عاجل
الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

مستشار سابق بالجيش الأمريكي: قطر احتاجت إلى تحسين صورتها رغم احتفاظ واشنطن بقاعدة عسكرية هناك.. إدارة ترامب قلقة من توجّه الدوحة صوب المدار السياسي والاقتصادي لإيران.. وقطر ضعيفة أكثر مما تتخيل

تحيا مصر

كتب المستشار السابق لدى الجيش الأمريكي براد باتي في مجموعة الدراسات الأمنية عن الرهانات الخاطئة لدى القطريين بالتقرب من الإيرانيين، مشيراً إلى أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. لكنّ الكاتب يبرز تقريراً لصحيفة نيويورك تايمس الأمريكية يظهر الجهد المكثف والمكلف الذي بذلته قطر على جماعات الضغط من أجل تحسين صورتها في الولايات المتحدة.

ويرى الكاتب أنّ قطر احتاجت إلى تحسين تلك الصورة على الرغم من أنّ واشنطن تحتفظ بقاعدة عسكرية كبيرة هناك. وكان باتي قد أكد السنة الماضية أنّ انتقاد ترامب لقطر بسبب دعمها للإرهاب هو خطوة صحيحة. فقد اعتمدت قطر طويلاً سياسة مزدوجة لتفادي إمّا غضب الأمريكيين وإمّا غضب المجموعات الإرهابية.

قلق أمريكي خليجي
إنّ قدرة قطر على التوسط بين الولايات المتحدة وحركة طالبان تظهر أنّ لدى قطر علاقات مع كلا الطرفين. يرى باتي أنّ القدرة على التوسط هي إلى حدّ ما مفيدة في الديبلوماسية، لذلك ومن بين غالبية المؤسسات الأمريكية، برز الدفاع الأقوى عن الموقف القطري الغريب في وزارة الخارجية. لكنّ القلق الكبير لدى جيران الدوحة هو إزاء تقرّب الأخيرة من إيران كما كتبت صحيفة الوول ستريت جورنال الأمريكية. تسعى إدارة ترامب لحل الخلاف الديبلوماسي بين قطر وجيرانها الخليجيين لكنّ قلق الإدارة قد تزايد بسبب توجّه الدوحة صوب المدار السياسي والاقتصادي لإيران كما يقول مسؤولون أمريكيون.

رفض خليجي شديد
يضيف باتي أنّ تغيّراً كهذا سيشكل بالنسبة للمسؤولين الأمريكيين تهديداً محتملاً للأمن القومي الأمريكي بما أنّ إيران تتحدّى واشنطن وحلفاءها الشرق أوسطيين في المنطقة، وسيرفع هذا التغير أيضاً من حدة الخلاف الخليجي. هذا التقرب من إيران يمثل خطراً جدياً على سياسة أمريكا الخارجية كما كتبت مجموعة الدراسات الأمنيّة السنة الماضية. وفي حين كان ترامب يستقبل مؤخراً الأمير القطري، كان بعض من المسؤولين القطريين في إيران للتفاوض حول اتفاقات اقتصادية جديدة. إنّ زملاء الدوحة في مجلس التعاون الخليجي يرفضون بشدة التقرب القطري من إيران. لقد بنت طهران قدراتها البحرية والبالستية لتتمتع بالقدرة على إقفال الخليج العربي الذي قد يقطع الشريان الاقتصادي لجميع دول مجلس التعاون تقريباً. لذلك فإنّ توجه قطر باتجاه إيران سيؤشر إلى قلة وفاء بالنسبة لباقي أعضاء مجلس التعاون.

الدوحة أضعف ممّا تتخيل
وأشار الكاتب إلى الخبر الذي أوردته صحيفة غلف نيوز الإماراتية الأسبوع الماضي حول المشروع الطموح لحفر قناة مائية سياحية وتجارية على امتداد الحدود بين السعودية وقطر والتي تمتد حوالي 60 كيلومتراً. وقد يبدأ هذا المشروع في وقت أبكر من المتوقع. ويشرح باتي هذا التطور بأنّه حثّ للقطريين على تحسين علاقاتهم مع السعوديين. إنّ الدوحة في موقف أضعف ممّا يمكن أن تتخيله. فالإيرانيون ليسوا الوحيدين القادرين على إقفال الخليج العربي ومضيق هرمز الذي يبلغ عرضه حوالي 50 كيلومتراً. دول مجلس التعاون قادرة هي الأخرى على إقفاله كما يمكن للسعودية أن تعزل قطر برّاً.

لن يرضى الرباعي قبل إيقاف ازدواجيتها
يضاف إلى ذلك أنّ الاقتصاد الإيراني الذي تربط قطر نفسها به يضعف تدريجياً. لقد كان هنالك هروب رساميل ضخمة من إيران خلال الأسابيع الأخيرة. وفشلت إيران سريعاً في توحيد سعر الصرف الرسمي للعملة وسعرها في السوق المفتوحة بعدما هرع الإيرانيون لتحويل أموالهم من العملة المحلية إلى الدولار. وينقل الكاتب عن مصار خاصة قولها إنّ مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يناقشون الانهيار المالي بغضب.

تحاول الإدارة الأمريكية أن تعرض على القطريين مخرجاً للأزمة، لكنّ حلفاء واشنطن الإقليميين لن يكونوا راضين إذا استمرت قطر في لعبتها المزدوجة. إنّ إنهاء دعمها للمنظمات الإرهابية هو جزء واحد فقط من المطلوب لأجل إرضاء باقي دول مجلس التعاون الخليجي. سيكون على قطر أيضاً إيقاف لعبتها المزدوجة بين إيران والغرب.
تابع موقع تحيا مصر علي