عاجل
الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

طلب منح السيدات العاملات إجازة أول أيام الدورة الشهرية يثير الجدل.. أستاذ الفقه بجماعة الأزهر يعتبر فرض الأمر في المؤسسات "فجرًا".. يصف القضية بالصغائر.. فريدة الشوباشي تعارض الفكرة لتشويه قدرة المرأة

تحيا مصر

تأتي دعوات منح السيدات العاملات في مؤسسات الدولة أو الشركات إجازة أول أو ثاني يوم من الدورة الشهرية بين مؤيد ومعارض، حيث يرى البعض أن حق المرأة في الإجازة خلال هذه الأيام يعد حقًا مكتسبًا وتأخر كثيرًا، خاصة أن هذا الظرف الصحي خارج عن إرادتها ويحملها مضاعفات نفسية وعصبية قد تؤثر على طبيعة ودقة العمل، وبين آخرين يعتبرون الأمر خروجًا عن المألوف والعادات والتقاليد التي تعتبر هذا الأمر ذاتيًا ومن غير المقبول إعلانه أو التحدث فيه.

في هذا الصدد، قال الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، وعضو المجلس القومي للمرأة في مصر ”الجهة الرسمية الراعية لحقوق لمرأة“ إن التطرق لمثل هذه الأمور الخاصة في وسائل الإعلام أو تقنينها وفرضها بشكل معلن في المؤسسات أو الشركات يعد ”فجرًا“ -بحسب تعبيره.

وذكر الهلالي ، أن كرامة وآدمية الإنسان الذي كرمه الله ومنحه ذاتية وسترًا لا تقبل مثل هذه الأمور المعلنة، واصفًا تناول مثل هذه القضايا بأنها ”صغائر“.

وأضاف: ”من غير المقبول أن نتحدث بألفاظ ذاتية، أو نكشف موعد مثل هذه الأمور سواء المتعلقة بالحيض أو قضاء الحاجة مثلاً أو ممارسة الجنس بين الزوجين“.

وقالت الكاتبة والإعلامية فريدة الشوباشي، رئيس جمعية حقوق المواطن في مصر إن فترة الحيض مؤلمة، خاصة في أول يوم، لكن يمكن التغلب عليها بالمسكنات، واصفة دعوات منح الإجازة بأنها بداية لتشويه المرأة وإظهارها في صورة غير القادرة على العمل، موضحة ”غدا نجد من يقول إن المرأة لا تصلح لأي شيء“.

واستكملت الشوباشي : ”أنا أرفض تقنين أو المطالبة بذلك، خاصة في ظل عدم مراعاة الضمير من قبل كثيرين واستغلال الأمر في التأثير على مجريات العمل فقط قائلة: ”إن أعظم عظماء الإنسانية لم يكن موجوداً لو لم تحمله امرأة، ولا يوجد سبب للإجازة غير إجازة الوضع لأن منعها يعني انعدام النسل ومن ثم الإنسانية“.

واختتمت الشوباشي: ”لماذا لم نر مثل هذه الدعوات خارج مصر، وقد عملت في الخارج لأكثر من 30 عامًا، لم نسمع عن مثل هذه المطالب، لأن الدول المتقدمة تنشغل في كيفية العمل والإنتاج وليس الهروب، وبالتالي سنظل في مكاننا وسيتقدمون هم يوميًا“.

ويقول الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب وخبير الطب النفسي إنه لا شك أن المرأة يصاحبها اضطرابات نفسية وعصبية خلال تلك الفترة، إلا أن هذا الأمر لا يعني منحها إجازة بهذا الشكل الذي يتم التحدث به، واصفًا تناول القضية بأنه يعبر عن اضمحلال فكري وثقافي وفراغ إعلامي“-بحسب تعبيره.

وأضاف خبير الطب النفسي : ”هناك سيدات لا تأتي لهن الدورة الشهرية بانتظام، وأخريات تأتي لهن كل 3 أسابيع، ثم يكون الحال في المؤسسات والشركات السيدة الموظفة أو المديرة غابت لأنها في فترة الحيض.. فهل هذا معقول؟!، مشيرًا إلى أن الأمور الذاتية التي تتطلب الحياء لا يجب الحديث فيها.

وترى الكاتبة دعاء عبد السلام، خبيرة علم النفس والمتخصصة في قضايا المرأة أن منح السيدات إجازة أثناء أيام الدورة الشهرية هو حق لها بعد أن وضع الله فيها هذا الظرف الصحي قائلة: ”لماذا لا تحصل على إجازة وقد منحها الله إجازة ورخصة من الصوم والصلاة، فلماذا لا تمنح إجازة؟“.
تابع موقع تحيا مصر علي