عاجل
الأربعاء 17 أبريل 2024 الموافق 08 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

3 أسباب وراء تكريم إسرائيل لاسم الطبيب المصري محمد حلمي

تحيا مصر

استحوذ اسم الطبيب المصري الراحل محمد حلمي، على اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأيام الأخيرة على خلفية موافقة أسرته بعد إصرار ومحاولات إقناع من جانب إسرائيل دامت 4 سنوات، للحصول على شهادة تقدير من تل أبيب.

التقارير الإسرائيلية أكدت أن أسرة حلمي رفضت قبل 4 سنوات الحصول من إسرائيل على شهادة تعترف بأن حلمي "نصير أمم العالم"، واللافت في الأمر هو إصرار إسرائيل على منح الطبيب المصري الشهادة، مؤكدة أنها بذلت جهودًا جبارة لتحقيق هذا الهدف، والعائلة كانت ترفض الشهادة كونها تأتي من مؤسسة إسرائيلية وصهيونية، ونتيجة الجهود التي بذلتها المخرجة الوثائقية طاليا فينكل، وافق قريب الدكتور حلمي مؤخرا على تسلم الوسام باسمه، والسؤال المطروح ما دفع إسرائيل لمنح أسرة حلمي هذه الشهادة.

تأكيد حدوث المحرقة المزعومة
أولًا: الواقعة تعني بالنسبة لإسرائيل حدوث المحرقة المزعومة التي تدعي تل أبيب حسب روايتها، أن ألمانيا النازية أحرقت نحو ستة ملايين يهودي خلال الحرب العالمية الثانية.

وتقول إسرائيل إن حلمي الذي كان يعمل طبيبا في برلين النازية، وفر في 1942 للشابة اليهودية أنا بوروس ملاذًا أمنًا لها ولأسرتها وأنقذ حياتها وحياة أسرتها من النازية، على الرغم من تعرضه شخصيًا للملاحقة من قبل النازيين، وفي ذلك محاولة من إسرائيل لتأكيد أن ألمانيا النازية اضطهدت إسرائيل.

ومنح السفير الإسرائيلي، لدى ألمانيا، جيرمي يسسخاروف، منح الشهادة للدكتور ناصر قطبي، أحد أقارب حلمي، وذلك يوم الخميس الماضي في برلين، ولفتت التقارير الإسرائيلية إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يمنح فيها متحف "ياد فاشيم" الإسرائيلي الشهادة لشخصية عربية مسلمة.

الدعاية للصهيونية
إسرائيل استفادت من طرح هذه القضية في خدمة دعاية الصهيونية، لأن فكرة اضطهاد إسرائيل هي الحجة التي بنت عليها الصهيونية مزاعم العودة إلى أرض الميعاد، وعمل "بروباجاندا" على قصة الطبيب المصري هي دعاية صهيونية بلا شك سبقت مراسم تسليم الشهادة التي عقدت في مقر وزارة الخارجية الألمانية وليس في السفارة الإسرائيلية في برلين، لأن العائلة رفضت تلقي شهادة التقدير مباشرة من مؤسسة إسرائيلية.

الاستفادة من اسم مصر
إسرائيل تعشق اقتران اسمها بمصر ليس حبًا فيها، وإنما لإظهار نفسها أمام العالم أنها دولة محبة للسلام وخاصة مع الدولة التي وقعت معها اتفاقية كامب ديفيد، ورأت في قصة الطبيب المصري، محمد حلمي، فرصة لذلك.

ولد الطبيب المصري في عام 1901 لأبوين مصريين في السودان، وفي شبابه سافر إلى ألمانيا عام 1922 لدراسة الطب، واستقر في برلين، بعد أن أنهى دراسته عمل مساعدا في مستشفى على اسم‏‎ روبرت جوخ، وحظي فيه باعتراف كبير من مسئوليه‏‎.‎

لكنه سرعان ما فُصل عن عمله عام 1937 لأسباب عنصرية، بعد وصول النازيين إلى الحكم في ألمانيا، واعتقلته السلطات هناك، وتدخل الملك فاروق حاكم مصر حينها، وتوسط لدى هتلر للإفراج عنه، وبعدما انتهاء الحرب، بقي "حلمي" في برلين إلى أن توفي عام 1982.
تابع موقع تحيا مصر علي