عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

ما المأزق اللبناني بعد شهرين من تكليف الحريري بتشكيل الحكومة؟

رئيس الوزراء اللبناني
رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري

ينقضي شهران كاملان على تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل حكومة تُنَفّذ الاستحقاق الدستوري للانتخابات البرلمانية التي جرت في السادس من مايو الماضي، دون أن تظهر في فضاء بيروت السياسي إشارة إلى أن “العُقدة” مُرشحة للحل في شهرها الثالث.

العقدة عقدتان

تعبير “العُقدة” في مأزق تشكيل حكومة الحريري، يستخدمه السياسيون اللبنانيون بلغتين: واحدة تحكي عن الواقع الجديد الذي أفرزته انتخابات برلمانية جرت على قاعدة “قانون النسبية”، فكسرت احتكار حزب الحريري (تيار المستقبل) لزعامة الطائفة السنيّة، وترتب على ذلك أنه سيكون صعبًا على الحريري تشكيل حكومة له فيها الأغلبية التي تمنع حزب الله من تكرار ما حصل عام 2011، عندما انسحب من حكومة سعد الحريري فأسقطها.

والثانية هي عقدة أزمات المنطقة وانعكاساتها التي يعرفها الجميع ويتعايشون معها، والتي يجري اختصارها بالقول إنه غير مسموح للحكومة اللبنانية الجديدة أن تمنح حزب الله وحلفاءه أغلبية تتحكم بالقرارين السياسي والعسكري في الوقت الذي يُصنف حزب الله بأنه منظمة إرهابية تخضع للمقاطعة الأمريكية التي ستتوسع جوانبها خلال الأسابيع القادمة.

أغلبية “حزب الله” في التشكيلة الحكومية، إذا كانت ستأتي بتقاسم عددي يترجم نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، تعني أن لبنان سيصطف مع النظام السوري وإيران في الأزمات الإقليمية المتحركة، وأنه سيخرج بالتأكيد عن مبدأ “النأي بالنفس” الذي شكل قاعدة رخوة للتآلف الذي أعاد بموجبه الرئيس اللبناني ميشال عون تكليف الحريري بتشكيل الحكومة.

الوضع كما يراه سليماني

يشار إلى أن الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني كان أعلن بعد ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية اللبنانية أن الفريق اللبناني الموالي لايران حصل على 74 مقعدًا برلمانيًا تشكل أغلبية ستضفي على الحكومة القادمة صفة “حكومة مقاومة”.

تشكيلات “العُقدة” اللبنانية استهلكت الشهرين الماضيين من عمر تكليف الحريري، بشروط تتبادلها الأحزاب والكتل السياسية حول عدد المقاعد الوزارية لكل منها، وكذلك بشأن الحقائب السيادية والخدمية، فأصبحت هناك عقد عديدة بعضها يتصل بحصص الدروز أو حصص القوات اللبنانية في التشكيلة الحكومية.

فشل الحريري يعني تفشيل عهد عون
لكن “العُقدة” الأكثر حرجًا التي تواجه الحريري هي حصة الطائفة السنيّة في الحكومة القادمة، كون الانتخابات الأخيرة أفقدت تيار المستقبل زعامة السنّة، وسمحت بخيارات وأسماء أخرى أمام رئيس الجمهورية إذا اصطدمت التشكيلة بالحائط.

وبحسب “إرم نيوز” من سياسيين نافذين، فإن مطلع الأسبوع الأول من الشهر الثالث على تكليف الحريري، وعدم وجود ضمانات بانفراجات قريبة منظورة، جعل رئيس الجمهورية ميشال عون يعمّم انطباعًا بأنه يعطي مهلة أسبوعين إضافيين إلى حين عودة وزير الخارجية جبران باسيل من رحلة إلى واشنطن يبدأها هذا الأسبوع .. وبعد ذلك سيتصرف.

لكن في المقابل، كما قيل لـ”إرم نيوز”، فإن تردد رئيس الجمهورية في طرح بدائل أخرى لسعد الحريري، مردّه إلى أن ذلك سيعتبر فشلًا، ليس فقط للحريري، وإنّما لمعادلة “التوافق الوطني” التي قام عليها العهد الحالي، عهد عون، الذي تأسس على توافق الثلاثي يجمع أشخاص سعد الحريري ونبيه بري وميشال عون.
تابع موقع تحيا مصر علي