عاجل
السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

"شاهندة مقلد".. ستة عقود من النضال السياسى

المناضلة شاهندة مقلد
المناضلة شاهندة مقلد

ماتت المناضلة اليسارية "شاهندة مقلد" صاحبة مسيرة النضال الطويل من اجل الفقراء فى مواجهة الاقطاع، ماتت بعد ان ذاقت مرارة السجن اكثر من مرة احدهما كانت فى حملة الاعتقالات الشهيرة مع مئات المثقفين في سبتمبر 1981، وكتب لها الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم آنذاك قصيدة "النيل" والذى قال فيها : "النيل عطشان يا صبايا.. يا شاهندة وخبرينا، يا أم الصوت الحزين، يا أم العيون جناين، يرمح فيها الهجين، إيش لون سجن القناطر، إيش لون السجانين، إيش لون الصحبة معاكي".

عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 كانت شاهندة من اهم الوجوه المتحمسة لتلك الثورة، رغم أنها كانت وقتها قد تجاوزت السبعين، إلا أنها عندما اشتمت رائحة الثورة، اشتد عودها وأصبحت أكثر صلابة، لتخرج للشباب لتقول لهم "إن الثورة ليست إلا بداية جديدة في طريق لن ينتهي، هذه الثورة ستولّد الرجل أو المرأة المناسبة التي يختارها الشعب لقيادة مصر الحرّة المتحررة".

هذه المرأة القوية وعلى الرغم من كل ما عاشته من إخفاقات سياسية ونكبات شخصية تركت آثارها العميقة عليها، إلا انها أصرت على أن تعيش حياتها في مقاومة الظلم الاجتماعي والاستغلال الاقتصادي والفروق الطبقية، إنها المناضلة الكبيرة شاهندة مقلد عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، والتى غيبها الموت الخميس الماضى 2 يونيو 2016 عن عمر يناهز ال 78 عاما، فظلت شاهندة مقلد شاهدًا على التاريخ، وفاعلة فيه منذ ثورة يوليو 1952، وحتى قيام ثورة الشباب فى 25 من يناير.

ولدت شاهندة مقلد بقرية "كمشيش" إحدى قرى محافظة المنوفية سنة 1938م لأب ضابط بوليسي وطني ذي ميول وفدية، عاشت الفتاة حياة طبيعية في ظل وضع اجتماعي عرف بالتفاوت الطبقي، غير أنها قرأت بشكل مبكر كتبا ذات طابع اشتراكي، وهو ما كان سببًا في التحول الفكري الأول في حياتها، ناضلت ضد تهرب إقطاعي كمشيش من قانون الإصلاح الزراعي الذي صدر في أعقاب ثورة يوليو، كانت "شاهندة" السيدة الوحيدة في محافظة المنوفية التي فازت في انتخابات الاتحاد القومي الذي أعلن عن تشكيله في منتصف عام 1959 ، ترملت في السابعة والعشرين من عمرها بعد مقتل زوجها "صلاح حسين" بالرصاص في 30 أبريل عام 1966 وترك لها زوجها الراحل ثلاثة أبناء أكبرهم في الثامنة.

انتقدت "مقلد" نظام مبارك، ونددت بعواقب زواج رأس المال بالسلطة، بل إنها عانت في السنوات الثلاثة الأخيرة قبيل ثورة يناير من حالة إحباط، إلى أن جاءت ثورة 25 يناير التي حررتها من عزلتها وسباتها ويأسها، ايضا كانت شاهندة مقلد من اشرس المهاجمين لحكم الإخوان، وتحديدًا بعد إصدار الإعلان الدستوري المكمل، إذ هبت رئيسة اتحاد الفلاحين وقتئذ ومجموعة من السيدات والفتيات إلى قصر الاتحادية، حيث يوجد الرئيس المعزول محمد مرسي، في مسيرة سلمية خالصة، لتتفاجأ باعتداء أحد الموالين لجماعة الإخوان عليها بتكميم فمها للسكوت عن الهتاف وهى في سن 75 عامًا.
تابع موقع تحيا مصر علي