عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

الوجه الحقيقي للمعتدلين في إيران.. يزعمون استخدام الديبلوماسية وليس التهديد.. روحاني توعد بإغلاق مضيق هرمز وتخصيب اليورانيوم.. والمتشددون يباركون قرارات الجمهورية الإسلامية

الرئيس الإيراني حسن
الرئيس الإيراني حسن روحاني

في مقاله ضمن صحيفة "ذي أراب نيوز" السعودية، كتب الدكتور مجيد رافي زاده أنّ ما يسمى بالحزب السياسي المعتدل، حزب الاعتدال والتنمية الذي يرأسه روحاني، وصل إلى السلطة عبر تقديم تمييز بينه وبين المحافظين وكذلك المتشددين ومن بينهم الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات والقضاء.

يدافع المعتدلون عن استخدام الديبلوماسية والنبرة اللينة على المسرح الدولي والامتناع عن استخدام الخطابات التهديدية. وصدّق العديد من وسائل الإعلام والسياسيين الغربيين هذه الثنائية التي تضع معتدلي إيران في مواجهة المتشددين.
لكن الواقع هو أنّ روحاني وحزبه لم يكونا معتدلين قط، بل عوضاً عن ذلك كانا جزءاً من الفريق المتشدد. مع ذلك، وعلى مدى أربع سنوات تقريباً، نجح روحاني وفريقه التكنوقراطي ومن ضمنه وزير الخارجية محمد جواد ظريف، بإخفاء نواياهم وسياساتهم الأساسية. لكنّ ذلك تغير مؤخراً بعدما بدأ المعتدلون يظهرون مواقفهم الحقيقية.

أين هم اليوم؟
أطلق روحاني مؤخراً تهديدات خطيرة لو تم تطبيقها لأودت إلى نتائج كارثية على المنطقة والمجتمع الدولي. فقد قال: أعلن الأمريكيون أنّهم يريدون إيقاف صادرات إيران بشكل كامل. هم لا يفهمون معنى هذا البيان لأن لا معنى في عدم تصدير النفط الإيراني بينما يتم تصدير نفط المنطقة". لقد هدد روحاني بإغلاق مضيق هرمز. وتابع قائلاً: "إذا كان باستطاعتكم القيام بأمر كهذا، فقوموا به وستشاهدوا النتائج". من جهته، هدد ظريف أيضاً بالقول إنّ إيران مستعدة لاستئناف تخصيب اليورانيوم ب "قوة" و "بسرعة أكبر بكثير" من السابق. وفيما أشار الكاتب إلى ازدياد هذه التهديدات الخطيرة، تساءل: "أين هم من يُسمون بالمعتدلين و‘الشيخ الديبلوماسي‘ لإيران الذين ظهروا محترمين القوانين والأعراف الدولية وينشرون السلام والاستقرار في المنطقة؟"

تفويض واضح
كتب رافي زاده أنّ البيانات الاستفزازية الأخيرة للمعتدلين تشبه تلك الصادرة عن المتشددين. في الواقع، أشاد السياسيون المتشددون في إيران، من ضمنهم قائد فيلق القدس قاسم سليماني والإعلام الرسمي المحافظ، ببيانات روحاني. بعبارة أخرى، إنّ من يسمون بالمعتدلين ينضمون إلى المتشددين ويكررون الأجندة الجوهرية نفسها للنظام. أمّا عن سبب قيامهم الآن بتبني هكذا خطابات، فيشير أولاً إلى أنّ هذا ليس تحولاً تكتيكياً بل إنّ المعتدلين أجبِروا على الكشف عن وجوههم الحقيقية. إنّ التفويض المعطى إلى معتدلي السلطة هو الإفساح في المجال أمام تسهيل الأجندة الثورية للحرس الثوري والمرشد الأعلى إقليمياً ودولياً. ويبرز ذلك من خلال توسيع نفوذ الحرس في المنطقة وتصدير الأفكار الثورية المتطرفة للملالي عبر المغامرات العسكرية والسياسات العدوانية والتوسعية.

نجحوا في الخداع
على مدى حوالي خمس سنوات على وصولهم إلى السلطة، كان السياسيون "المعتدلون" قادرين بفاعلية أكبر على تعزيز أجندة المرشد على الساحة الدولية من خلال النبرة الأكثر هدوءاً والابتسامات والواجهات المضللة. وأبرموا اتفاقاً نووياً رديئاً أحادي الجانب حصلوا بموجبه على تنازلات اقتصادية وجيوسياسية غير مبررة وكسبوا المليارات من الدولارات التي ساعدت الحرس وفيلق القدس على توسيع النفوذ في العراق واليمن وسوريا ولبنان. لقد صعّدوا نشاطاتهم البالستية مطلقين أكثر من عشرين صاروخاً في بضع سنوات. بعبارة أخرى، نجح المعتدلون بخداع المجتمع الدولي وخصوصاً القوى الغربية.

لم يعد لديهم خيار آخر
لكن مع انتخاب دونالد ترامب رئيساً لأمريكا، تغيرت الديناميات السياسية في الولايات المتحدة وكذلك ميزان القوى. خسر النظام الإيراني نفوذه لدى القوة العظمى التي أعطته تطمينات كثيرة خلال رئاسة باراك أوباما. الآن وبينما يرى معتدلو إيران أنّه لا يمكن "للشيخ الديبلوماسي" الداهية خداع إدارة ترامب، لم يعد لديهم خيار آخر سوى الكشف عن وجوههم المتشددة الحقيقية. لا يوجد معتدلون حقيقيون في السياسات الإيرانية: من يُسمّون بالمعتدلين والمتشددين والمحافظين يخدمون جميعهم حكم خامنئي.
تابع موقع تحيا مصر علي