عاجل
الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

أهوال 25 يناير 2016 .. البقاء لله !

تحيا مصر


رويداً رويداً ومع بدء العد التنازلي لإقتراب ذكرى أعظم الثورات فى تاريخ مصر ، الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير المجيدة ، تزداد الأبواق الإعلامية الموالية للنظام السياسي فى مصر من الصراخ والعويل بل وصلت لذروتها بالبكاء وتساقط الدموع علانية امام شاشات التلفاز على مرآى ومسمع من الملايين كافه ! .

المشهد برمته يبدو غريباً مثيراً للدهشة على الاقل بالنسبة لشخصي المتواضع خاصة وان نظام السيسي ثبت حكمه بإكتمال أركان الدولة بإنتخاب مجلس النواب لتكون السلطات قد أكتملت ولو حتى على الورق فى ظل إنهيار إقتصادي حاد يُنذر بكوارث فى الشهور القادمة خاصة وان حركة السياحة شبه منعدمة بالمعنى الحرفي للكلمة ناهيك عن كارثة وآعي الكلمة جيداً بتلقيبها بالكارثة وهو سد النهضة الأثيوبي بخلاف عجز الحكومة على مجاراه الأوضاع الإقتصادية ما يزيد من كاهل المواطن المصري الفقير الذي لاتعنيه كثيراً هوية من يحكم قدر ما يعنيه من تدبير الحد الأدنى لأمور حياتة المعيشية .

بكاء الكاتب الصحفي مصطفى بكري فى حلقة برنامجة " حقائق وأسرار " على شاشة قناة صدى البلد مطلع الأسبوع الحالي تجعلنا نتوقف عندها كثيراً ، مشهد مجرد مشهد بسيط فى ظل حالة الهياج لبلوعات الصرف الإعلامي كما لقبها الأستاذ يسري فودة ، ولكن لها دلالات جمى لأولى الألباب ، فعيداً عن كون الرجل فى صراع حقيقي مع نفسة قبل أي شي آخر لنيل ثقة النظام والتقرب له بوصلات تمتاز بالنفاق والرياء كعادته منذ زمن بعيد خاصة بعد ثورة يناير المجيدة ، إلا ان مشهد بكاءه مخاطباً الشباب بسب وقذف علني لعدم الخروج للتظاهر فى ذكرى الثورة ؛ يُثبت بما لايدع مجالاً للشك أننا أمام حالة من الهيسيريا الإعلامية وصلت لأهوال وكأن هؤلاء ما يسموا زوراً وبهتاناً بـ " الإعلاميين " على أبواب جهنم ! ؛ فنحن أمام حالة فريدة من نوعها لم تسبق لها مثيل ، على الأقل فى التاريخ الحديث ، فهؤلاء الناس لايدافعوا عن النظام ولا عن شخص السيسي ولا يحبوه قدر هذا الحب الذي يدفعهم للبكاء بهذا الشكل بل إنهم يعلموا يقيناً أنهم أمام معركة صفرية إن حسمت ضد السيسي فى أي وقت فهم أولى الضحايا .

ياحسرتاه على وصول إعلامي لحد الدفاع عن نظام سياسي أينا ماكان لأنه أدرك أن سقوطه يساوى ولو نظرياً " رقبته " ، حقاً أمر بائس ولكنها نتيجة طبيعية لأناس ضحوا بشرف قلمهم وكلمتهم ودخلوا حلبة السياسة غير مُدركين لتبعاتها. 

نعم تكسب بعض الوقت جراء دخولك معترك كهذا ولكن حتماً لاتستطيع أن تكسب طيلة الوقت ؛ فإن دخل الإعلامي يوماً حلبة السياسة لاعباً فيها دوراً أينا ما كان فقل عليه واثقاً " البقاء لله " ولكم فى أحمد المسلماني " الإعلامي " قبل وبعد توليه منصب المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية ، نموذجاً ولو بسيطاً!
تابع موقع تحيا مصر علي