عاجل
الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

الأكراد ينسحبون من محاربة داعش بسبب تركيا.. جهود أمريكا لتهدئة تركيا فشلت.. قوات سوريا الديمقراطية سوف تنتقل إلى مدينة عفرين لقتال تركيا.. وتقرير في واشنطن بوست يحذر من عودة داعش.. و"منبج" تدخل الخطة

تحيا مصر

لفتت ليز سلي، مراسلة صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إلى إعلان القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة في شمال سوريا يوم الأربعاء انسحابها من الخطوط الأمامية للحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، وذلك من أجل محاربة تركيا، حليفة الولايات المتحدة والناتو، في أماكن أخرى في البلاد، الأمر الذي ينذر بمواجهة مباشرة بين اثنين من حلفاء الولايات المتحدة.

ويشير التقرير إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تسحب مقاتليها من الخطوط الأمامية بمحافظة دير الزور حيث المعركة العنيفة في أحد الجيوب على الضفة الشرقية لنهر الفرات مع مقاتلي داعش ومن بينهم كبار قادة التنظيم الإرهابي الذين فروا العام الماضي من الموصل في العراق والرقة في سوريا.

أزمة في العلاقات الأمريكية- التركية
ويأتي هذا التحرك، بحسب تقرير واشنطن بوست، بعد الجهود المبذولة من إدارة ترامب لتهدئة الغضب التركي إزاء التقارب بين الجيش الأمريكي والقوات الكردية السورية التي لعبت دوراً أساسياً في استعادة مساحات شاسعة من الأراضي التي استولى عليها داعش خلال السنوات الثلاث الماضية بما في ذلك الرقة عاصمة خلافة داعش المزعومة.

وينقل التقرير عن البيان الصادر عن قوات سوريا الديمقراطية التي دربتها الولايات المتحدة وسلحتها أن القوات سوف تنتقل إلى منطقة عفرين الخاضعة للسيطرة الكردية في شمال غرب سوريا لمواجهة الهجوم التركي الذي استمر ستة أسابيع وتسبب بقتل مئات المدنيين وتشريد أكثر من 10 ألاف شخص، وكذلك أدى إلى تفاقم واحدة من أسوأ الأزمات في العلاقات الأمريكية التركية منذ عقود.

إحباط الأكراد
وأضاف البيان أن القوات الكردية اضطرت إلى اتخاذ هذا "القرار المؤلم" بسحب المقاتلين (ما بين 1500 و 1700 مقاتل) من المعركة في دير الزور نتيجة فشل المجتمع الدولي في كبح العدوان التركي والضغط على حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لوقف اعتدائها داخل الحدود السورية. ويعكس قرار الأكراد أيضاً، بحسب التقرير، إحباطهم الشديد من تخلى الولايات المتحدة عنهم وعدم مساعدتهم في الحرب ضد القوات التركية في عفرين رغم الشراكة الطويلة مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في محاربة داعش.

ويحذر التقرير من أن داعش بدأ خلال الأشهر الأخيرة في إعادة تنظيم صفوفه، وانسحاب الأكراد من المعركة ينذر بحصول التنظيم على فرصة للانتعاش والعودة إلى الحياة من جديد وربما التوسع في الاستيلاء على الأراضي مرة أخرى. وكان الجيش الأمريكي أعلن أن العمليات العسكرية ضد داعش باتت بطيئة ولكنها لم تتوقف تماماً، كما حذر أيضاً من أن الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية قد يتعرض للخطر بسبب الانسحاب من القتال.

تعقيدات متزايدة
ويرى تقرير "واشنطن بوست" أن انسحاب قوات سوريا الديمقراطية يبرز التعقيدات المتزايدة للتدخل الأمريكي في سوريا وبخاصة في ظل تراجع محاربة داعش، وهذا يعني أن قرابة 2000 جندي أمريكي يسيطرون فعلياً على منطقة شاسعة في شمال شرق سوريا بجانب القوات التي يسيطر عليها الأكراد الذين تبغضهم تركيا.

وترتبط الجماعات الكردية السورية التي تهيمن على قوات سوريا الديمقراطية بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره تركيا والولايات المتحدة "منظمة إرهابية". وخلال السنوات الثلاث الماضية أعربت تركيا عن خيبة أملها إزاء الدعم الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل العنصر الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية، ووصفتها تقارير المخابرات الأمريكية بأنها الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.

إسترضاء تركيا
واستهدفت زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى أنقرة الشهر الماضي تهدئة المخاوف التركية. وقد ووصف تركيا بأنها "حليف دائم" للولايات المتحدة، ومن المقرر عقد اجتماع في واشنطن يوم الخميس المقبل لوضع آلية لتخفيف سيطرة وحدات الشعب الكردية في شمال شرق سوريا. وبحسب تقرير "واشنطن بوست"،سيناقش في الاجتماع مصير منبج، وهي بلدة ذات أغلبية عربية في شمال سوريا تقع الآن تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وذلك رغم الوعود التي قطعتها إدارة أوباما لتركيا من قبل بأن القوات الكردية سوف تنسحب منها بعد إطاحة بداعش.

ويرى المحللون أن بيان انسحاب القوات الكردية من محاربة داعش يأتي قبل المحادثات الأمريكية التركية من أجل الضغط على الولايات المتحدة لعدم تسليم منبج إلى تركيا. وعلاوة على ذلك، يعكس تخلي إدارة ترامب عن الأكراد في سبيل استعادة الثقة مع تركيا مدى تعقيدات الحرب التي تورطت فيها الولايات المتحدة في تحالفات مع العديد من الجماعات المسلحة المتقاتلة في سوريا والعراق.

انقسام إدارة ترامب
وبحسب آرون شتاين من "أتلانتيك كاونسيل"، فإن النزاع الكردي التركي يسبق الحرب ضد داعش بعقود، ولكن الولايات المتحدة باتت الآن في "موقف مستحيل"؛ إذ تحاول إدارة الحرب في سوريا ضد داعش وفي الوقت نفسه التعامل مع حليفين بينهما عداوة ولا يمكن التوفيق بينهما، ولا تزال الولايات المتحدة ترفض الاعتراف بأنها تواجه إشكالية كبرى في هذا الأمر، وبخاصة لأن إدارة ترامب منقسمة بين إصلاح العلاقات مع تركيا والاستمرار في دعم الأكراد، ويفضل الجيش الأمريكي الحلفاء الأكراد الذين يقاتلون داعش إلى جانبه بينما تضع وزارة الخارجية الأمريكية في حسبانها أهمية تركيا بالنسبة إلى علاقات الولايات المتحدة مع الناتو والتوترات مع روسيا، و"لا تزال الولايات المتحدة عالقة في ذلك ولن يسفر الأمر عن نتائج جيدة" على حد تعبير شتاين.
تابع موقع تحيا مصر علي