عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

أفورة التريند..المصريين لما يجيبوا "آخر الحاجة"..بائع الفريسكا مكتئب من الشائعات..وسيدة القطار تعرض خدماتها لحل سد النهضة

تحيا مصر

يملك الجميع "حياة موازية" على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عالم افتراضي بات يشكل جزءا أساسيا من تكوين العصر، وتسير تلك الحياة بهدوء، حتي تتفجر قضية كبرى أو ظاهرة وواقعة لاتتوقف عن التصاعد والتطور، حتى تصبح "تريند"، وهي الكلمة التي تعبر اصطلاحاً عما هو "رائج" بشكل عام، من موضوعات ساخنة و جديدة.

الترند المصري
ضمن قلة من شعوب العالم، يمتاز الشعب المصري بحميمية مفرطة، ورغبة هيستيرية في الحديث حول ماهو شائك، وإعمال حالة القيل والقال والاشتباك مع كل ماهو جديد، كجزء من تكوينه العاطفي، والذي يتحكم فيه الشعور والأمور المعنوية والرغبة الشديدة في تكوين الصلات والعلاقات، على النقيض من دول وشعوب أخرى أكثر صرامة وعملية وقسوة في المشاعر وميل إلى الجدية التامة.

في بلادنا ينتظر المصريون بشغف تفجر أي جديد، ظهور كل ماهو غريب وشيق، ليصبح فورا "مادة للحديث" وإثارة الجدل، فبعض الأخبار التي قد تعتبر في دولاً أخرى على أقصى تقدير "أخبار ساخنة"، تصبح لدينا "موضوعاً للساعة"، يهتم به الجمهور ويتناقله الآلاف بسرعة رهيبة، يتحدثون عنه ويتشاركونه ليلاً نهاراً.

إقرأ أيضاً: تطبيقات يسكنها الشيطان.. تيك توك ولايكي نوافذ لتسهيل الدعارة تخترق بيوت المصريين

أمثال دالة
بشكل شبه إسبوعي، يكون لدى المصريين "تريند جديد"، فلو أعملنا حصراً بسيطا على مدار الشهر الماضي، كان لدينا تريند: بائع الفريسكا، سيدة المحكمة، سيدة القطار، قضية الفيرمونت وغيرها من الأحداث التي لو كانت في دولة أخرى مدفوعة بالتحرك والانشغال الصارم بأحوال الحياة، لما لاقت كل هذا الاهتمام والرواج.

لدينا أمثلة كفتيات التيك توك، لاعبي الكرة، مطربي المهرجانات، كلها موضوعات يكفي أن يخرج منها أي "جديد طفيف" لتصبح قضية تشغل مصر بأكملها.

المبالغة الزائدة
في تريندات مثل بائع الفريسكا وسيدة القطار تحديدا، انتقل المصريون من الهوس بالتريند إلى سباق محموم للمبالغة فيه وتحميل الأمور أكثر مما تحتمل بشكل ملاحظ، فمع ظهور بائع الفريسكا بداية الأمر خلق منه المصريون حالة جميلة، قبل أن يتحول إلى مادة مكررة ومملة وتحتشد بالتطورات اللحظية، للدرجة التي دفعت بعضهم للتعليق ساخرا: شوية وهالاقيه نازل من الحنفية.

إقرأ أيضاً: بسبب صور شبه عارية وترويع طفلتهما.. استدعاء أحمد حسن وزينب رسميا

أيضاً في تريند "سيدة القطار"، لم يتمكن المصريون من منه أنفسهم من حالة "الأفورة الرهيبة" في تسليط الضوء على السيدة، والنفخ في واقعة القطار حتى اتخذت شكلاً ثقيلاً ضاع بين جنباته المعاني والقيم الإيجابية التي حركت السيدة في تصرف –اعتيادي ويحدث يومياً- تجاه المجند، وذلك أيضاً للدرجة التي دفعت البعض للتندر: سيدة القطاع تعرض خدماتها لحل قضية سد النهضة.
تابع موقع تحيا مصر علي