصر

يستحق عام 2019 ان نطلق عليه عام الصحة والتوعية للمصريين ، وذلك لتزامن هذا العام مع عدد من المبادرات التى اطلقتها الدولة لحماية صحة المصريين من الامراض المتوطنة التى صاحبتهم على مدار السنوات الماضية .
ورغم ان المبادرات معظمها تم اطلاقه فى عام 2018 مثل حملة 100مليون صحة للقضاء على فيروس سى ، وكذلك حملة اكتشاف الامراض المزمنة مثل السكر والسمنة الا ان تنفيذ هذه الحملات ونتائجها سيكون فى عام 2019 ، حيث ستنتهى الحكومة الى احصائية بأعداد المصريين المصابين بهذه الامراض ، واماكن تواجدهم ، وكذلك الطرق التى يجب اتباعها لمنع توطن الامراض مرة أخرى فى أجساد المصريين ، واخيرا نتائج مواجهة الامراض .
كما لاننسى مبادرة مشاركة المجتمع المدنى فى ادارة وتجهيز المستشفيات الحكومية وهى من المبادرات التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى يوليو 2018، وتهدف الى النهوض بالخدمات الصحية لغير القادرين ويتضمن تجهيز وتشغيل مستشفى نموذجى فى كل المحافظات بمشاركة منظمات المجتمع المدنى ، ويهدف المشروع أيضا لتأهيل وإعداد المحافظات لتطبيق قانون التامين الصحى.
وكذلك مبادرة انهاء قوائم الانتظار التى اطلقها الرئيس السيسى لتحقيق أعلى معدلات نجاح فى إجراء الجراحات العاجلة، واعتقد ان هذه المبادرة حققت نسبة نجاح كبيرة، حيث تم إجراء 38 ألفا و799عملية جراحية، والانتهاء من 503 حالات جراحة أورام، و1703 حالات عظام، و8 آلاف و467 رمد، و55 حالة زراعة كلى، وتمت العمليات بالمجان دون دفع أى تكاليف حسب احصائيات وزارة الصحة .
وفى اعتقادى انه مع اطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسى ، حملة نور الحياة فى عام 2018لعلاج أمراض العيون ، والتى تعد ثانى افضل المبادرات التى شهدتها مصر عبر تاريخها الحديث بعد مباردة 100مليون صحة لعلاج فيرس سى التى اطلقها الرئيس العام الماضى ، الا انه وبصفتى أحد الاطباء المتخصصين فى طب العيون ، ارى ان النتائج المتوقعه ، من هذه المبادرة ، ستكون مبهرة ، لكن هناك نقاط يجب ان ينتبه اليها كل القائمين على هذه المبادرة ..يجب اولا ان نهتم بجمع وتحليل المعلومات عن انتشار الامراض المختلفة على مستوى الجمهورية ..حتى يكون لدينا قاعدة بيانات دقيقة نقوم من خلالها لوضع خطة علاج موجهة فى المستقبل .
ورغم ان مبادرة نور حياة تستهدف 5مليون طالب فى المراحل الابتدائية ، و2 مليون من الفئات الاولى بالرعاية ، ومليون نظارة طبية ، و250 الف عملية جراحة عيون ، الا انه يجب ان نستغل هذه المبادرة ، لاستحداث قاعدة بيانات واضحة وشاملة لمكافحة العمى القابل للعلاج .
وهذا يتطلب ان تكون قاعدة البانات الكترونية ودقيقة ، وذلك حتى يكون الاستثمار الطبى محدد فى مناطق معينة حسب نوع الامراض التى تنتشر فى هذه المنطقة ، وبالتالى يتم تقديم خدمة نموذجية للمواطنين وبعدها لنكون فى حاجة لعمل مبادرات كل عام .
وأرى ان المبادرة يجب أن تبدا من الحضانة ، وذلك عبر فحص الاطفال المبتسرين "حديثى الولادة " من خلال فحص قاع العين ، وتحديد العلاج اللازم ، لان هذا الامر سوف يساهم فى تقليل نفقات العلاج التى تسددها الدولة لعلاج ضعف الابصار ، حيث لايوجد وعى كاف حتى عند الام ، فرغم اننا نطلب من الاهل الذهاب لدكتور عيون ، الا انهم يذهبون فى وقت متاخر بجانب انهم لاياخذون الموضوع بأهمية .
ووفقا لاخر الاحصائيات ، سنجد ان 100الف طفل معرضين بفقد الابصار ، وأنهم معرضين لحدوث مشاكل فى الشبكية ، وانه فى حالة فقد ابصارهم فان تكلفة رعايتهم ستصل الى 2500 جنيه فى الشهر ، ولو حسبنا التكلفة بالارقام ، فإن الطفل الواحد يكلف الدولة على مدار حياتة 94 مليون جنيه .
والمطلوب هنا من الدولة ان تسمح لمنظمات دولية بالمساهمة فى حملة "نور حياة " لخبرتها الكبيرة فى اعداد قاعدة بيانات بأماكن وأسماء المصابين بالعمى ونوع المرض وتكلفة العلاج ، وهذا الامر سيوفر كثيرا على الدولة ماليا فى المستقبل .
كما اطالب بالا تقتصر المبادرة على الفئات الاولى بالرعاية ، لكن يجب أن تشمل كل من فقد بصره ويحتاج الى تدخل جراحى ، كما اقترح ان يتم تخصيص 20% من المليار جنيه ، لانشاء بنية تحتية فى شكل مراكز قراءة لمعلومة الرقمية فى 27 محافظة ، وهذه المراكز سوف تقوم بفحص المرضى ،واخذ بصمة العين ، والاحتفاظ بها ، ويكون لدينا قاعدة بيانات فى كل محافظة باعداد المرضى ونوع العمى ..وتحديد العلاج المناسب ، بجانب العمل على تجهيز واعداد اخصائيين بصريات ، يكون دورهم اجراء دراسات عن علم الابصار ومشاكله وحلوله ، حيث لدينا 5 الاف طبيب عيون وهذا عدد كاف ، ونحن فى حاجه ال متخصصين اكثر فى طب العيون .
فى اعتقادى ان الدولة المصرية ماضية فى مشروع قومى يهدف الى تحسين صحة المصريين ، وهذا المشروع سوف يقلل من المليارات التى تنفق سنويا على الصحة ،والتى كانت تهدر بسبب اتخاذ اجراءات غير نظامية لاتخضع لدراسات مستقبلية ،وانما يتم اتخاذها بشكل روتينى دون دراسة .
تابع موقع تحيا مصر علي