عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

الحوثيون يلاحقون البهائيين في اليمن.. عبدالملك الحوثي بدأ في التحريض على كراهيتهم وقتلهم.. المواقع الإخبارية تتناقل تصريحاته.. تنظيم ورش عمل للرد على حرب العقيدة وسجل طهران في حقوق الإنسان مهدد

تحيا مصر

فيما يواصل الحوثيون هجومهم على رموز الدولة الشرعية في اليمن، يمضون، وبدعم إيراني، في ملاحقة أقليات دينية تعيش هناك منذ مئات السنين، ومنهم البهائيون المسالمون.
وكما كتب، في صحيفة "ناشونال بوست"، كيل ماثيوس، المدير التنفيذي لمعهد مونتريال للدراسات حول الإبادة وحقوق الإنسان لدى جامعة كونكورديا، لطالما عانى البهائيون من قمع وحشي في إيران، بتشجيع من رجال دين شيعة متشددين.
وثائق سرية
ويشير ماثيوس إلى ما كشفته وثائق سرية نشرتها الأمم المتحدة عن عدم اكتفاء السلطة الدينية في إيران بقمع هذه الأقلية داخل حدود إيران فقط. فقد أقرت الحكومة الإيرانية سياسة "مواجهة وتدمير الجذور الثقافية للبهائية خارج البلاد".
واليوم، يبدو أن هذه السياسة باتت تطبق في اليمن تحت غطاء الحرب الجارية هناك.
ويقول كاتب المقال إن عبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين في اليمن، بدأ في التحريض علانية على كراهية البهائيين.
وتضمنت تصريحاته التحريضية عبارات تشجع على قمع البهائيين وحتى قتلهم.
ويرى ماثيوس أنه عندما ينظر إلى تلك التصريحات في ضوء سلوك الحوثيين مع البهائيين اليمنيين، يلاحظ أن هدف عبد الملك الحوثي كان يتركز في نقطة واحدة: القضاء على البهائيين وربما إبادتهم.
استهداف صريح
ويلفت كاتب المقال لخطاب للحوثي الذي بُث في 23 مارس( آذار) 2018، واستهدف فيه مباشرة المعتقد البهائي، وحذر فيه اليمنين من "حركة البهائيين الشيطانية التي تشن حرباً ضد العقيدة الإسلامية".
ويعيش حالياً في اليمن بضعة آلاف من البهائيين، يشكلون نسبة ضئيلة جداً من سكان البلاد البالغ عددهم 27 مليون نسمة.
وقد دعا عبد الملك الحوثي اليمنيين لحماية أنفسهم من البهائيين وسواهم من الأقليات الدينية، قائلاً إن "هؤلاء يدمرون العقيدة في نفوس الناس، هم ليسوا أقل خطراً ممن يقتلون الشعب بقنابلهم".
تأثير واسع
وفي رأي ماثيوس، ما يثير القلق هو الانتشار السريع لهذا الخطاب، خاصةً لأنه لم تكد تمضي أيام قليلة على إذاعته، حتى كرر قرابة 20 موقعاً إخبارياً تعليقاته عن الديانة البهائية.
وكتب استراتيجي حوثي بارز على تويتر: "سنذبح كل بهائي". وفي خطبته يوم الجمعة الأخيرة، عبر عن الأفكار المتشددة نفسها، مفتي اليمن، شمس الدين محمد شرف الدين، الذي تلقى تعليمه في إيران.
ومنذ خطاب عبد الملك الحوثي، بدأت وزارة الإعلام اليمنية التابعة للحوثيين تنظيم ورشات عمل لتدريب اليمنيين النشطين على وسائل التواصل الاجتماعي حول كيفية الرد على"حرب العقيدة" التي يشنها بهائيون.
كما عقدت جامعات ومعاهد مؤتمرات وورشات عمل مشابهة لدعم توجيهات وزارة الإعلام. وكما كان حال داعش في العراق وسوريا، يبدو أن الحوثيين المدعومين من إيران مستعدون لتطهير اليمن من تنوعه الديني والثقافي.
حملات كراهية
ويقول كاتب المقال إن التاريخ حافل بدروس حول عدد من الأمثلة لحملات إبادة نفذت بتأثير حملات كراهية بثت عبر وسائل إعلام. وفي حالة اليمن، بدأ نموذج من العنف والقمع والاضطهاد يشق طريقه للقضاء على الأقلية البهائية هناك.
ومنذ 2016، وبعد سيطرتهم بدعم إيراني على شمال اليمن، بدأ الحوثيون في اعتقال عشرات البهائيين، ومنهم أطفال، لأنهم شاركوا في تجمع ثقافي.
واستهدف في عام 2017، عدد من البهائيين البارزين، وحكم في يناير(كانون الثاني) 2018، بالإعدام على حمد بين حيدرة، البهائي المعتقل منذ 2013 بسبب معتقداته الدينية.
أوامر
وحسب تقارير موثوقة، ينفذ الحوثيون أوامر السلطات الإيرانية القاضية بقمع البهائيين في كل مكان. وقد طالب عدد من اليمنيين، ومنهم حوثيون بارزون، بإطلاق سراح بهائيين لم توجه إليهم اتهامات.
ولكن، مسؤولين كباراً في مجلس الأمن القومي التابع للحوثيين يمتنعون عن تلبية تلك المطالب تنفيذاً لأوامر إيرانية.
ولذا يطالب كاتب المقال العالم المنشغل بقضية انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، بتسليط الضوء على تجاوزات إيران في مجال حقوق الإنسان وسياستها الخارجية التوسعية التي يبدو أنها مبنية على هدف القضاء على الاختلاف والقضاء على أي تنوع ديني.
تابع موقع تحيا مصر علي