عاجل
الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

رحيل "سيد السياسة" الأمير سعود الفيصل .. قالها مازحاً"حالتى الصحية مثل حالة الأمة العربية".. عاصر 4 ملوك وظل وزيراً للخارجية السعودية 40 عام..قال عنه صدام حسين "لم اخشى احداً مثل سعود الفيصل"

الأمير- سعود الفيصل
الأمير- سعود الفيصل

"حالتي الصحية مثل حال الأمة العربية"، كلمة مازح بها الأمير سعود الفيصل أعضاء مجلس الشورى السعودي خلال إلقائه كلمته أمام المجلس، أثناء توليه منصب وزير الخارجية السعودية.

ومساء اليوم، رحل السياسي المخضرم (75 عاماً) مخلفاً وراءه تاريخاً كبيراً لا تسعه السطور، بعد توليه منصب وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية، من عام 1975 إلى 2015.

وتنحى سعود الفيصل عميد وزراء الخارجية في العالم عن منصبه على رأس دبلوماسية تتمتع بوزن قل نظيره في العالم، بعد 40 عاماً شهدت نزاعات إقليمية متتالية.

والأمير سعود هو وزير الخارجية الوحيد الذي شغل منصبه لهذا العدد من السنوات في العالم، وعمل في ظل 4 ملوك، إلا أن الوزير المخضرم كان يعاني من عدة مشاكل صحية مؤخراً، لا سيما من صعوبات في المشي والكلام.

ولادته ودراسته الجامعية

ولد الأمير سعود في منطقة الطائف عام 1940، وحصل على إجازة في الاقتصاد من جامعة برينستون الأمريكية في 1964، وهو ابن الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، والملكة عفت الثنيان آل سعود.

التحق الفيصل بوزارة البترول والثروة المعدنية، حيث عمل مستشاراً اقتصادياً لها وعضواً في لجنة التنسيق العليا بالوزارة، وانتقل بعدها إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن "بترومين"، وأصبح مسؤولاً عن مكتب العلاقات البترولية الذي يشرف على تنسيق العلاقة بين الوزارة وبترومين، وعين نائباً لمحافظ بترومين لشؤون التخطيط في 1970، وعام 1971 عين وكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية.

عام 1975، صدر مرسوم ملكي بتعيينه وزيراً للخارجية بعد شغور المنصب بوفاة والده الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، الذي كان وزيراً للخارجية، وهو ملك البلاد.

وشغل عدة مهام أخرى منها، عضو المجلس الأعلى للبترول، وعضو مجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، وكان عضواً منتدباً في مجلس إدارتها منذ تأسيسها وحتى عام 1427، وعضو مجلس الأمناء بمؤسسة الملك فيصل الخيرية ورئيس مجلس إدارة مدارس الملك فيصل.

وبحكم عمله كوزير للخارجية شارك بعضوية الكثير من اللجان العربية والإسلامية مثل اللجنة العربية الخاصة، ولجنة التضامن العربي، واللجنة السباعية العربية ولجنة القدس واللجنة الثلاثية العربية حول لبنان ضمن وزراء خارجية الدول الثلاث وغيرها.

وأتقن 7 لغات بالإضافة إلى العربية منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والعبرية.

الحرب اللبنانية والعراقية الإيرانية

عين الأمير سعود وزيراً للخارجية في أكتوبر (تشرين الأول) 1975، بعد 7 أشهر من اغتيال والده الملك فيصل، ولعب بعد ذلك دوراً كبيراً في الجهود التي أفضت إلى وضع حد للحرب اللبنانية (1975-1990)، خصوصاً مع التوصل إلى اتفاق الطائف في 1989.

وقاد هذا الدبلوماسي المحنك سياسة السعودية الخارجية إبان الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) ومع الغزو العراقي للكويت في 1990، وخلال حرب الخليج التي تبعته عام 1991، وصولاً إلى تحرير الكويت من قبل تحالف دولي قادته الولايات المتحدة انطلاقا من المملكة.

ودفع الاقتتال الطائفي في العراق في أعقاب الاجتياح الأمريكي لهذا البلد في 2003، والذي لم تسمح خلاله السعودية للأمريكيين باستخدام أراضيها، إلى توجيه انتقادات علنية لسياسة إدارة الرئيس جورج بوش في المنطقة.

والأمير الذي كان يجري زيارات كثيرة إلى واشنطن ويستقبل المسؤولين الأمريكيين في الرياض، كان أيضاً يتمتع بعلاقات متينة مع قادة أوروبيين.

مبادرة السلام العربية

ساهم الأمير في إعادة إطلاق مبادرة السلام العربية عام 2007، بعد 5 سنوات على إطلاقها في القمة العربية في بيروت.

لكنه كان يميل إلى سياسة الحذر إزاء إسرائيل فهو يعتبر أن أي علاقة معها يجب أن تكون مرتبطة بحل النزاعات بين الدولة العبرية وبين الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين، وذلك على أساس انسحاب كامل من الأراضي من المحتلة.

التاريخ أقوى من أي كلمه تقال في حق السياسي المخضرم، لكن لعل أدق وصف في سعود الفيصل كان من قبل الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين حين سُئل عن الرجل الذي يخشاه فابتسم وأجاب: "سعود الفيصل أدهى من قابلت في حياتي، فحينما كنت في حرب إيران جعل العالم معي، وبعد أن دخلت الكويت قلب العالم ضدّي، وكل ذلك يكون في مؤتمر صحافي واحد".
تابع موقع تحيا مصر علي