عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

ليس من حقك أن تختلف معى !

تحيا مصر

أذا أختلفت معى فى الرأى فأنت خائن أو عميل , لأنك قد قبضت الثمن , وبعت ضميرك , وتناسيت وطنك ووطنيتك , لأن الوطنية هى أن توافقنى الرأى وأذا أختلفت معى فأنت خائن .
تلك الصورة أشاهدها هذه الأيام قبل أنعقاد مجلس النواب , حينما قام فريق من النواب الجدد - والجدد جدا فى السياسة – وكل مقوماتهم السياسية , أنهم أعطوا لأنفسهم صك حب الوطن أكثر من غيرهم , وبالتمعن فى قضية حب الوطن هذه نجد أن حبهم لأنفسهم وأعمالهم طاغية على مسألة حب الوطن , بدليل أنهم يريدون الأستئثار بالقرار تحت القبة حتى لو كان ضد أرادة الشعب , ولمجرد أعتقادهم المزعوم أن هذا فى مصلحة الدولة .
هؤلاء النواب الجدد الذين يجب أن يفهموا قبل أن ينطقوا , عليهم أن يعلموا أنه لا ديمقراطية بلا معارضة , وأن المعارضة هى صوت الحرية , ويوم تغيب الحرية يموت الوطن , ونحن لا نرتضى لوطننا أن يموت بعد ثورتين من أنقى الثورات فى تاريخ الكون , دفع ثمنها أزهار كانت رائحتها العطرية بدأت فى الأنتشار بيننا , ولكنها مكثت فى الأرض .
يا سادة, النفاق ليس شطارة كما كان فى الماضى , علينا أن نبدأ فى بناء الوطن وترميم شروخه وهذا لن يكون ألا بوضع يد الطبيب على الجرح الذى لا يريد أن يلتئم , علينا أن نظهر سلبياتنا لتحويلها الى إيجابيات , وعلينا أن نتعلم من أخطاء الماضى كى نتلاشها فى المستقبل.
أيها النواب الجدد ليس من العيب أن نتعلم من جديد , ولكن العيب أن ننطق بما لا يصح بعد أن وضع الشعب فى رقبتكم أمانة حب الوطن , وفوضكم لبناء هذا الوطن , والبناء لا يمكن أن يتم وأنتم مقيدون بالسلاسل فى تحالف لايمكن أن أعتبره ألا تحالفا معطلاً للمهام الحقيقية لمجلس النواب .
قد يخرج عليا أحد الذين أختلف معهم فكريا وسياسيا ويقول لى : أن مصر ليست فى حاجة الى نصائحكم السقيمة ويتهمنى بأننى أحمل السم فى الجواهر , وقد يتهمنى لأنه مختلف معى فى الرأى والمنطق بأنى عميل أمبريالى لا يستحق ألا الشنق , وأبدأ أنا فى أتهامه بأنه جاهل "وشنقيط" , حينها سنصل الى زروة الأزمة , وتنطلق السهام من جانبه تجاهى ومن جانبى تجاهه ويغيب صوت العقل , وتغيب مصلحة الوطن وتضيع مصر بين القضايا الشخصية , فإن كان لدينا ثقافة الأختلاف سنخرج فى النهاية بحلول للمشكلة الأساسية , وأن لم يكن فسيكون الشعار " يا قاتل يا مقتول" , ونعود فى النهاية الى نقطة الصفر , وأتمنى أن لا نعود اليها ونرجع للوراء لأننا قطعنا شوطا مقبولا بعد 25 يناير فى بناء الوطن .
تابع موقع تحيا مصر علي