عاجل
السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

كلنا "توفيق عكاشة" !!

تحيا مصر

توفيق عكاشة واحد من أصحاب المدارس الإعلامية فى مصر , أتفقنا أو أختلفنا معه - هو هكذا - لا يمكن أن ننحيه من على الساحة الإعلامية , وخاصة أذا كان صاحب أسلوب إعلامى قد أرتضته الدولة فى وقت من الأوقات , وكسب قلوب البعض لدرجة أنه حصل على أعلى عدد أصوات فى الأنتخابات البرلمانية .

توفيق عكاشة أراد أن يصنع لنفسه نجومية عبر الأعوام الخمس الأخيرة , والتى صدر فيها ثقافة إعلامية جديدة , هى ثقافة اللسان الأعمى الذى لا يفرق بين الطيب والخبيث , وثقافة تلطيخ سمعة الأبرياء ليبقى وحده النظيف فى عالم ملىء بالقاذورات الإعلامية , وثقافة طعن الشرفاء فى شرفهم ليسود العهر فى بلاد الشرف , تلك هى ثقافة توفيق .

وما أحزننى أكثر وأكثر أن الناس أصبح بينها وبين هذا الكائن " العوكش" أُلفة غريبة , جعلت منه نجما فى كل المواقف والأوضاع , جعلوا منه الفيلسوف الذى أذا تحدث حسبت أنه أرسطو , وجعلوا منه فنانا عظيما لديه القدرة على الأبهار والكوميديا أكثر من عادل امام نفسه , لا يعرفون أنه رجل سىء بكل المقاييس , ومجرم , وتاجر يتاجر بكل شىء لصالح نفسه فقط, مدعيا أنه يعمل للصالح العام .

يا سادة التلفزيون فى بلادنا العربية يحتوى على مئات من عينة توفيق عكاشة , صُنعوا خصيصا لأفساد المجتمع , فلا يعرفون المعايير الأخلاقية التى يجب أن تتصدر للمشاهدين , لتعديل المسار الأخلاقى , ولا يعلمون أن من مهامهم الأصلية والجوهرية صنع مجتمع قادر على العمل والعطاء دون أن يكون ساذجا بثقافاته المغلوطة, المطبوعة فى عقله , والتى لا يستطيع أن يغيرها بعد نقشها بالنار فى عقله أثر هذا الإعلام الفاسد , والذى يأتى الينا من الفسدة الذين لا يملكون أى ضمير .

لا يمكن إيجاد ديمقراطية فى بلادنا إذا ما لم نخضع التلفزيون والإعلاميين لمراقبة ما , أو لكى نتحدث أكثر تحديدا فإن الديمقراطية لا يمكن أن تعيش طويلا ما دامت سلطة التلفزيون لم تحجم , فالإعلامين فى بلادنا هم أنفسهم أعداء للديمقراطية الحقيقية , وليس لديهم وعى ولو بسيط بهذه السلطة , وعندما سيفهمون بحق ما هى مهمة التلفزيون الحقيقية فأنهم سيستخدمونه فى كل الحالات , وقتها لن نرتضى فى هذه اللحظة أى قيود فى بلادنا , ولهذا أطالب بأخضاع إعلامنا لعملية ضبط دقيقة تخدم المجتمع لا تكون سيفا على رقاب العباد فى مجتمعاتنا , حتى لا يتم أستغلال مصطلحات الديمقراطية وحرية الإعلام إستغلال خاطىء.

عموما كل الإعلامين فى مصر يعملون الآن لخدمة مصالحهم أو يعملون ضمن سرب لن يستطيعوا أن يغردوا بعيدا عنه , لأن فى مصر إعلامنا يحتاج الى الكثير والكثير , فكليات الإعلام فى مصر أعطت شهادات ولكنها لم تعطى الخبرة ولم تُعلم المهنية الحقيقية , وأصبحنا فى بلادنا مفتقدين الى المهنية والضمير الإعلامى .

إعلامنا فى مصر كله توفيق عكاشة !!
تابع موقع تحيا مصر علي