عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

الحياة فى التواصل

تحيا مصر

اكتشاف سر النجاح ليس شيئا صعبا فكلما حسن تواصلك مع الاخرين كانت نوعية الحياة التي تحياها افضل ...

فنحن نستهلك المخزون العاطفي لدى الناس تماما كما نستهلك الهواء الذي نستنشقه والطعام الذي نتناوله ...
التواصل بين الناس يفتح امام الانسان آفاقا لا حصر لها فاذا احبك الناس فان عملية التعارف تصبح سهلة وتبقى العلاقة امامك تشكلها كما تريد , سواء كان ذلك في سبيل الحصول على وظيفة او الفوز بترقية او اتمام صفقة او انتزاع الحب والاعجاب من شخص ما او اسعاد جمهورك او تفادي الدخول في دائرة الشك في شخصك من قبل عائلة زوجك ..

الاخرون هم خير مساعد لك في الحياة فمن بين الاخرين من منحك الحياة من خلال عملية الولادة ، ومنهم من يطعمك ويكسبك ويمدك بالمال , ومنهم من يضحكك ويبكيك ويهون عليك مصاعب الحياة ويداويك ويستثمر لك مالك ويصلح لك سيارتك ويواريك الثرى عند الممات فنحن لا نستطيع ان نحيا بدون الاخرين , كما لا نستطيع ايضا ان نموت بدنهم .

التواصل بينك وبين الاخرين لا يعتمد على من تكون انت فقط !

فمعرفك بنفسك ومعرفتك في استحضار العقل والعاطفة لا يكفي احيانا بل لابد من معرفة الاخرين وسلوكهم وتصوراتهم اوجلستين فهو يفهمه ويعرف ميوله وفكره وخيالاته حتى لو لم يعش معه وبالتالي يعرف مفاتيح عقله واستراتيجياته في الاستجابة الاشياء والبعض الاخر قد يدرك مفتاح شخصية الاخرين لكنه يفشل في التواصل معه بالاسلوب والكلام والفكر .

التواصل بين البشر هو المسئول عن إحداث النمو على مستوى الفرد والتطور على مستوى المجتمع ككل , فنحن مدفوعون بالفطرة الى الاتحاد مع بعضنا البعض وتكوين مجموعات من الاصدقاء وانشاء المؤسسات والجمعيات التي لةلاها ماكنا نستطيع ممارسة انشطتنا الحياتية .

تتم عملية التواصل على اكمل وجه من خلال عقولنا وتفكيرنا فالعقل يستقبل المعلومات عن طريق الحواس ويبرمجها عن طريق ايجاد روابط بين الاشياء وبعضها ثم يرتقي الفكر بدوره عند تحقيق الفهم لتلك الروابط ويصل الى القمة عندما يكون قادرا على احداث روابط جديدة بين مختلف الاشياء .

عندما تقوم بعمل صداقات في العالم الخارجي فانت تنشئ صداقات في عالمك الداخلي وفي داخل عقلك وفكرك مما يجعلك دائما يقظ الفكر والوجدان قامت الدكتورة ليزا بيركمان من كلية هارفارد لعلوم الصحة بدراسة بمساعدت فريقها بالبحث على 7000 حالة تتراوح اعمارهم بين 35 و65 سنة على مدار 9 اعوام وقد اثبتت الدراسة ان الناس الذين يفتقرون الى الروابط الاجتماعية يكونون اكثر عرضة ثلاث مرات للاصابة بالامراض والموت بسييها عن اولئك الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية واسعة وهذا بصرف النظر عن الحالة الاجتماعية والاقتصادية والعادات الصحية المختلفة , مثل التدخين وادمان المشروبات الكحولية والبدانة والمهود الجسماني الشاق .

التواصل بين البشر هو الاساس الذي يقوم عليه المجتمع , فنحن دائما بحاجة الى الناس , كثير ما نحظى بالمساندة العاطفية من شخص اخر ,فنحن لسنا انظمة مغلقة لا تتفاعل الامع نفسها , ولكننا مفطورون على ان نتاثر بمن حولنا , فنحن نستهلك المخزون العاطفي لدى الناس تماما كما نستهلك الهواء الذي نستنشقه والطعام الذي نتناوله فاذا حرم الانسان من التفاعل الجسدي والعاطفي مع شخص آخر فسوف يذبل ويموت تماما كما لو كان قد حرم من الطعام , فتلك الحقيقة توضح لنا لماذا يصاب الاطفال اليتامى في الملاجئ بالامراض المختلفة ويعانون من الضعف العام على الرغم من انهم يتناولون ما يكفيهم من طعام ويلبسون ثيابا" جيدة , وكثيرا ما نسمع عن موت احد الازواج عقب وفاة الاخر ببضعة اشهر او حتى ببضعة اسابيع على الرغم من انه لايعاني من اي مشاكل صحية من الناحية الطبية , فالطعام والمأوى ليسا كافيين لاستمرار الحياة , ولكننا نحتاج لجانبهما الى بعضنا البعض والى الحب والتفاهم .
تابع موقع تحيا مصر علي