عاجل
السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

لماذا لا يهاجم الإرهاب إيطاليا؟.. قوى الأمن الإيطالية في اعتقال عدد كبير من الإرهابيين قبل تنفيذ أي هجوم.. خبرة عشرات السنين في مكافحة الجريمة المنظمة أنقذت الدولة الأوروبية.. و المؤسسات القضائية داعم

تحيا مصر

لم يهاجم جهاديو القاعدة أو تنظيم داعش إيطاليا، كما فعلوا في دول أوروبية عدة. ويبدو أن لتلك الظاهرة مسبباتها، في رأي آنا موميميغليانو، الصحفية العاملة من ميلانو، لأن الوضع في إيطاليا مختلف عن الدول المجاورة.

وتلفت موميميغليانو لما جرى قبل أسبوع في نابولي، عندما قبض على طالب لجوء من غامبيا، بعدما اطلعت الشرطة المحلية على فيديو يُوزع عبر تيلغرام، يتعهد فيه بالولاء لتنظيم داعش. كما أشير إلى بحثه احتمال تنفيذ هجوم بواسطة شاحنة على التراب الإيطالي.

أحدث دليل
وحسب كاتبة المقال، مثلت الحادثة أحدث دليل على أن إيطاليا أصبحت موطناً لعدد كبير من الجهاديين. ولكن الواقعة طرحت أيضاً تساؤلاً عن شيء غامض، في رأي عدد من المحللين: كيف أمكن لإيطاليا، خلافاً لمعظم دول غرب أوروبا، ومنها فرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، وبريطانيا، تجنب هجوم إرهابي؟.

تفاخر
وحسب موميميغليانو، يميل معظم الإيطاليين للإشادة برجال شرطتهم باعتبارهم أكفأ من نظرائهم في أوروبا الغربية في محاربة الإرهاب. ولكن الحقيقة أكثر تعقيداً، ولا تدعو إلى هذا الشكل من التفاخر.

وفي الواقع، تنجح قوى الأمن الإيطالية في اعتقال عدد كبير من الجهاديين قبل تنفيذ أي هجوم. وحسب أرقام قدمها معهد الدراسات الدولية السياسية في ميلانو ISPI طرد، في الشهرين الأولين من 2018، ما لا يقل عن 27 مقيماً من إيطاليا بعد الاشتباه في قيامهم بنشاطات إرهابية.

وبين نهاية مارس وأوائل أبريل، نفذ ديغوس، قسم مكافحة الإرهاب في الشرطة الإيطالية، غارات واعتقالات، وهاجمت الشرطة ما وصف بأنه "وكر لتزوير وثائق"، في نابولي.

وقالت السلطات إن تلك الوثائق المزورة تعطى لأعضاء في داعش منتشرين عبر أوروبا.

خبرة سنين
ويعزو بعض المحللين تلك الإنجازات إلى خبرة اكتسبتها قوى الأمن الإيطالية، طوال عشرات السنين من تعاملها مع الجريمة المنظمة وتنظيمات إرهابية محلية، وكان من أشهرها الألوية الحمراء الشيوعية، والجناح اليميني NAR.

ووصفت مجلة "إيكونوميست" تلك الإنجازات بعبارة "تأثير المافيا". فقد واجهت وكالات الاستخبارات والشرطة الإيطالية، بين نهاية الستينات وأوائل الثمانينات موجة عنف سياسي، أكسبتها خبرات مفيدة في مراقبة الجريمة المنظمة والمنظمات الإرهابية.

قوانين تنصت
وحسب آرتونو فارفيللي، باحث بارز لدى ISPI ، تسهل المؤسسات القضائية الإيطالية مهمة قوات الأمن في ملاحقة إرهابيين، عبر"قوانين تنصت واسعة النطاق".

يسهل على إيطاليا ترحيل جهاديين مشتبه بهم، أكثر منه في فرنسا، أو بلجيكا، أو بريطانيا، لأن عدداً كبيراً منهم لا يحملون الجنسية الإيطالية. وخلافاً لدول أخرى في الاتحاد الأوروبي ذات التاريخ الاستعماري الطويل، لم تواجه إيطاليا موجات هجرة، إلا أخيراً.

وحسب تقديرات حديثة رسمية حديثة، فإن نسبة 40٪ فقط من أصل 2.5 مليون من المسلمين المقيمين يحملون الجنسية الإيطالية.

إنذارات طفيفة
واستفادت السلطات الإيطالية من هذا الوضع للتحرك بسرعة عند ورود إنذارات صغيرة، نسبياً.

وعلى سبيل المثال، تستطيع السلطات اعتقال أشخاص من غير مواطني الاتحاد الأوروبي من المقيمين في إيطاليا لمجرد تعبيرهم عن آراء متطرفة على فيس بوك، وهو، بالطبع، أمر مستحيل إذا كانوا إيطاليين.

ويقول فرانشيسكو سترازاري، خبير في الأمن والعلاقات الدولية لدى معهد سانتا إنا للدراسات المتقدمة في بيزا، إن إيطاليا طبقت، في السنوات الأخيرة سياسة "عند الشك في أحدهم، يجب ترحيله". وأضاف أن ترحيل شخص غير إيطالي أهون من اعتقال مواطن إيطالي.

لكن، حسب كاتبة المقال، يعود الفضل في ما تتمتع به إيطاليا من أمن نسبي، للأسلوب الإيطالي في محاربة الإرهاب. فقد تمكن عدد من الجهاديين المقيمين على أراضيها من شن هجمات في أكثر من مكان في أوروبا، مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا.

تابع موقع تحيا مصر علي