عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

حرب إسرائيلية إيرانية من طرف واحد جنوب سوريا

تحيا مصر

يرى محللون وناشطون أن جنوب سوريا بات مسرحاً لحرب تخوضها إسرائيل ضد إيران، بعد أن شنت الأولى خلال الأيام الماضية غارات استهدفت قاعدة عسكرية إيرانية في منطقة الكسوة بريف دمشق، ومركزاً آخر ينشط فيه مقاتلون تابعون لطهران.

وأسفر الهجوم على قاعدة الكسوة الإيرانية عن مقتل 12 عنصراً إيرانياً من قوات الحرس الثوري، وفق معلومات نشرتها وسائل إعلام إيرانية على تطبيق تلغرام، لكن الحرس الثوري والسلطات الإيرانية لم يعلقوا حتى الآن على ذلك رسمياً، خصوصاً أن إيران دائماً ما تتكتم عن أخبار قتلاها في سوريا، في ظل تزايد الاستياء الشعبي والرفض الإقليمي والدولي للتدخل العسكري في سوريا وبقية البلدان العربية.

وشرعت إيران بالفترة الأخيرة في محاولة تثبيت نفسها بشكل أكبر في جنوب سوريا من خلال قاعدة في منطقة الكسوة يشرف عليها الحرس الثوري وتضم مقاتلين من الميليشيات الشيعية، علاوة على تأسيس لواء ينضوي تحته مقاتلون سوريون يتم تدريبهم من قبل ضباط إيرانيين في درعا، حسب الناشط الإعلامي في درعا يوسف الزعبي.

ويرى الزعبي أن المواجهة الإيرانية الإسرائيلية التي لطالما تم الحديث عنها، بدأت الآن من الطرف الإسرائيلي بعد سلسلة غارات شنت على مواقع يعلن أنها للنظام السوري، لكنها في الحقيقة تكون إيرانية، في وقت يستبعد فيه أي رد إيراني على الهجمات، تخوفاً من استفزاز إسرائيل وتزايد حجم الضغط على قواتها.

يشار إلى أنه مساء أمس الإثنين، شن الطيران الإسرائيلي غارة جوية على قرية جمرايا، في منطقة قدسيا بمحافظة ريف دمشق جنوبي سوريا، ودمر مركزاً للبحوث العلمية يعتقد أن إيران تشرف على عمليات داخله.

وذكرت وسائل إعلام سورية تابعة للنظام، أن الدفاعات الجوية السورية تصدت للصواريخ وأسقطت ثلاثة منها، مبينة أن الصواريخ أرض جو تم إطلاقها من مطار المزة العسكري.

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية عامر ملحم أن الأيام القادمة ستكون محملة بالمزيد من الأحداث والهجوم الإسرائيلي على كل منشآت إيران في سوريا، سعياً لمنعها من تثبيت نفسها ولتوجيه رسالة سياسية واضحة، تؤكد أن تل أبيب لن تسمح بإنشاء قاعدة عسكرية إيرانية دائمة في الأراضي السورية.

ويعتبر ملحم أن إسرائيل الآن لم تعد تكتفي برسائل التهديد بل انتقلت الى مرحلة التنفيذ، وأن أي تواجد إيراني مستقر في سوريا سيكون ثمنه غالياً وسيتم ردعه بشكل مباشر.

وأشار ملحم إلى أن الحلم الإيراني القديم بإنشاء ممر بري من طهران إلى لبنان عبر العراق وسوريا، لن يكون أمراً سهلاً ولن تقبل به إسرائيل على وجه الخصوص.

ويؤيد المحلل العسكري الأردني اللواء المتقاعد فايز الدويري مع ملحم، بأن ضربات إسرائيل هي تنفيذ للتهديدات بأن تل أبيب لن تسمح بوجود إيراني طويل الأمد في سوريا، مؤكداً أن الغارات الأولى استهدفت قاعدة إيرانية قيد الإنشاء.

وحول ردة الفعل الإيرانية المتوقعة، اعتبر الدويري أن ردة الفعل ليس مقصوداً بها إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وإنما الاستمرار بإنشاء القواعد ومواصلة محاولات تثبيت نفسها في سوريا، وهو ما سيدفع إسرائيل إلى مواصلة غاراتها، على حد قوله.

وعن ارتدادات الضربات الأخيرة، قال الدويري، إن طبيعة التطورات المقبلة يعتمد على رد فعل إيران.

ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت إسرائيل مرات عديدة أهدافاً سورية أو أخرى لميليشيات حزب الله في سوريا.
تابع موقع تحيا مصر علي