عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

قصة حب بين مواطن عربي ومراهقة تشعل حربًا سياسية بألمانيا

تحيا مصر

تحولت قصة حب جمعت بين مراهقة صغيرة ولاجئ سوري شاب، إلى قضية سياسية فجَّرت خلافات وتجاذبات وجدلًا واسعًا في ألمانيا.

وتصاعدت خلال الأيام القليلة الماضية، حالة من الغضب غير المسبوق في الأوساط السياسية والبرلمانية في بلد أنجيلا ميركل، وبخاصة في صفوف المعارضة اليمينية المعادية للأجانب واللاجئين، وفي مقدمتهم العرب والمسلمون، إثر انكشاف معلومات حاسمة تتعلق بقصة الارتباط العاطفي الذي جمع فتاة ألمانية صغيرة تدعى مالفينا، ولاجئ سوري قادم من حلب؛ هو ضياء.

وكشفت عدة مواقع إخبارية في ألمانيا والنمسا -منها موقع "كرونه" النمساوي الشهير- أن العلاقة التي تجمع المراهقة واللاجئ، غير جائزة قانونًا، على أساس تفاوت أعمارهما.

وكانت قناة "كيكا" الألمانية للأطفال، عرضت نهاية العام الماضي، فيلمًا وثائقيًّا عن علاقة الحب بين مالفينا وضياء. وقد ورد في المنتج المصور معلومات غير حقيقية؛ لعل أبرزها إشارة صانعي العمل إلى تقارب سنهما؛ حيث تبلغ الفتاة 16 عامًا، فيما زعم أن عمر اللاجئ لا يزيد عن 17 عامًا.

غير أن الانتقادات تصاعدت من جانب المشاهدين، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وكذا على وقع تدقيق أجرته عدد من الهيئات والأحزاب والمؤسسات المعنية -وعلى رأسها الحزب اليميني "البديل من أجل ألمانيا"- وفق هيئة الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله"؛ ما دفع القناة التلفزيونية إلى الاعتراف بعمر اللاجئ الحقيقي، وهو 19 عامًا، قبل أن تقدم اعتذارًا إلى الجمهور، مبررةً فعلتها بأنها "خطأ غير مقصود".

غير أن الاعتذار لم يُجْدِ نفعًا، وفق موقع "أوستاريش 24" النمساوي؛ إذ إن القانون الألماني يمنع إقامة أي علاقات بين بالغين ومراهقين، وهو ما ينطبق على ضياء ومالفينا، وبخاصة أن قصة حبهما تعود إلى نحو 14 شهرًا ماضية؛ أي أن المراهقة الألمانية كانت في أواخر عامها الرابع عشر حينما ارتبطت بشخص بالغ.

وزايد أعضاء "البديل من أجل ألمانيا" على القصة، واستخدموها لضرب اللاجئين والنيل من العرب والمسلمين. ونقل موقع صحيفة "بيلد" الألمانية الشهيرة، عن تغريدة لعضو البرلمان (البوندستاج) عن الحزب اليميني المتطرف "ديرك سبانيل"؛ أن الفيلم الذي صنعته قناة "كيكا" عن المراهقة والشاب "يمثل استغلالًا غير مسؤول لصغار المشاهدين"، وتابع أنه "دعاية خطيرة لا تطاق من جانب الإعلام الداعم للدولة"، في إشارة إلى تعاطف وسائل "الميديا" مع سياسة ميركل المسانِدة للاجئين.

وذكَّر سبانيل الألمان بواقعة مقتل مراهقة ألمانية لم تتجاوز الخامسة عشرة من عمرها طعنًا بالسكين ليلة عيد الميلاد الماضية، عل يد "صديقها" اللاجئ الأفغاني الذي يساويها في العمر أيضًا.

كما تصاعد الجدل السياسي الاجتماعي، من جراء ما تناوله فيلم قناة "كيكا" على لسان المراهقة مالفينا، من إجبار ضياء إياها على ارتداء ملابس طويلة، وتصريح والدتها بمخاوفها الجمَّة من أن يتطور الأمر إلى تشدُّد وتطرُّف، وبخاصة في ظل اختلاف العقيدة بين ابنتها وحبيبها.

وتنظر دوائر قانونية حقوقية وحزبية ومستقلة بألمانيا، في إمكانية محاكمة اللاجئ وقناة كيكا واتهامهما بتزوير عمر الأول، وكذا اتهامهما على أساس تجريم الارتباط بين بالغين وقُصَّر.
تابع موقع تحيا مصر علي