عاجل
الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

أزمة وقود غير مسبوقة تضرب العاصمة الليبية

تحيا مصر


تشهد العاصمة الليبية طرابلس أزمة وقود غير مسبوقة، في ظلّ تصاعد المعارك بين الميليشيات المتقاتلة في العاصمة الليبية طرابلس، وسط تحذيرات أطلقتها المؤسسة الوطنية الليبية للنفط من كارثة حقيقية بالبلاد.

ومع تواصل المعارك في العاصمة الليبية بوتيرة متصاعدة، تشهد العاصمة طوابير طويلة أمام محطات الوقود التي أغلقت معظمها بعد نفاد المخزون، وعجزها عن التزود بإمدادات إضافية؛ بسبب حدّة الاشتباكات، وفق ما أكّده الصحفي الليبي، صالح نشوني، في تصريح لموقع “إرم نيوز”.

ووصف النشوني الوضع بأنّه “كارثي، ولم يسبق أن عرفته ليبيا على مرّ تاريخها”، قائلًا: “بعد الماء والكهرباء، أصبحنا اليوم بلا وقود رغم أننا في بلد ينام على ثروة نفطية هائلة”.

و أضاف: “في الليل ننام على أصوات القذائف والأسلحة التي تدوّي في كل أرجاء المدينة، ومع الفجر يبدأ المواطن الليبي رحلة العذاب، بحثًا عن الوقود والماء، وقوته اليومي”، موضّحًا: “حتى الخبر صار مفقودًا.. إنها مأساة يومية”.

و تابع متسائلًا: “أين المجتمع الدولي وأين العرب، ليبيا تذبح اليوم وتفتقد إلى أدنى مقومات العيش، ولا أحد تدخّل لإنقاذنا من الميليشيات ومن الحرب”.

وتعرضت مخازن النفط والمباني الإدارية التابعة لمؤسّسة النفط الوطنية الليبية خلال الساعات الماضية إلى هجمات، فيما لا يزال القتال مستمرًا على أشدّه وفق ما أكّدته مصادر محلية.

في السياق ذاته، حذّر رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، مصطفى صنع الله، اليوم السبت، من تعرض العاصمة الليبية إلى أزمة وقود خانقة، بعد تدمير الميليشيات المتقاتلة لمعظم المخازن النفطية خلال المعارك الأخيرة.

وقال صنع الله، في رسالة بالفيديو على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “لا يوجد سوى ثلاثة مرافق لتخزين الوقود بالكامل في طرابلس بأكملها، والوضع معقد للغاية، ويمكن أن تبقى المدينة بدون البنزين والديزل والغاز”.

و أضاف قائلًا: “سيكون من الصعب للغاية على شركات النفط توفير الوقود إلى العاصمة الليبية في مثل هذه الظروف”، مشيرًا إلى أن “في الوقت نفسه، فإن موظفي الشركة يظلون في أماكن عملهم، رغم شراسة القتال”.

ودعا رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، المتحاربين في طرابلس لوقف عملياتهم العسكرية، قائلًا: “أدعو جميع المتحاربين في ضواحي طرابلس إلى التوقف فورًا عن كل عملياتهم العسكرية”، مشيرًا إلى أن “الوضع كارثي ومأساوي جدًا في مستودع شركة البريقة في طريق المطار”.

ومع تصاعد وتيرة الحرب في عدد من المدن والمناطق في ليبيا، باتت حقول وموانئ النفط في البلد الذي تسوده الفوضى حاليًا، أهدافًا رئيسية للصراع بين الميليشيات الليبية.

وقبيل إسقاط نظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي وإغراق البلاد في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، وصل الإنتاج النفطي الليبي إلى نحو 1.6 مليون برميل يوميًا، قبل أن يتناقص حجم الإنتاج النفطي تدريجيًا إلى مستويات “مفزعة”، بحسب مراقبين.
تابع موقع تحيا مصر علي