عاجل
الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

التهويل فى قدرات جيش "سالمان" يعيد للأذهان "حكاية صدام"

تحيا مصر

تأزم الموقف بين السعودية وايران سيكون له تداعيات خطيرة فى اليمن وسوريا ، باعتبارهما الميدان الأساسى للحرب بالوكالة بين الدولتين ، وما يزيد من خطورة عواقب تأزم الموقف من وجهة نظرى أن روسيا "بوتن" ليس من السهل عليها أن تتخلى عن إيران التى تنسق معها منذ سنوات فى سوريا للابقاء على الرئيس السورى بشار الأسد كجزء محورى فى أى معادلة لتسوية الأزمة السورية تسوية سياسية .

ومن المؤكد أن إدراك روسيا لهذا الخطر ، وإنعكاساته على علاقاتها بمصر والسعودية نفسها ، كان أحد أهم الأسباب التى التى دفعت الحكومة الروسية لعرض الوساطة بين الرياض وطهران لتسوية المشكلة عقب قطع السعودية للعلاقات مع إيران ، وهو الموقف الذى تبنته دول خليجية مثل الكويت .

ومما لاشك فيه أن تأزم الموقف لما هو أبعد من ذلك ، سيترتب عليه أن تكون اللعبة فى اليمن عبارة عن "مباراة صفرية" لا مجال فيها للسياسة والحلول الوسط ، وقد يتسبب ذلك فى تدخل إيران بشكل مباشر لانقاذ الحوثيين ، بما قد ينذر بحدوث مواجهة عسكرية بين الرياض وطهران ، سرعان ما تتحول إلى حرب إقليمية ، وهو نفس الشىء الذى ينسحب على الأزمة السورية .

وما أشبة الليلة بالبارحة ، ونحن نتابع تلك الأزمة وكأن التاريخ يعيد نفسه ، فبمجرد قطع السعودية لعلاقاتها مع إيران ، تسارعت شبكات إعلامية عالمية ، منها الـ " سى إن إن " فى نشر تقارير مفادها أن الجيش السعودى لديه القدرة على السيطرة على الأجواء الإيرانية فى ساعات معدودة ، على أساس أن الرياض ثالث عاصمة فى العالم من حيث الميزانية المخصصة للتسليح ، وأن السعودية كشرت عن أنيابها وقررت حسم الصراع السنى الشيعى لصالحها لتكون زعيمة العالم الإسلامى ، وكلها رسائل إعلامية أعتقد أن هدفها خبيث ، وتعيد إلى الأذهان ، تلك التقارير التى كانت تنشرها نفس تلك الشبكات الإعلامية عن جيش عراق صدام حسين الذى كان .

فتلك الشبكات هولت وبالغت من قبل وبشكل متعمد فى تقديرها لقوة جيش عراق صدام ، لهدف حققته الولايات فيما بعد ، على طريقتها التى شاهدناها ، وذلك الأمر يثير فى ذهنى تساؤلا مشروعا حول ما إذا كان هناك هدف يراد تحقيقه على المدى المتوسط أو المدى البعيد من جراء ذلك التهويل من قدرة الجيش السعودى ، وكأنه قادر على أن يحقق فى ساعة واحدة ما فشل فيه جيش عراق صدام فى 8 سنوات !


قد تكون الفكرة المخيفة التى تراودنى بعيدة عن الواقع فى نظر كثيرين ، إلا أننى أراها ليست بعيدة ، بل أراها قريبة ، و ما يجعلنى مصرا على موقفى فى هذا الشأن ، هو قناعتى بأن قوة وقدرة الجيوش لا تقاس بالسلاح والمعدات بقدر ما تقاس بالتجارب والخبرات والنجاحات فى ميادين المعارك ، وأعتقد أن تجربة عاصفة الحزم التى تغير إسمها من الحزم إلى الأمل فى اليمن لم تكتمل بعد للقياس عليها ، فضلا عن أن "اليمن -عبد ربه منصور هادى " تختلف تماما عن " إيران - حسن روحانى ".
تابع موقع تحيا مصر علي