عاجل
الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

لماذا تبحث إيران عن مشاكل مع أمريكا؟.. روحاني يفتح حرب كلامية على واشنطن بسبب العقوبات.. يخشى من الغضب الشعبي جراء الأزمة المالية.. يحاول إخفاء فشل إدارته والفساد.. وقاسم سليماني يشارك في الخدعة

تحيا مصر

تساءلت الصحافية الأمريكية الإيرانية كاميليا إنتخابي فرد عن سبب بحث السياسيين الإيرانيين عن مزيد من الصداع مع الولايات المتحدة.

وكتبت في صحيفة "ذي أراب نيوز" السعودية أنّه في وقت لم يكن أحد يهدد الأمن القومي لبلاده، فتح الرئيس الإيراني حسن روحاني فجأة النار الكلامية على واشنطن مهدداً إياها ب "أم كل الحروب" إذا حافظت على العقوبات الاقتصادية القاسية على إيران. ورجحت الصحافية أن يعود هذا الأمر إلى غضب روحاني من الأزمة المالية والانفجار المحتمل للغضب الشعبي من الاقتصاد المنهار والتضخم المرتفع.
أخيراً، كان على الإيرانيين أن يتذوقوا ديبلوماسية ترامب الشهيرة على تويتر بعدما حذره من أنّ أي تهديد آخر سيجعل إيران "تعاني من عواقب تشبه تلك التي سبق لقلة فقط أن عانت منها عبر التاريخ". وارتفعت احتمالات المواجهة في المنطقة الأمر الذي أقلق الإيرانيين الذين كانوا متخوفين أساساً من انسحاب ترامب من الاتفاق النووي وعودة العقوبات. لكن المواجهة مع الولايات المتحدة هي وظيفة ديبلوماسية يتبعها النظام لا الشعب الإيراني.
فشل روحاني.. فتدخل سليماني
قد يكون النظام الإيراني باحثاً عن صداع جديد لإخفاء سوء إدارته والفساد الممنهج ونقص الشرعية. في وضع حرج كهذا، يبقى اللعب على وتر المشاعر القومية للشعب أفضل أداة للنظام الشمولي من أجل النجاة. لكن من المثير للاهتمام أنّ رد فعل الجمهور في إيران لم يكن داعماً للمواجهة مع ترامب، وعوضاً عن ذلك ازداد الغضب من النظام. بعدما فشل روحاني في استنهاض شعبه ضد الولايات المتحدة، جاء دور قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني كي يكتب تحذيره للرئيس ترامب: "كجندي، من واجبي أن أرد على تهديداتك. إذا كنت تريد استخدام لغة التهديد، فتحدث إليّ، لا إلى الرئيس. إنّه لأدنى من كرامة رئيسنا أن يردّ عليك".
الإيرانيون يريدون التغيير.. مع دعم أو بدونه
لم تستطع كلمات روحاني أو سليماني أن تهدّئ الشعب الإيراني وتجعله فخوراً، بل زادت من غضبه. ببساطة، فقد الإيرانيون الثقة بالنظام الحالي ويريدون التغيير الجوهري. من المرجح أن يكون قد فات أوان إصلاح المشاكل بالنسبة إلى روحاني أو أي مسؤول آخر في النظام، لكن من المبكر جداً لهم كي يدركوا وجوب إرجاع السلطة إلى الشعب من أجل أن يستطيع اختيار نوع الحكم الذي يرغب به. لم يعد الإيرانيون بأبهون بما إذا أراد ترامب التفاوض مع رجال الدين الإيرانيين حول اتفاق نووي جديد أو إذا أراد تجفيف مواردهم المالية عبر عقوبات قاسية لتقييد تدخلهم في شؤون المنطقة. إنهم يبحثون عن مسارهم الخاص من أجل صناعة التغييرات الضرورية في إيران مع أو بدون دعم أي أحد.

خدعة قديمة
وأضافت إنتخابي فرد أنّه لو توجه قاسم سليماني بهذه الرسالة إلى الرئيس الأمريكي منذ سنوات، لكان بإمكانه ربما أن يقنع الجمهور بتقدير وطنيته – لكن ليس اليوم، مع رؤية الإيرانيين للعديد من جنوده يقاتلون في سوريا من أجل الأسد أو مع حزب الله. يسأل الشعب الإيراني لماذا تم إهدار ثرواته على الطموحات الإقليمية للنظام والحرس الثوري. خرافة أنّ الولايات المتحدة قد تهاجم إيران هي خدعة قديمة لم يعد بإمكانها أن تنطلي على أحد. لا يريد الشعب الإيراني أو أي أحد آخر في المنطقة حرباً أخرى. يفهم الجميع أنّ عواقبها ستتخطى الحدود الإيرانية بكثير وستجذب الشرق الأوسط باتجاه حريق ضخم.
لا أحد على هذا الكوكب يرغب بالحرب – باستثناء النظام الإيراني ربما، لأنّه يراها خياراً للنجاة، كما كتبت إنتخابي فرد. للمفارقة، وحّدت التهديدات الأخيرة بطريقة مفاجئة الحكومة "المعتدلة" لروحاني والمتطرفين في الجيش. يحتاج الطرفان لبعضهما البعض من أجل النجاة وهما يعلمان ذلك.
تابع موقع تحيا مصر علي