عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

وسط غموض سياسي.. حكومة افتراضية تُطيح بأويحيى في الجزائر

تحيا مصر

تعيش الساحة الجزائرية، منذ أمس الأربعاء، أجواءً مشحونةً وسط أنباء عن عزل رئيس الوزراء أحمد أويحيى، وتغييرات عميقة على الحكومة المُعينة منذ 7 أشهر، دون أن تدلي رئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء بأي نفي لهذه التسريبات.

وسارت منابر إعلامية محسوبة على السلطة، على وتر الترويج للتشكيل الوزاري الجديد، في وقت يُشارك فيه أحمد أويحيى بالقمة الاستثنائية لقادة الاتحاد الأفريقي في كيغالي برواندا.

حكومة ظل
واعتبرت أوساط محلية تداول التسريبات على نطاقٍ واسعٍ محاولة من جهة عليا للضغط على رئيس الوزراء الذي يقود حزب التجمع الوطني الديمقراطي.

ولم يستبعد سياسيون من قطب الموالاة أن “تكون العملية قد جرى تدبيرها بمباركة جناح في الرئاسة، على خلفية أن الأسماء المتداولة في المواقع الافتراضية، مقربة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة“، خاصة أنه تمّ تمريرها في شريط “الأخبار العاجلة” على شاشة قناة محلية.

ونصّبت الحكومة الافتراضية وزير العدل، الطيب لوح، خليفة لأويحيى، ونافسه على المنصب وزير الداخلية نور الدين بدوي، بيدَ أن تسريبات أخرى عينته مديرًا لديوان الرئاسة الشاغر منذ شهور، بينما تحدثت الأنباء عن ترقية قائد أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، وزيرًا للدفاع.

إرباك

وتسبب التغيير الحكومي “المؤجّل” في إلغاء نشاطات رسمية، كانت مُبرمجة يوم أمس الأربعاء، مثل تخلّف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي (من حزب أويحيى) عن افتتاح المهرجان السينمائي المتوسطي بمدينة عنابة، وكذلك أُلغيت زيارات ميدانية لوزراء آخرين.

وتعودت السلطات الجزائرية على اعتماد تسريبات عشية كل تغيير وزاري، وبعد ساعات أو أيّام، تكتفي الرئاسة بتأكيد ذلك في بيان مقتصب، تنشره في وكالة الأنباء الرسمية، وفي حالاتٍ نادرة جدًّا تتراجع مصالح بوتفليقة عن قرارات جرى تسريبها.

وبشأن مصير أويحيى، قالت مصادر جزائرية إن “جهة عليا في الدولة تحسست من خطواته في توطيد شبكة علاقاته برجال المال السياسي، وربطت ذلك بقرب الانتخابات الرئاسية المقررة في ربيع 2019”.

وتابعت أن ذلك “دفع بمحيط الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة إلى تحريك زعيم الحزب الحاكم لجرّ أويحيى إلى ساحة المواجهة الإعلامية والشعبية ضمن حملة مركزة ومكثفة تنتهي بعزلة من رئاسة الوزراء”.

ويُرشح مراقبون أحمد أويحيى للعب دور محوري في المرحلة المقبلة ، والتي من أبرز سماتها التحضير لخلافة عبد العزيز بوتفليقة، المصاب بجلطة دماغية منذ 2013.

ويواجه بوتفليقة منذ ذلك الحين متاعب صحية دفعت بمعارضيه إلى المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة بمبرر “شغور منصب الرئاسة”.

أويحيى.. أي دور؟

يعدّ أويحيى من أبرز الساسة المتغلغلين في سرايا الحكم بالبلاد على مدار 3 عقود من الزمن، وظلّت شخصيته محاطة بالغموض كما علاقته بصناع القرار، وبينهم صقور المؤسسة العسكرية ورجال المال السياسي والمحيط الرئاسي.

واللافت أنه ما إن يغادر الحكومة حتى يعود إليها رئيسًا للوزراء أو وزيرًا لحقيبة سيادية، وقد حدث ذلك 4 مرات حين قاد الحكومة الأولى من كانون الأول/ديسمبر 1995 لغاية 15 كانون الأول/ديسمبر 1998.

وعيّنه بوتفليقة بين أيار/مايو 2003 وأيار/مايو 2006 رئيسًا للحكومة، ثم أقيل منها، وعاد إليها في حزيران/يونيو 2008 ولغاية 17 أيلول/سبتمر 2013.

وعُيّن لاحقًا مديرًا للقصر الرئاسي من ربيع 2014 حتى صيف 2017، فرئيسًا للحكومة الحالية منذ 15 آب/أغسطس 2018.

جدل محتدم
وتشهد الجزائر منذ أسابيع جدلًا واسعًا بشأن مستقبل بوتفليقة في قيادة الدولة، وسط تضارب تصريحات مؤيديه بين داعٍ لترشيحه إلى ولاية خامسة يغلق بها 25 عامًا من الحكم الذي وصل إليه في أبريل 1999، ومتريث في تجديد الولاء له.

وبالجهة المقابلة، تنظر قوى المعارضة الجزائرية بارتياب إلى انتخابات الرئاسة المقبلة، في وقتٍ خفتت فيه الأصوات المطالبة بتنحي بوتفليقة وتحرير المناخ السياسي أمام أحزاب وشخصيات وطنية.

وقد يكون ذلك سببه حرب الزعامات بين قادة التيار الإسلامي والانقسامات المرتبطة بقضايا أيديولوجية بين كبار المعارضين.
تابع موقع تحيا مصر علي