عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

لعب الأطفال في ممرات المباني السكنية خطر لهذه الأسباب

تحيا مصر

بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة صيفاً، تواجه بعض الأسر إشكالية الترفيه اليومي لأطفالها خاصة مع عدم قدرتهم على الخروج دوماً إلى المراكز التجارية والمدن الترفيهية فيضطر الأطفال لقضاء عدة أيام في المنزل، حيث لا تتوفر لهم مساحات واسعة للعب وتفريغ طاقاتهم، لذا يتخذون من المداخل والممرات المغلقة ما بين شقق أسرهم ملاعباً للهو مع أقرانهم، رغم مساحاتها الصغيرة، وافتقار معظمها للتهوية الجيدة التي تهدد سلامتهم، والتي سلطت أخصائية طب الأطفال في مستشفى ميديكلينك أبوظبي الدكتورة زينب الجباس، الضوء عليها.
وحذرت الدكتورة زينب الجباس، من لعب الأطفال في الممرات المغلقة بين الشقق السكنية داخل البنايات، والتي تفتقر إلى التهوية الجيدة، وخاصة في أوقات الصيف التي ترتفع فيها درجات الحرارة بشكل كبير.
الاختناق والجفاف
وأشارت إلى أن من أبرز المشاكل الصحية التي يتعرض لها الأطفال أثناء لعبهم في الممرات المغلقة، الاختناق، والجفاف نظراً لمكوثهم لفترات طويلة في هذه الأماكن لانشغالهم باللعب، وعدم شرب كميات كافية من المياه والسوائل، إلى جانب الإصابة بحالات إغماء، وعدم القدرة على ممارسة لأنشطة الاعتيادية التي يقومون بها، وظهور التعب والإعياء عليهم.

كميات كافية من السوائل
ولفتت الجباس إلى أن عدم اهتمام الأمهات بإعطاء كميات كافية من المياه والسوائل الأخرى يعرّض أطفالهن للجفاف، الذي يتطور إلى الإصابة بحالة من عدم التوازن، وقلة التركيز، مؤكدة على ضرورة تزويد الأطفال بنسب معينة من المعادن الكافية التي تساعدهم على التوازن والتركيز، وتبعث فيهم النشاط والحيوية.

خطر المواد الكيماوية
كما حذرت من خطر المواد الكيماوية الداخلة في تركيبة المنظفات المستخدمة من قبل مسؤولي النظافة في البنايات السكنية، أو تلك التي يتم رشها في زوايا مداخل البنايات والممرات الصغيرة ما بين الشقق، لمكافحة الحشرات والقوارض، والتي قد تنتقل إلى ألعاب الأطفال، وأيديهم، ومن ثم إلى فمهم، لافتة إلى أخطر ما في هذا الموضوع أيضاً هو قيام الأطفال بتناول هذه المواد سواء ذات الأشكال الهلامية، أو مسحوق البودرة، لأمر الذي يؤدي إلى إصابتهم بالتسمم.

التسمم
ونوهت الجباس بأن قلة التهوية أو انعدامها في الممرات المغلقة التي يلهو فيها الأطفال، تؤثر سلباً على أجهزتهم الهضمية والعصبية، كما أن المياه التي تستخدم في تنظيف هذه الأماكن، إذا لم تكن نظيفة، فإن تلوثها ينقل الأمراض إلى الأطفال، ما يصيبهم بالتسمم، إلى جانب اضطرابات الجهاز الهضمي، والتي يمكن اكتشافها من خلال معاناة الأطفال من ألم في البطن مجهول السبب، والقيء المفاجئ التي تكون بسبب تعرضهم لنسبة من نسب التلوث، التي لا تكون بالضرورة على صورة بكتيريا.

تأثيرات نفسية
وذكرت الدكتورة زينب الجباس، أن مكوث الأطفال فترات طويلة في أماكن مغلقة لا تتوفر فيها تهوية كافية، يؤثر كذلك على نفسية الطفل، ويكون سبباً يقف وراء تصرفاته العنيفة وردود فعله العدوانية في محيط أسرته، أو أثناء لعبه مع الأطفال الآخرين، والذي يدفعه إلى أذيتهم في أحيان أخرى، إلى جانب دخوله في نوبات بكاء غير مبررة.
وشددت على أهمية لعب الأطفال في الأماكن المفتوحة، لتنشق الهواء النظيف، وإعطاء مساحة كبيرة للأطفال لتفريغ طاقاتهم، بعيداً عن الأماكن الصغيرة والضيقة، لاسيما تلك المغلقة التي لا تتوفر فيها التهوية الجيدة، ويقل فيها الأكسجين، ما يؤثر على صحة الأطفال في جوانب عدة.

تدخلات طبية
وأوضحت أنه عند إصابة الطفل بحالات تسمم نتيجة ملامسته للأسطح الملوثة بالمواد الكيماوية، أو تلك الخاصة بمكافحة الحشرات والقوارض، أو تناولها مباشرةً عبر الفم، يتم إعطاؤه مطهرات معوية، ومهدئات لإضرابات الجهاز الهضمي، إلى جانب إجراء تحاليل لنسب المعادن ومدى توازنها في جسم الطفل، بالإضافة إلى قياس نسبة السكر بالدم، وفحص حالة الارتواء لدى الطفل، وتزويده بالسوائل المناسبة لتعديل أي خلل بها.
وقالت أخصائية طب الأطفال في مستشفى ميديكلينك أبوظبي، أن الطبيب قبل البدء بمعاينة أي طفل يأتي لعيادته في حالة تسمم، أو تظهر عليه أعراض اضطرابات في الجهاز الهضمي غير مفسرة، عليه يسأل في البداية عن البيئة التي كان يلهو الطفل فيها قبل بدء ظهور هذه الأعراض عليه، عن نوعية المواد الكيماوية التي يتم رشها في هذا المكان، وما إذا كان قد تناول شيئاً منها أو لامسها فقط.
وأشارت إلى أن الطفل في بعض الحالات سالفة الذكر، يتم وضعه تحت رعاية طبية مكثفة، وخاصة في حال تناوله للمواد الكيماوية الخاصة بمكافحة الحشرات والقوارض عن طريق الفم، إلى جانب ضرورة التدخل السرع بإعطائه مطهرات معوية، والمحافظة على نسبة الارتواء لديه، علاوةً على إخضاعه لفحوصات شاملة للدم بما فيها وظائف الكلى والكبد، للتأكد من عدم تأثره بالسموم التي تناولها بكميات قليلة في طبيعة الحال.

فقدان الشهية
ولفتت إلى أنه في فترات الصيف، وفي ظل لعب الأطفال في أماكن مغلقة لا تتوفر فيها التهوية الجيدة، ترتفع نسب إصابة الأطفال بفقدان الشهية، والتي يلعب إهمال الأمهات لأطفالهن لفترات طويلة، دوراً كبيراً فيها، كون الكثير منهن يتركن فلذات أكبادهن لعدة ساعات في الممرات المغلقة، تحت ذريعة إعطائهم مجال للعب وتفريغ طاقاتهم، لتقوم الأمهات في هذا الوقت بأعمالهن المنزلية دون إزعاج، وتغافلهن عن تزويد أطفالهن بالمياه والسوائل، ووجبات الطعام الضرورية لتطوير نموهم ومهاراتهم.

ألعاب غير مناسبة
ونبهت الدكتورة زينب الجباس الأمهات، إلى ضرورة التعرف على نوعية الألعاب التي تناسب أطفالهن كذلك، وعدم اللجوء إلى أسلوب الشراء غير المسؤول دون التحلي بالوعي الكافي، إذ إن لكل سن ألعاب خاصة به، إلى جانب عدم ملائمة بعض الألعاب للأطفال صحياً، إذ إن هناك فئة قد تعاني من التحسس الشديد تجاه ملامسة ألعاب الصلصال الملونة "المعجون"، ولا تكتشف الأمهات ذلك إلا متأخراً.
تابع موقع تحيا مصر علي