إنكار "يناير" له عواقب وخيمة على "يونيو"
ADVERTISEMENT
لم أتصور أبدا أن اجد برلمان بلدى على هذا الشكل والمضمون الذى رأيناه ، صحيح كنت أتوقع صورة ليست ناصعة البياض ، لكننى لم أتوقع أبدا أن تكون بهذه القتامة ، ولم أكن اتوقع أن أجد نائبا يتحدث عن منتقدى النواب من الاعلاميين بهذه الطريقة ، حيث وصفهم بـ "الصيع" ، وهددهم بضرب الجزمة ، وأنكر ثورة يناير برغم ان ديباجة الدستور تؤكد عليها ، ويبدو أن ما أبداه يروق لمهندسى اللعبة السياسية الذين أفسحوا المجال له ولأمثاله لدخول البرلمان .
ما حدث يستوجب على الرئيس السيسى وحكومته التقدم بمشروع قانون ، أو دعم أحد النواب للتقدم به لمجلس النواب ، لتجريم الإساءة إلى ثورة 25 يناير و30 يونية ، فهذا المقترح سيكشف خريطة مجلس النواب ، وسيعلم الشعب بواسطته من مع 25 يناير ومن ضدها ، وسيتحدد من خلال المناقشات بشأنه ماهية ثورة 30 يونيو ، مضادة لـ 25 يناير ، أم مكملة لها .
وربما يتهمنى أحد [أننى بهذا المقترح أسكب الزيت على النار ، وهذا إتهام باطل ، فأنا لم أبغ سوى المصلحة العامة ، فالتناسق والتواصل بين الثورتين فيهما استقرار للوطن والتنازع بينهما فيه عدم استقرار واشاعة للفوضى ، فالخناقات داخل برلمان الشعب حول ثورة 25 يناير تعمق الانقسام الشعبى خارجه ، بشكل يستفيد منه رافضو ثورة 30 يونيو ، وهم ليسو الاخوان فقط ، وإنما المتعصبون فى تأييدهم لمبارك ونجله جمال مبارك ، و تغريدات ومنشورات مواقع التواصل الاجتماعى خير شاهد على ذلك .
وبعيدا عن المقترح ، أود أن ألفت إنتباه الجميع إلى نقطة غاية فى الأهمية ، وهى أن فعاليات البرلمان سوف تكشف بوضوح الرأى الحقيقى لأغلبية نوابه فى ثورة 25 يناير ، فهى ثورة أهدافها معروفة للجميع ، ولا يختلف عليها سوى من ينكرها ويعاديها ويرى ان 30 يونيو ثورة مضادها لها ، بزريعة أنها كانت مؤامرة على مصر لها أطراف داخلية وخارجية .
لذا فإننى أرى أن كل حريص على ثورة 30 يونيو يجب أن يعمل فى إتجاه إحترام ثورة يناير وثوارها ، لأن عدم احترامها سيكون له عواقب وخيمة على الجميع ، وهذا ما أتمنى أن يدركه القائمون على أمر مؤسسات الحكم فى مصر.