عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

قبل ٢٤ ساعة من مؤتمر "برلين".. خريطة المصالح الأجنبية في ليبيا

أرشيفية
أرشيفية

منذ عام 2011، أصبحت الأراضي الليبية ملعبًا لتدخلات القوى الأجنبية، بعد اندلاع الأحداث التي جرت البلاد إلى حرب أهلية يشارك فيها عددًا من الفصائل، وتنتظر الدولة الإفريقية ما سيسفر عنه المؤتمر الدولي المنعقد، غدًا الأحد، في العاصمة الألمانية برلين لبحث الأزمة الليبية.

ومن المقرر أن يشارك في المؤتمر عددًا من الدول، سواء التي تتقاطع مع ليبيا في الحدود الجغرافية، أو دول يؤثر مآلات الوضع في ليبيا على مصالحها الاقتصادية والسياسية، من ضمنها الولايات المتحدة، وروسيا، فرنسا، وإيطاليا، وتركيا، وبريطانيا، والصين، وغيرها.

ويأتي المؤتمر بعد التدخل التركي الأخير في الأزمة، بإعلانها الدعم العسكري للحكومة الليبية برئاسة فايز السراج في حربه مع قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر.

ويرصد "تحيا مصر" خريطة مصالح أبرز القوى الفاعلة في الملف الليبي:

تركيا
في نوفمبر الماضي، وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع حكومة "السراج" اتفاقين أحدهما للتعاون الأمني، وآخر لترسيم الحدود البحرية، وهما الاتفاقان الذان لاقا معارضة من عدد من الدول على رأسها مصر واليونان.

وأورد التحليل الذي نشرته "دويتش فيله" أن تركيا تسعى لتحقيق مصالحها الاقتصادية عن طريق التدخل العسكري، إذ تتيح الاتفاقيات المبرمة ل"أنقرة" أن تصل إلى كميات هائلة من احتياطات الغاز التي تم اكتشافها في الساحل الجنوبي لقبرص منذ 10 سنوات.

كان الرئيس التركي أعلن أن "أنقرة" ستبدأ في إجراءات عمليات التنقيب والحفر في البحر المتوسط خلال 2020، إلا أن التواجد التركي في ليبيا لم يبدأ مع الاتفاق، ففي 2019 أوردت "دويتش فيله" تحليلًا جاء فيه، أن الصراع بين "حفتر" وحكومة "السراج" أوقف الكثير من المشروعات بين الطرفين، وبالتالي فإن كلما سيطر قائد الجيش الوطني الليبي على مساحة أكبر من الأراضي الليبية، كلما قلت فرص الشركات التركية في استعادة الأموال التي خسرتها بسبب الصراع.

فرنسا وإيطاليا

يتمثل التشابك بين مصالح كل من "باريس" و "روما" في ليبيا في المنافسة الشديدة بين شركتي "توتال" و"إيني" للسيطرة على سوق النفط الليبي، وعلى الرغم من أن الدولتين أعلنا حيادهما فيما يخص الصراع بين "حفتر" و"السراج"، إلا أن الجانب الفرنسي أصبح محسوبًا على الفريق الذي يدعم قائد الجيش الوطني الليبي، بعد اتهامات حكومة "السراج" لباريس بدعمه سرًا علاوة على العثور على عددًا من الصواريخ المنتهية صلاحيتها في أحد المواقع التابعة لحفتر.

وفي أبريل الماضي تزامنا مع تصاعد الأحداث في الغرب الليبي، أوردت "دويتش فيله"، رأي أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة باريس عادل اللطيف، الذي رأى أن فرنسا اضطرت للانضمام إلى معسكر "حفتر" لأنه الفائز على الأرض.

أما إيطاليا فتصاعد دورها بالتحذير من نتائج تدخل "أنقرة" الأخير في المشهد الليبي، التي ترغب، بحسب موقع "إيكونوميست"، في أن يعود إليه النظام، إذ تمتد مضخات الغاز التابعة لمشروع Greenstream من غرب ليبيا إلى جزيرة صقلية الإيطالية، علاوة على معاناتها من مشكلة المهاجرين، إذ يقدر عدد الذين هاجروا إلى إيطاليا عبر البحر المتوسط حوالي 647 ألف شخص في الفترة بين 2014 و2018.

ألمانيا

ظهر الموقف الألماني من التطورات الراهنة للملف الليبي، على لسان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي حذرت من أن المعارك العسكرية لن تتوقف، طالما يستمر توريد المعدات من الخارج، مضيفة أن استمرار ذلك يعني أنه لن يكون هناك حل سياسي، إذ من مصلحة "برلين" أن تنتهي الأزمة الليبية بعد أن تداخلت القضايا الأمنية والإرهابية مع ملف اللاجئين الراغبين في الوصول إلى ألمانيا، حسبما أوردت "دويتش فيله" في تحليل لها.

كانت ألمانيا من بين الدول التي أعلنت إدانتها للتدخل العسكري ل"أنقرة"، على خلفية الاتفاق الذي أبرمه "السراج" و"أردوغان".

الولايات المتحدة

تدعم "واشنطن" قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، بعد أن أشادت بدوره في تأمين حقول النفط، إذ تعتبر ليبيا من أكبر الدول المنتجة للنفط.

وكانت الولايات المتحدة هي من قادت عمليات حلف الناتو التي انطلقت عام 2011 للضغط على نظام الرئيس السابق معمر القذافي، إلا أن صحيفة نيويورك تايمز أوردت رأي أحد كبار مسؤولي الحكومة المؤقتة خالد المشيري الذي رأى فيه أن الولايات المتحدة أصبحت لا تولي اهتمامًا للملف الليبي.
تابع موقع تحيا مصر علي