عاجل
السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

"خبير طاقة" يوضح أسباب تنازلات قطر لإيران في حقل الشمال للغاز

تحيا مصر

أوضح المستشار في شؤون الطاقة وتسويق النفط، مدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابقًا، الدكتور فيصل مرزا، لـ"عاجل" اليوم الجمعة، أن قطر قدمت تنازلات كبيرة للجانب الإيراني لزيادة حصته من حقل الغاز المشترك بينهما "حقل الشمال".

وأضاف، أنه ينبغي أن تكون قطر قلقة بشأن ارتفاع إنتاج إيران من الحقل المشترك، على الرغم من أنها أوقفت الاستثمارات في هذ الحقل منذ عام 2005؛ للحفاظ على الاحتياطيات المحلية لأطول فترة ممكنة؛ لكن ما حدث كان العكس تمامًا؛ حيث تضاعف الإنتاج الإيراني.

وأشار إلى أن انقلاب الحصص بين البلدين، إما بموجب صفقة بين قطر وإيران، أو تنازلات صارخة من الدوحة، التي يعتمد اقتصادها على تصدير الغاز، وسبقت إيران ببناء البنية التحتية والخدمات اللوجيستية للتصدير خلال تسعينيات القرن الماضي؛ لتطوير مشروع للغاز الطبيعي المسال للتصدير.

وتساءل: بغض النظر عن أفضلية الاحتياطات لقطر التي سبقت إيران بالاستثمارات في حقل الشمال بمراحل كثيرة جدًا، وكانت حتى الأمس القريب تتسابق مع إيران لاستخراج الغاز من هذا الحقل؛ لتحقيق مكاسب اقتصادية، فإنها استخرجت ما لا يقل عن ضعف ما استخرجته إيران من هذا الحقل، فلماذا تقدم كل هذه التنازلات الآن؟!

وأجاب بأن قطر كانت قلقة بشأن تطوير الحقل لدراسة تأثير الإنتاج السريع على الاحتياطي، في حين يتعرض السوق العالمي للغاز الطبيعي المسال لتغيرات هائلة من زيادة المعروض والإمدادات الكبيرة القادمة من أمريكا وأستراليا.

وأضاف أن الجميع كان يتوقع أن أي معاهدة لاقتسام الغاز بين قطر وإيران، ستؤدى إلى صدام بينهما؛ لأنه من المفترض أن تدافع قطر عن أولويتها في هذا الحقل العملاق والذي سبقت استثماراتها فيه إيران بمراحل كبيرة؛ لكن ما حدث كان عكس ذلك؛ حيث فوجئنا بقطر وهي تقدم تنازلات صارخة لإيران، وتقف موقف المتفرج بشأن تأخر استثمارات توسيع البنية التحتية؛ لكي تفتح المجال لإيران في زيادة إنتاجها من الغاز من حقل الشمال المشترك!

وتابع: إن هذا التصالح الإيراني- القطري ليس جديدًا؛ لكنه ظهر مؤخرًا إلى العلن، وكان موجودًا من قبل ولكن في السر، ويعمل على تقوية الاستراتيجيات المشتركة بين البلدين في دعم الإرهاب وإثارة الفوضى في المنطقة!

وقال إنه من المخجل أن تتباهى إيران بتفوقها على قطر في إنتاج الغاز، وتصرح بأنها "سنتخطاهم قريبًا!"؛ لأنه في السّابق كان إنتاج قطر من حقل الغاز المشترك يفوق إنتاج إيران بكثير؛ لكن اليوم وصل إنتاج ايران إلى مستوى متقارب بعد إطلاق منصات إنتاج جديدة، في الوقت الذي كان من المفترض أن تبدأ قطر في تطوير حقل غاز الشمال الذي يضم أغلبية غازها الطبيعي، من أجل الحفاظ على قدرتها التنافسية والاستحواذ على حصة أكبر من أسواق الغاز خلال السنوات المقبلة.

وأضاف، أن صادرات الغاز القطري كلها من حقل واحد فقط، وهو الحقل الذي تشترك فيه مع إيران ويعد أكبر حقل للغاز في العالم (حقل جنوب بارس في إيران، والشمال في قطر)، وتضم احتياطاته أكثر من 51 تريليون متر مكعب من الغاز، وتبلغ مساحته نحو 9700 كيلومتر مربع، منها 6000 كيلومتر في مياه قطر الإقليمية، و3700 كيلومتر في المياه الإقليمية الإيرانية، وبذلك فإن نحو ثلثي احتياطي هذا الحقل يقع في مياه قطر الإقليمية.

وأوضح، أن قطر هي أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، أما إيران فلن يكون لديها الكثير من الغاز للتصدير؛ لأنها بحاجة لمعظم الإنتاج الجديد محليًا! حيث يبلغ عدد سكانها نحو 80 مليون نسمة، وهي رابع أكبر سوق للغاز الطبيعي بعد أمريكا وروسيا والصين، ويذهب نصف الغاز المنتج إلى المنازل والباقي لتوليد الطاقة والاستخدام في الصناعة، وبالتالي فإن أي انتاج جديد بالكاد يتمكن من مواكبة الزيادة المطردة في الطلب، ولو استمرت إيران على نفس الوتيرة في ارتفاع الإنتاج، فإنها ستستهلك معظم الغاز الذي تنتجه حتى عام 2025 على أقل تقدير، ولكن يظل الدافع الإيراني لإنتاج المزيد من الغاز هو إعادة حقنه في حقول النفط المشتركة مع العراق لتعظيم إنتاجها.

وأشار إلى أنه بعد تأثر صادرات قطر من الغاز بالمنافسة الشرسة من صعود صادرات الغاز الصخري الأمريكي والغاز الأسترالي، وتلاشي صادرات قطر من الغاز الطبيعي إلى أمريكا، ركزت الدوحة على أسواق آسيا، واستجابت بسرعة لتعزيز الإمدادات لليابان بعد حادث فوكوشيما النووي عام 2011، واستفادت من أسعار الغاز المرتفعة خلال أعوام 2011 إلى 2014.
تابع موقع تحيا مصر علي